خمسة أعوام من «الجحيم» السوري... نظام يتهاوى وثورة تترنّح

الحراك الثوري في سورية: جيل يقهر الخوف... وخيبات لا تكسر الأمل

1 يناير 1970 09:21 ص
محمد قنطار: نريد الحل الذي يفضي الى إسقاط هذا النظام بكل رموزه ومحاسبة كل المجرمين والانتقال نحو سورية مدنية ديموقراطية لكل ابنائها ومستقلة استقلالاً ناجزاً عن اي وصاية اقليمية او دولية روسية - ايرانية او غيرها

وليد السلمان: الشعب يريد الآن الحل السياسي لكن وفق المطالب والمبادئ التي خرج من أجلها

صالح صالح: الثورة مرّت بعدد من المراحل وتطوّرت نتيجة تطور أساليب النظام القمعية
خمسة أعوام مرّت على الصراع في سورية، الذي بدأ بهتاف من اجل الكرامة والحرية وانتهى الى حرب عالمية في البلاد التي يتهاوى فيها النظام من دون ان يسقط، وتترنّح في أصقاعها ثورةٌ سرقها التطرف.

خمسة أعوام بدأتْ بـ «ربيع» وسرعان ما تحولت خريفاً بعدما قمع النظام التحركات الشعبية السلمية و«عسْكرها» بعنفه المفرط فانزلقت سورية الى حروب مدمرة غيّرت وجهها.

مئات الآلاف من القتلى وأكثر بكثير من الجرحى والمعوقين، وملايين النازحين في صراعٍ صار اقليمياً ودولياً في سورية وعليها وسط كرّ وفرّ في الميدان والديبلوماسية.

ولم تعد سورية اللاهبة مشكلة سورية بعدما هدد حريقها دول المنطقة ووصل وهجه الى دول العالم قاطبة مع قوافل اللاجئين الذين «يغزون» سواحل اوروبا ويهددون استقرارها.

في الذكرى الخامسة لحرب سورية تمخّض المجتمع الدولي فوُلدت «هدنة عسكرية» أتاحت العودة الى طاولة التفاوض بين النظام والمعارضة بإشراف الامم المتحدة وسط توقعات بأن الأمر لا يعدو جولة من جولات القتال على الأرض وعلى... الطاولة.

«الراي» تقارب الاوضاع في سورية بعد خمسة اعوام على «حروبها» بسلسلة من التحقيقات تُنشر على حلقات...

حين انطلقت حناجر السوريين في مارس العام 2011، كانت الصرخة واضحة والمطلب واحد «سورية بدها حرية». وحين ووجه المتظاهرون بالرصاص رُفع الصوت أعلى «خاين اللي بيقتل شعبو»، الى ان كان هتاف «الشعب يريد اسقاط النظام». ومن شعار «يلعن روحك يا حافظ» الى اغنية «ويللا إرحل يا بشار»، كان شباب سورية المثقف والمتعلم والطبقة المتوسطة في ساحات الحراك يبثون روح الثورة، قبل ان ينحسر دورهم وتُخلى الساحات للميليشيات من الأرياف بعدما زُج الشباب في السجون وهُجروا في المنافي او غادروا قسراً، هرباً من النظام اولاً ومن القوى المتطرفة التي هيمنت على الارض، الى ان خلت سورية من الكوادر القادرة على التنظيم والقيادة الفعالة والمؤثرة في المجتمع وعلى التغيير.

ومع اعلان الهدنة اخيراً، شهدت بعض المناطق في سورية محاولات لإعادة النبض الى شوارع ريف حلب وادلب ودرعا وريف دمشق عبر تنظيم تظاهرات ورفع الشعارت المندّدة بممارسات النظام وجرائمه و«جرائم روسيا وايران»، في محاولة لاستعادة روح الثورة عبر التجمعات السلمية، وهو «حنين» يجد البعض انه لم ينفع الآن.

في التحقيق الآتي تستعرض «الراي» مع ثلاثة ناشطين من الحراك الثوري، ذكريات الثورة والبدايات والمآل.

يبدأ الناشط السياسي محمد قنطار بإعطاء فكرة حول المجتمع السوري ما قبل الثورة، فيقول: «النظام السوري قائم على انقلاب عسكري غير شرعي استطاع بسياسة النار والحديد خطف السلطة وابتلاع الدولة ومؤسساتها، ثم جاء ما يعرف بأحداث الإخوان المسلمين في سورية 1982، فقام (الرئيس الراحل) حافظ الأسد ونظامه بقتل ما لا يقل عن 40 ألف مواطن سوري ودمّر مدينة حماه بالكامل وزجّ بالآلاف من النخب السياسية والمثقفة السورية من مختلف التيارات في السجون ونكّل بهم، وفي ما بعد أنشأ أجهزة استخباراتية لتراقب حركة وسلوك كل مواطن في سورية. وقد ربط هذه الأجهزة بكل مؤسسات الدولة، حيث لم يكن بالإمكان مثلاً ان يتزوج شخص ما من دون الحصول على موافقة أمنية. كما ان حال الطوارئ بقيت معلنة في البلاد طوال حكم آل الاسد، واستمرّ اعتقال اي مواطن مهما كان مركزه الاجتماعي لمجرد الاشتباه به، ما رسخ حالة عدم الثقة وأدى الى موت كل أشكال الحياة في المجتمع المدني، وتحولت سورية مجتمعاُ مفككاً ومستسلماً لحكم الرعب».

وعن مؤشرات اندلاع الثورة، يوضح: «كان المجتمع سيصل يوماً ما لمرحلة انفجارٍ اجتماعي. وربما كانت ثورات الربيع العربي محفزاً، بالاضافة لبعض العوامل المحلية التي حدثت قبيل بداية الثورة مثل قيام النظام بحملات اعتقالات تعسفية في المحافظات وما ارتكبه لاحقاً بحق أطفال درعا من تعذيب وقتل لهم وإهانة وجهاء محافظة درعا فكانت تلك الشرارة».

ويلفت الى تجرؤ «العديد من الشباب وخصوصاً الجامعيين منهم على المجاهرة بعدائهم للنظام وبضرورة التغيير بعد تراكم الفساد والظلم وتحكّم عائلات الاسد ومخلوف وطلاس وخدام والاخرس بثروات البلد وتجهيل الشعب وافقاره»، شارحاً ان «الشباب الجامعي استطاع تشكيل مجموعات صغيرة وضيقة وتواصل مع آخرين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، عبر استخدام أسماء وأرقام وهمية لأن لا أحد يثق بأحد ولأن عيون الاستخبارات في كل مكان. وكانت البدايات ببعض الأعمال، كالتخطيط على الجدران بعبارات مناهضة للاسد تحضّ على المطالبة بحقوق الشعب ثم توزيع المناشير في شكل سري، الى القيام ببعض التظاهرات».

ويشير الى ان «بعض الاحزاب والقوى المعارِضة لم يستطع ان يستوعب ان ما يحدث في سورية هو ثورة، إلا بعد مضي وقت طويل، وبعضها الآخر لم يتمكّن من فعل شيء سوى المراقبة فيما ظلّ قسم ثالث لصيق النظام».

ويضيف قنطار: «بدأ هؤلاء الشباب بتشكيل مجموعات صغيرة انطلقوا من خلالها بالتظاهرات. في البداية كان كل شخص يبوح بمعارضته للنظام لأقرب المقربين له ولم يكن أحد يجرؤ على ان يتعرف على احد، وكان التواصل يتمّ من خلال اسماء وهمية وأرقام وهمية وبترميزات سرية، يعرفها قادة المجموعات تحسباً، فاذا جرى اعتقال احد قادة المجموعات لا يقدم اعترافات للأمن عن كل أعضاء المجموعة». ويتابع: «انا مثلاً عندما تم اعتقالي، ذكروا لي الكثير من الأسماء الذين كانوا بالفعل ينظمون التظاهرات ضد النظام، ولكن كلها كانت أسماء وهمية، وحتى لو أردتُ الاعتراف عليهم تحت التعذيب، لم أكن لأتمكن من ذلك لأنني بالفعل لا أعرفهم، اذ كنتُ أتواصل معهم من خلال أسماء وحسابات وهمية على سكايب ولم نكن نجتمع شخصياً الا اذا حصل حدَث كبير جداً على الا يتجاوز عدد المجتمعين 10 اشخاص ولا يطول اللقاء أكثر من نصف ساعة». ويذكر انه «من خلال مجموعات الانترنت المغلقة والسرية، كنا نعلن عن موعد التظاهرات ونتحدث حول الشعارات التي ستُطرح خلالها ونحدد المجموعات او الاشخاص الذين سيكتبون اللافتات ويخططونها واولئك الذين سيجلبون الاعلام معهم والاشخاص الذين سيقومون بالتصوير وتنزيل الصور والفيديوات والاخبار ايضاً. وبعد كل تظاهرة كنا ندخل مباشرة على مجموعة(سكايب) التي تم الاتفاق فيها على كل ذلك لنسجل أسماء الذين جرى اعتقالهم والجهة التي قامت باعتقالهم: أمن، شبيحة، مخابرات، جيش، حفظ نظام، شرطة مدنية... وبعدها نقوم بنشر الاسماء على الانترنت وتوثيقها. والأهمّ من كل ذلك نقوم بحذفهم من كل المجموعات الثورية على السكايب وتهكير حساباتهم على الفيسبوك، كي لا يستفيد النظام منها ويخترقنا من خلالها».

ويتابع: «استعان النظام بمرتزقة محليين سوريين والشبيحة، وهم أشخاص مسحوقين مادياً واجتماعياً وثقافياً ودينياً وتربوياً كانوا بالاصل زعران و(بلطجية) في شوارع البلد، وأعطاهم كل الصلاحية ليقمعوا كل اشكال التظاهر». ويذكر انه «عندما كنتُ في المعتقل بداية 2012 تنقلتُ بين فرع المخابرات الجوية في حلب ثم الامن الجنائي فأمن الدولة قبل ان يتم نقلي الى دمشق عبر طائرة مروحية الى ادارة المخابرات العامة في دمشق ثم المخابرات العسكرية. وقد رأيتُ في هذه المعتقلات كيف يموت الناس تحت كل أشكال وألوان التعذيب. ولا أنسى كيف كانوا ينقلوننا من فرع الى آخر ببرادات شحن لنقل اللحوم المذبوحة ويحشروننا بداخلها في صناديق مغلقة، وكان الكثير من الأشخاص يتعرضون لحالات اختناق. ولم يكن ممكناً سماع أصواتنا من داخلها مهما علت، وكنا نغني أغنيات الثورة وعندما يتم نقلنا كانت أجساد غالبيّتنا مثخنة بالجراح». ويعطي قنطار فكرة عن وضع شباب الحراك الثوري اليوم بالقول: «قسم منهم ما زال بالداخل السوري يعملون في منظمات مدنية او اغاثية او طبية او خدمية بما يملكونه او بما يُقدم لهم من امكانات، وهناك مَن قُتل او تمت تصفيته او خطفه واخفاؤه قسراً مثل رزان زيتونة، وثمة مَن هاجر الى خارج سورية لأنه يرى أنه لم يعد هناك اي مجال لبقائه على قيد الحياة في ظل كل ذلك الجنون، وبعضهم هاجر لانه يرى أن الحراك الثوري السلمي اكبر بكثير من مجرد عمل اغاثي او خدمي او طبي هنا وهناك، والقسم الأخير بكل بساطة جلس في بيته وبدأ يحاول ان يمارس حياته الشخصية».

ويرى ان «الحركات والنشاطات الثورية السلمية لم تختفِ تماماً بل هي موجودة ولا تزال كثيرة. وكأمثلة نذكر مدينة كفرنبل في ريف ادلب التي لا تزال قادرة على حشد الرأي العام من خلال لافتاتها، اضافة لحركات تظاهر واحتجاجات وحملات تقام في مناطق مختلفة من سورية رافعةً مطالب محددة او لتصويب مسارات معينة وخصوصاً بالنسبة للوضع العسكري، اضافة لعمل المجالس المحلية التي تقوم بدور جبار في ظل هذا الجنون المستعر»، مضيفاً: «التظاهرات كانت سلاحاً فعالاً جداً ووحيداً في أيدي الثوار، لانه كان لا يزال بالامكان تحشيد الشارع السوري بمئات الآلاف في كل محافظة من المحافظات السورية، اذ لم يكن النظام بعد كشّر عن أنيابه تماماً، أما الآن فإذا افترضنا جدلا امكانية تحشيد الشارع السوري، فلن يكون هناك اي معنى لهذا التحشيد لان زمن الصراع بالوسائل السلمية قد ولى».

ويختم قنطار: «نريد الحل الذي يفضي الى إسقاط هذا النظام بكل رموزه ومحاسبة كل المجرمين والانتقال نحو سورية مدنية ديموقراطية لكل ابنائها ومستقلة استقلالاً ناجزاً عن اي وصاية اقليمية او دولية روسية - ايرانية او غيرها. هذه هي النتيجة التي نريدها وسيستمر السوريون بالموت في سبيلها. وأعتقد انه في كل يوم يزداد ايماننا بان شعباً عظيماً وقف بوجه هذا الطاغية وحلفائه الروس والايرانيين ومرتزقتهم، سينال حريته ولو بعد حين». بدوره يشير مسؤول التحرير والنشر وقسم التقارير المرئية بالهيئة السورية للاعلام‎ وليد السلمان الى ان «الآلية التي اتبعها نظام الأسد الابن منذ البداية في التعامل مع الحراك الثوري آلية قديمة، ذات فكر موروث من عهد حافظ الاسد الاب والتي تتمثل في الضرب بقبضة أمنية حديدية والعمل ضمن قانون الطوارئ التعسفي من دون تلبية أبسط المطالب».

ويوضح انه «بعد سقوط أول شهيديْن في التظاهرات التي انطلقت من مدينة درعا في 18 مارس على يد قوات الامن التابعة لنظام الاسد، ارتفع سقف المطالب الشعبية، ليشمل إسقاط النظام تحت شعار(مَن يقتل شعبه خائن) و(الشعب يريد إسقاط بشار)»، مضيفاً: «جاء استخدام قوات الأسد للذخيرة الحية على المتظاهرين ليس في درعا فحسب وانما في جميع المناطق السورية ليزيد من النقمة الشعبية وصار التوافق العفوي بين المتظاهرين وعلى امتداد البلاد على ضرورة إسقاط النظام». وحول موقع شباب الحراك داخل الائتلاف، يرى ان«هناك عدداً من الاشخاص داخل الائتلاف لا يمثلون سوى أنفسهم، فالعديد منهم يملك جنسية غربية ولم يطأ تراب سورية لأكثر من 20 عاماً، لكن ارتباط هؤلاء الاشخاص ومكانتهم في دول لجوئهم مكّنهم من دخول الائتلاف وتسمية أنفسهم ممثلين للحراك الشعبي، وهناك عدد آخر مثّل الحراك الشعبي بصدق ووفاء لدماء الشهداء».

ويعتبر انه «حالياً لا يمكن تحريك الشارع السوري سلمياً من جديد وخصوصاً بعد سقوط ما يزيد على 200 ألف شهيد على يد قوات الاسد والمليشيات الطائفية كحزب الله اللبناني والحرس الثوري الايراني وانتشار السلاح الخفيف والثقيل بين عدد من قطاع الطرق واللصوص»، مشيراً الى ان «في سورية الآن الشعب يريد الحل السياسي، لكن وفق المطالب والمبادئ التي خرج من أجلها الشعب، فهم لا يريدون وجود أجهزة أمنية قتلت ونكّلت بأبنائهم وبوجود رأس للنظام في سورية جاء بالمرتزقة والمحتلين لقتل ابناء الشعب السوري».

ويرى في الختام ان«النخب الثقافية لم تغب عن الحراك إلى اليوم، ولكن مع زيادة الإجرام الذي يمارسه نظام الأسد والقوات الايرانية وميليشيا (حزب الله) والتدخل الروسي حالياً وغض الطرف من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان وعلى مدى 5 اعوام عما يجري في سورية، ودعم النظام وحلفائه للمجموعات المتطرفة والمتشددة، كل هذا سمح لهولاء بطمس وسحق دور المثقفين في الحراك من أجل الحرية والعدالة».

اما الناشط السياسي صالح صالح، فيوضح ان «اول تظاهرة انطلقت في ريف دمشق كانت في مدينة دوما بتاريخ 25 مارس 2011»، ويقول: «كنا متاثرين جداً بأحداث ثورة تونس وثورة يناير في مصر. وأتذكر انني كنتُ ومجموعة كبيرة من أصدقائي نتابع ونتناقش في أحداث الثورة المصرية وكيف يمكن ان نطالب بحقوقنا كشعب مسلوب حقه في الحرية والكرامة والقضاء على الفساد في مؤسسات الدولة وأجهزة الأمن والمخابرات، وكيف يمكن ان تكون علنية ونعبّر عنها من خلال التظاهرات السلمية. وعند انطلاقنا في اول تظاهرة في مدينة دوما توافدت الينا مجموعات كبيرة من الشباب المتحمس من بقية مدن ريف دمشق واعتصموا معنا في دوار ساحة البلدية».

ويرى ان الثورة مرّت «بعدد من المراحل وتطوّرت نتيجة تطور أساليب النظام القمعية، بحيث أصبح من الصعب الاستمرار كما في البداية، فتمّ تشكيل لجان شعبية لحماية التظاهرات ومنع تقدم قوات الامن والشبيحة باتجاه التظاهرة، وكانت الوسائل لدينا بسيطة حيث كنا لا نملك السلاح، لكن لاحقاً اختفت التحركات السلمية بسبب إجرام النظام السوري وحصاره للمدن الثائرة وقصْفه لها بحيث أصبحت امكانية تجمع المدنيين في مكان واحد خطيرة جداً». ويتمنى صالح «ان يكون هناك حل سلمي سياسي يوقف القتل، ولكن ضمن ثوابت الثورة التي لا يمكن ان نتراجع عنها، ومحاسبة جميع مَن تلوّثت يداه بدم الشعب السوري»، مشيراً الى ان النظام ومنذ ان استشعر بالخطر وبأنه امام ثورة لن تتراجع او تخمد رفع شعار انه «يحارب الإرهاب ولا يقمع ثورة سلمية وأوعز الى أجهزة المخابرات السورية باعتقال الناشطين من الفئة المثقفة وخصوصاً الذين يؤمنون بالحرية والكرامة والديموقراطية ودولة القانون، وهذه الاهداف تتعارض مع أفكار المجموعات المتطرفة، وفي المقابل قام النظام بغض النظر عن المتشددين والمتطرفين كما عمد لإطلاق سراح المئات منهم من سجن صيدنايا وفرع فلسطين ومن سجونه الاخرى، ليحصل ما رأيناه من ارتكابات طرح النظام نفسه جزءاً من التصدي لها».