تقرير

المستثمر الخليجي ... مصدر أموال الأندية الأوروبية

1 يناير 1970 03:07 م
فواز الحساوي أول مالك لناد إنكليزي ... اشترى نوتنغهام فورست بـ 75 مليون يورو

المستثمر يحصل على تسهيلات كبيرة للاستثمار في أوروبا قبل الوقوع في فخ الضرائب
قد ينظر البعض إلى الرياضة على أنها هواية يلجأ إليها الفرد في أوقات فراغه، من دون النظر إلى المليارات التي تنفق من قبل الأندية للتعاقد مع النجوم، وخوض البطولات، وإنشاء الملاعب، والدخول في معسكرات تحضيرية قبيل البطولات المحلية والمسابقات العالمية.

ولا شك في أن الأزمة المالية التي ضربت العالم منذ نحو 8 سنوات، أدت إلى انخفاض أرباح العديد من الرياضات خصوصاً كرة القدم، وأجبرت المسؤولين في الأندية على البحث عن المستثمرين من شتى أنحاء العالم، للمساهمة في تمويل الفرق، والمساهمة في استمرارها على سلم الأمجاد، وقد وجدوا ضالتهم في أصحاب الأموال الخليجيين الباحثين عن الاستثمارات الكبرى والشهرة العالمية لدولهم.

يقول البعض إن الاستثمارات الخليجية في عالم اللعبة الشعبية الأولى خصوصاً في القارة الأوروبية شكلت رافعة ساهمت بلا أدنى شك في تحسين ملاعبها، والتعاقد مع النجوم الأبرز، وصولاً لاعتبار أثرياء المنطقة «صنبوراً للأموال» التي لا تنضب والجاهزة للصرف عند الحاجة.

وبرز في السنوات الأخيرة العديد من التجارب الناجحة في تمويل الأندية من قبل المستثمرين الخليجيين، أو بدخول البعض منهم كمساهمين رئيسيين في الأندية خصوصاً الإنكليزية، ومنها رجل الأعمال الكويتي فواز الحساوي الذي استحوذ على نوتنغهام فورست منذ نحو 4 أعوام مقابل حوالي 75 مليون جنيه إسترليني ليصبح أول مستثمر كويتي يدخل بوابة الأندية الإنكليزية من باب النادي العريق الذي تأسس العام 1865 وينافس اليوم في دوري الدرجة الأولى، ورجل الأعمال القطري ناصر الخليفي رئيس مجلس إدارة باريس سان جرمان الفرنسي، وعضو العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان مالك مانشستر سيتي الإنكليزي.

وشبّه أحد المتابعين الاستثمارات الخليجية في الكرة الأوروبية بتلك التي حصلت في القطاع العقاري، بحيث قدمت السلطات المسؤولة في «القارة العجوز» تسهيلات وإعفاءات ضخمة للمستثمر الخليجي من أجل شراء العقارات فيها قبل أن تلجأ إلى رفع الفوائد وزيادة الضرائب.

وقال إنه في ما يتعلق باستثمارات الخليجيين في الرياضة خصوصاً كرة القدم، فإن هناك منافسة كبيرة بين الدول الخليجية، إذ باتت الأندية الأشهر في اوروبا تتسابق على الفوز بثقة هؤلاء للحصول على حصة من استثماراتهم، لافتاً إلى أن أشهرها اليوم باريس سان جرمان ومانشستر سيتي اللذان يعدان مملوكين بشكل غير مباشر من مستثمرين خليجيين هما رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، والإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان المالك الرئيسي لمانشستر سيتي.

واعتبر المتابع أن الأندية الأوروبية نجحت في السنوات الأخيرة في استقطاب المستثمر الخليجي والآسيوي، كونهما الأكثر قدرة على ضخ الأموال، مشيرا الى أن الأزمة الاقتصادية قد تدفع مؤسسات الاستثمار الخليجية أو رجال الأعمال إلى التخارج من الأندية بعد فترة قصيرة.

من ناحية أخرى، أشار مازن نعيم، إلى أن الاستثمار الخليجي في الأندية يتخذ أشكالاً عديدة، من حيث شراء الأسهم فيها، وعقد الشراكات التجارية والرعاية، مبيناً أن مثل هذا النوع من الاستثمار ظهر بقوة في السنوات الأخيرة، عبر العقود التي وقعتها شركات الاتصالات والطيران ورجال الأعمال لرعاية الأندية، ومن أبرزها العقود المليونية من شركة طيران الإمارات مع أندية إنكليزية وبرتغالية وإيطالية، ومساهمتها في تجديد ملاعب شهيرة في بريطانيا، وعقود شركة «Ooredoo» للاتصالات لرعاية باريس سان جرمان، أو مؤسسة «QATAR FOUNDATION» مع برشلونة الاسباني، بالإضافة إلى دخول المستثمرين كملاك لهذه الأندية.

وقال نعيم في تصريح لـ «الراي» إن هذه الاستثمارات طويلة المدى، يهدف من ورائها الخليجيون إلى رفع سمعة بلدانهم بالدرجة الأولى،مشيرا الى أنها بدأت تحصد ثمارها نوعاً ما، إذ يسيطر سان جرمان على الدوري الفرنسي منذ سنوات وبات منافساً رئيسياً في دوري الأبطال.

واعتبر أن الاستثمارات الخليجية في كرة القدم تعود بالنفع على المستثمرين نوعاً ما وذلك من خلال المكافآت التي تحصل عليها الفرق عند تحقيق البطولات، كما ساهمت في زيادة عدد السياح بشكل كبير إلى الإمارات وقطر، وازدهار بعض القطاعات الاقتصادية في هذه الدول.

مبالغة في «الضخ»

في سياق متصل، رأى الخبير رياض الترك أن الاستثمارات الخليجية في الكرة مبالغ بها بشكل عام، ولم تحقق النتائج المرجوة منها على المستوى الاقتصادي أو الرياضي، مبيناً أن رجال الأعمال الخليجيين يختلفون عن نظرائهم الأجانب في ضخ الاستثمارات من دون حدود، وهو ما قد يجبرهم بعد فترة على التخارج منها من دون تحقيق العوائد المرجوة.

وقال في تصريح له لـ «الراي» إنه يجب أن تحول الاستثمارات الرياضية الخليجية إلى فرق المنطقة كونها الأحق بأموال «ابن البلد»، وهو ما سيعود بحسب رأيه بالفائدة على الدول، من حيث تحسين البنى التحتية والملاعب، وتطوير أداء اللاعبين والدوريات في المنطقة، فضلاً عن التأهل إلى البطولات الكبرى والحصول على مكافآت ضخمة.

وكان بيت التمويل الخليجي الذي يعرف اليوم بـ «جي إف إتش» تخارج من نادي ليدز يونايتد الإنكليزي بعد سنوات من الاستحواذ عليه مقابل نحو 50 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل 75 مليون دولار في العام 2012.

الإيرادات لا تتعدى 70 في المئة من الاستثمار



تشير الإحصاءات إلى أن باريس سان جرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانكليزي اللذين يعتبران ابرز الأندية المدارة من قبل رجال أعمال خليجيين، يدفعان سنوياً نحو 150 مليون يورو أي ما يعادل 200 مليون دولار تقريباً، للتعاقد مع لاعبين جدد وسداد رواتب اللاعبين والمدربين والعاملين فيهما.

ورأى أحد المتابعين بأن الإيرادات التي تحققها هذه الأندية قد تعادل 70 في المئة بالحد الأقصى من الاستثمارت السنوية، وهو ما يساهم في تعلق الأندية الأوروبية بأصحاب الأموال الخليجيين، ومنحهم التسهيلات التي تشجعهم على البقاء فيها لأطول فترة.