تتعرّض لتجاوزات كبيرة عملت على تجريف التربة وقتل النباتات والحيوانات... والخطر المقبل من المشروع الإسكاني
محميّة الليّاح... بين مطرقة التعدّيات وسندان «المطلاع السكنية»
| كتب غانم السليماني وباسم عبدالرحمن |
1 يناير 1970
01:07 م
فيصل الحساوي: المعتدون يقصون أسلاك السور ويدخلون بالسيارات بعد نزع لوحاتها حتى لا نعرفهم
اقتطاع جزء من المحمية لمصلحة مشروع المطلاع السكني وتم عمل سياج فاصل بين المحمية والمنطقة
علي الدوسري: الأرض صلبة للغاية والنبات يضمر ويموت بعد أن ينبت قليلاً
كثيراً ما تردد اسمها، لاسيما في معرض نشرات الأخبار المتعلقة بالطقس، فقد أخذت موقعاً مهماً في الجغرافيا الكويتية، ولكنها اليوم تقف على أعتاب مرحلة جيدة قد تؤذن بزوالها وتحولها إلى ذكرى.
إنها محمية اللياح الطبيعية شمال الكويت التي تتعرض إلى جملة من المصاعب في المرحلة الراهنة ستتزايد خلال الفترة المقبلة بعد الشروع في مشروع مدينة المطلاع المزمع انشاؤها.
القائمون على المحمية والمعنيون بالشأن البيئي أكدوا ان هناك تعديا صارخا ومستمرا من مرتادي البر من ناحية، واصحاب الحلال والمقانيص من ناحية اخرى، الامر الذي ساهم في مزيد من التجريف والقتل للنباتات والحيوانات البرية التي تم أخيراً الحفاظ عليها. وأوضحوا ان العاملين في المحمية القريبة من مدينة المطلاع السكنية يعانون صعوبات بالغة وتحديات من أصحاب الحلال والقوانيص الذين يدخلون المحمية بشكل متكرر ويقطعون الشبك لصيد الطيور والرعي، ما دفع المسؤولين للاستعانة بشرطة البيئة لإيقافهم والحد من تجاوزاتهم، نتيجة عدم تقيد أصحاب الحلال بالقوانين الخاصة بالرعي والحفاظ على البيئة البرية.
ولفتوا الى ان هناك حيلا كثيرة يستخدمها المعتدون للدخول الى المحمية، منها قص الشبك والدخول عنوة الى المحمية مستغلين كبر مساحتها من ناحية، ومن ناحية اخرى ينزعون لوحات السيارات حتى لا يتم الكشف عن هوياتهم ما يحتاج تضافر العديد من الجهود الخاصة بشرطة البيئة للتدخل في الامر لوقف هذه الانتهاكات، لافتين الى ان مشروع مدينة المطلاع الجديدة سيقتص بدوره جزءا من المحمية ويؤثر سلبا عليها.
«الراي» جالت في منطقة اللياح والتقت المسؤول عن المحمية العميد متقاعد فيصل الحساوي الذي طالب بتعاون المواطنين وأصحاب الحلال بعدم قطع الأسلاك والدخول إلى المحمية وكذلك القناصة للابتعاد عن صيد الطيور داخل المحمية، حيث يقوم القناصة بقطع الأسلاك وإخفاء أرقام السيارة حتى لا يتم التعرف على المخالفين والإبلاغ عنهم.
وقال الحساوي إن منطقة اللياح عبارة عن دراكيل (مقالع) لاستخراج الصلبوخ وبقرار من وزارة التجارة والصناعة ومجلس الوزراء تم إيقاف استخراج الصلبوخ من أراضي الكويت واستيراده من الخارج فأغلقت جميع دراكيل الصلبوخ بجميع مناطق الكويت وبالأخص شمال الكويت منها منطقة اللياح. واوضح ان مجلس الوزراء شكل لجنة وطنية من كافة مؤسسات الدولة ذات العلاقة برئاسة الأمين العام لمجلس الوزراء الموقر للعمل على تنفيذ القرار، وأوكل للجنة متابعة القرارات الامنية بمجلس الوزراء الموقر للتنفيذ والإشراف على تسوية منطقة الدراكيل المدمرة من أثر استخراج الصلبوخ.
واضاف ان اللجنة باشرت متابعة القرارات الأمنية في سنة 2001 بتسوية الدراكيل وردمها ونقل أنقاض البناء المرمية في تلك المناطق وتسييج منطقة اللياح وحراستها على مدى 24 ساعة، وقد تم التعاقد مع معهد الكويت للأبحاث العلمية في العام 2009 للعمل على دراسة وتنفيذ آليات تأهيل منطقة اللياح بعد تسويتها وبما يمكنها من إعادة الغطاء النباتي والتنوع النباتي فيها، وهو الأمر الذي تم خلال السنوات العشر الماضية، حيث تم تحويل المنطقة من موقع مدمر إلى محمية طبيعية ساهمت إلى حد كبير في التقليل من حركة الرمال وعودة الغطاء النباتي المميز والتنوع الأحيائي الكبير فقرر مجلس الوزراء الموقر الإيعاز للمجلس الأعلى للبيئة تسجيل الموقع كمحمية رسمية ضمن المحميات المعتمدة بالبلاد.
وبين انه تم اقتطاع جزء من محمية اللياح لتنضم إلى مدينة المطلاع السكنية المقترحة، وتم عمل سياج فاصل بين المحمية والمنطقة المقتطعة لمدينة المطلاع السكنية.
ومن جهته، أكد الباحث في معهد الكويت للابحاث العلمية ورئيس مشروع إعادة تأهيل مقالع الصلبوخ في اللياح علي الدوسري أن الصعوبات التي تواجه الفريق أن الارض صلبة للغاية والنبات يضمر ويموت بعد أن ينبت قليلا، لافتا إلى أنه تم وضع النباتات متقارب بهدف تعاضدها مع بعضها لمواجهة الظروف البيئية الشديدة في المنطقة، مضيفا أنه تم التركيز في المرحلة الأولى من الدراسة على الجزء الجنوبي من المحمية، بينما في المرحلة الثانية تشمل الجزء الشمالي منها، حيث توجد أكثر المحاجر المردومة فيها بمساحة 35 كيلومترا مربعا من محمية اللياح.
وأشار إلى أن العمل في المرحلة الثالثة سيتركز في الجزء الشمالي، حيث رصدت التغيرات العديدة في المنطقة باستخدام تقنية الأقمار الاصطناعية الحديثة، وفي مقدمتها التغيرات التي طرأت على الغطاء النباتي والتغيرات الطبوغرافية والتغيرات التي طرأت على الأودية والخباري الجديدة بعد ردم المحاجر، بهدف زراعتها بالنباتات الفطرية، موضحاً أن معدل ترسبات الغبار في المنطقة يصل سنويا الى 324 طنا للكيلومتر مربع في السنة، لافتا إلى تطبيق نظام استخدام المواد الصديقة للبيئة من اجل إعادة تأهيل التربة، إضافة الى تطبيقات حصاد المياه.
زراعة 100 ألف من النباتات الطبيعية
قال الباحث الدكتور علي الدوسري إن المرحلة الثالثة للمشروع ستبدأ خلال الفترة المقبلة وتضم زراعة 100 ألف نبتة من الرمث والعرفج والعوسج والارطا في خطوة تأهيل الوضع المتدهورة بيئيا في المحمية.
وأضاف الدوسري أن مقالع الصلبوخ المردومة في منطقة اللياح تعد نموذجا يمكن الاسترشاد به، لإعادة تأهيل المناطق المتدهورة بيئيا في الكويت، لافتا إلى أن نتائج الدراسة يمكن تطبيقها في المناطق شديدة الجفاف المشابهة لمناطق الكويت، مشيراً إلى أن فريق العمل يواصل جهوده لتحقيق هدف الدراسة في مرحلتها الثالثة للوصول زراعة 100 ألف نبات فطري في المنطقة عل متفرقة لإعادة الحياة الفطرية إلى سابق عهدها.
وذكر أن الدراسة تسعى إلى إعادة الاستقرار إلى التربة المكشوفة في المناطق الصحراوية، وذلك للعمل على إعادة الغطاء النباتي إليها، الأمر الذي ينعكس إيجابا علي البيئة بشكل عام.