الخسارة الفادحة أكدت حتميّة البحث في أسباب التراجع وتلافيها استعداداً للموسم الجديد
السالمية... «عواطف» و«عواصف»
| ?كتب صادق الشايع? |
1 يناير 1970
08:58 ص
لم يكن القائمون على فريق السالمية لكرة القدم أو محبوه ينتظرون إقصاءً من مسابقة كأس الأمير بهذا السيناريو المحزن. أربعة أهداف تلقتها شباك الحارس خالد الرشيدي في شوط المباراة الثاني امام العربي رسمت نهاية كئيبة لأحلام «السماوي» في تحقيق ثنائية الكؤوس للمرة الثانية في تاريخه بعد الموسم 2000-2001.
وعلى قدر مستوى الآمال التي كان يضعها جمهور النادي في الفريق، جاءت ردة الفعل قاسية جداً من بعض من اتهم اللاعبين بالتعالي والتشبع بعد تتويجهم بكأس ولي العهد على حساب «الكويت» في يناير الماضي، واضعين حداً لسنوات عجاف ابتعد فيها السالمية عن منصات التتويج.
ربما طغت العاطفة على ردة فعل محبي «السماوي»، وهذا الامر «دارج» في طبيعة تعامل الجمهور مع فريقه، بيد ان على المسؤولين على الفريق نفسه وإدارة النادي عدم تجاوز «فرضية التشبع والثقة المفرطة» والبحث في أسباب الإقصاء ليس من هذه البطولة فحسب بل ومن «دوري فيفا» الذي تنازل عن صدارته لمصلحة القادسية وبات بحاجة الى مساعدة الآخرين للظفر بالدرع.
عوامل عدة تقف وراء الخسارة السلماوية الثقيلة اذا ما استثنينا حالة التجلي التي كان عليها العربي في الفترة من منتصف الشوط الثاني وحتى صافرة النهاية.
بدأ «السماوي» اللقاء من دون نجمه الاول العاجي جمعة سعيد المصاب والذي وضح ان المدرب سلمان عواد أراد الاستفادة من وجوده لوقت قصير هو كل ما يمكن للاعب ان يقدمه.
عمد عواد إلى الدفع بالأردني عدي الصيفي من البداية لإرهاق دفاعات العربي قبل أن يزج بسعيد في الثلث الأخير من المباراة بيد أنه - ولسوء حظه - سجل «الاخضر» هدفين متتالين واللاعب يستعد على خط التماس للدخول إلى الملعب بدلاً من الصيفي.
سعيد كان خارج الصورة حتى بعد ان شارك حيث بدا تأثره بالإصابة التي حرمت الفريق أيضا من هدافه حمد العنزي في وقت يفتقد فيه الى البديل في هذا المركز.
هذه الجزئية بالذات يجب أن تكون محل بحث لدى الإدارة خاصة وأن العنزي في الأساس معار من القادسية.
وعلى صعيد الإصابات أيضاً، شارك المدافع فهد المجمد بعد غياب تجاوز الشهر.
وبعيداً عن ابتعاده عن اجواء المباريات خلال هذه الفترة، بدا انه لم يستعد جه,زيته، ومنذ الشوط الأول، بدا انه لا يزال يعاني من الاصابة وانه تحامل على نفسه لإكمال اللقاء، الأمر الذي تسبب في خلل واضح في عملية التنظيم الدفاعي بين متوسطي الخط المجمد ومساعد ندا.
منذ الموسم الماضي، كان لخط الوسط دور كبير في ما يقدمه الفريق من مستويات ويحققه من نتائج، فقد تميز بالقوة والديناميكية في الحركة مستفيداً من قدوم الثنائي العاجي إبراهيما كيتا وعادل مطر من القادسية.
في الموسم الحالي، فقد هذا الخط الكثير مما تميز به في الموسم الذي سبق، وخسر «السماوي» الكثير من معارك خط الوسط في مبارياته المهمة مع الإشارة إلى ان الاصابة الطويلة التي تعرض لها الشاب محمد الظفيري حرمت الفريق من عنصر يؤدي أدواراً شبيهة بالتي يقوم بها شقيقه مع القادسية ووضعته ضمن نجوم الموسم الحالي.
عامل آخر أثر كثيراً في مستوى السالمية في النصف الثاني من الموسم هو التراجع المخيف في مستوى نجم الموسم الماضي فيصل العنزي الذي لم يقدم الأداء الذي يشفع له في أن يكون من ضمن التشكيلة الأساسية.
ولولا اشكالية اللاعب الأجنبي وغير الكويتي في الفريق واصابتي جمعة سعيد وحمد العنزي، لبقي فيصل على مقاعد البدلاء في أغلب المباريات التي أعقبت إحرازه هدف الفوز بكأس ولي العهد والذي شكل آخر عهد للاعب مع التألق هذ الموسم.
هزيمة السالمية الرباعية تحققت في ظرف 20 دقيقة فقط، لكنها جاءت نتاج مجموعة من العوامل والظروف التي يتعين على اللاعبين والجهاز الفني وقبل ذلك الإدارة الالتفات إليها.
إحراز لقب واحد لا يمكن ان يشبع نهم فريق طامح الى استعادة دوره الريادي على الساحة المحلية.
واذا ما أرادت الإدارة ان تضع فريقها على سكة المنافسة والا يكون ما تحقق في الموسم الراهن مجرد «طفرة»، فعليها أن تبدأ العمل من الآن استعداداً للموسم المقبل من خلال تقييم اداء المحترفين ورصد النواقص التي يعاني منها الفريق، وحسم امر الجهاز الفني، إما بمنحه الثقة للاستمرار أو بعدم التفريط به في حال استقدام مدرب جديد.