القائد السابق للقوات الكندية عزا في حوار مع «الراي» عدم تعرضها لأي خسارة إلى كفاءتها العالية

الأدميرال سامرز: قمنا بـ 28 في المئة من الجهود البحرية في حرب تحرير الكويت

1 يناير 1970 07:25 ص
ليس من المقبول ابتلاع دولة وتشريد شعبها قواتنا البحرية ردعت الميراج العراقية قبل الدخول في أي مواجهات

شاركنا في عدة عمليات برية وبحرية وجوية مجتمعة
على الرغم من كونها أول حرب حقيقية يشارك فيها وكونه أول من يتولى رئاسة قوات بلاده البرية والبحرية والجوية في نفس الوقت وكونهم في الصفوف الأمامية للحرب في مواجهة القوات العراقية، أكد القائد السابق للقوات الكندية خلال حرب تحرير الكويت الأدميرال كين سامرز عدم وجود أي خسائر في قوات بلاده المشاركة «بسبب كفاءة وخبرة الطيارين الكنديين العالية والمميزة، وقدرة القوات البحرية على ردع طائرات الميراج العراقية قبل الدخول في المواجهات».

وبين سامرز في حوار مع «الراي» أن مشاركة القوات الكندية في حرب تحرير الكويت ضمن قوات التحالف «كان نبيلا ويستحق كل الجهود التي بذلت حيث ليس من المقبول ابتلاع دولة وتشريد شعبها بتلك الطريقة».

وأبدى عتبه على قناة الـ «سي ان ان» لأنها «لم تسلط الضوء في تقاريرها على المشاركة الكندية آنذاك رغم انه لا توجد قوة من قوات التحالف المشاركة في الحرب شاركت في العمليات البرية والبحرية والجوية مجتمعة سوى القوات الكندية»، معربا عن فخره بالمشاركة في الحرب التي توجت بتحرير الكويت في اطار الجهود الدولية.

سامرز تطرق إلى الكثير من الأحداث وتفاصيل ذكرياته خلال هذه الحرب وفي ما يلي نص الحوار:

? لماذا تزور الكويت حاليا؟

- في الحقيقة، تمت دعوتي مرتين في السابق لزيارة الكويت في ذكرى التحرير ولكن هذه المرة مختلفة كونها بمناسبة الذكرى الـ25 لتحرير الكويت بحكم كوني القائد السابق للقوات الكندية خلال حرب التحرير، والشعب الكويتي لم ينس انه تعرض لهذه المحنة وان التحالف الدولي ومن ضمنه كندا شارك في مساعدته لاسترداد حقه وتحريره، فهدفنا كان نبيلا ويستحق كل الجهود التي بذلت حيث ليس من المقبول ابتلاع دولة وتشريد شعبها بهذه الطريقة، كما انها فرصة لتعريف الجيل الجديد من الكويتيين بما فعله الكنديون في الكويت حيث لم تغط قناة الـ «سي ان ان» مشاركات الكنديين في حرب التحرير.

? وما قصة المشاركة الكندية التي غفلت عنها الـ «سي ان ان»؟

- القصة تبدأ من كندا في عام 1990 حيث كانت هناك عملية لقواتنا في الهند وكنا نتابع التغيرات على الساحة الدولية ووصلتنا الأنباء الصادمة عن احتلال العراق لدولة الكويت، وكندا كانت عضوا في مجلس الأمن في ذلك الوقت ورعت عددا من الحلول في أعقاب الغزو العراقي للكويت وقد بذل مندوبنا جهودا حثيثة في هذا الصدد، ولكننا سريعا ارسلنا الكثير من السفن والقطع الحربية لمساندة القوات الدولية.

وأستطيع أن أقول ان قواتنا قامت بحوالي 28 في المئة من الجهود الفعلية للقوات البحرية في هذا الوقت بكامل الحرفية والكفاءة المطلوبة وما زلت اتذكر قدرة قواتنا البحرية على ردع طائرات الميراج العراقية قبل الدخول في المواجهات.

وما اود ان اؤكد عليه انه لاتوجد قوة من قوات التحالف المشاركة في الحرب شاركت في العمليات البرية والبحرية والجوية مجتمعة سوى القوات الكندية ونحن فخورون بمشاركتنا والتي توجت بتحرير الكويت في اطار الجهود الدولية.

? كم بلغ تعداد القوات الكندية في حرب تحرير الكويت؟

- القوات الكندية المشاركة كانت نحو 4500 مقاتل في الصفوف الأمامية للحرب في مواجهة القوات العراقية موزعين بين قوات برية وجوية وبحرية، إضافة إلى مجموعتين من الفرق الطبية، و18 طائرة مقاتلة من نوع F18 و4 قطع بحرية، بالاضافة إلى مستشفى ميداني مجهز بالكامل على الحدود الكويتية - السعودية.

? ما حجم الخسائر في صفوف القوات الكندية خلال هذه الحرب؟

- لم يقتل لدينا اي جندي، وهذا شيء جيد في حد ذاته في الوقت الذي خسرت فيه بعض الدول المشاركة الأخرى بعض طياريها سواء بالقتل أو بالاسر الا اننا لم يحدث معنا ذلك، لان طيارينا كانوا على درجة عالية من الكفاءة وأداروا العمليات بشكل ممتاز.

? ما أهم المواجهات التي حدثت بين قواتكم والقوات العراقية خلال الحرب؟

- كانت المواجهة الاكثر خطورة عندما خرجت طائرة حربية تابعة للبحرية العراقية من منطقة البصرة تجاهنا وحاولت استهدافنا بصواريخ سبارو لكن وصلتنا اشارة الصواريخ ولم يتمكنوا من اطلاقها بسبب قربهم من الماء واستطعنا ردعهم قبيل الاطلاق.

? كيف تصف مستوى القوات البحرية العربية التي شاركت معكم في هذه الحرب؟

- لقد كان التعاون من الجميع مدهشا ولقد تعاملنا مع البحريتين الكويتية والبحرينية بشكل كبير وكانت لدينا نفس الترددات اللاسلكية والبحارة هم انفسهم البحارة في كل مكان، وهذا ما جعل البحريات الخليجية تدرك في ما بعد اهمية العمل المشترك في ما بينها والتشارك في التدريبات.

? كيف تصف مشاعرك بعد انتصارك في اول حرب تخوضها؟

- بعد ان انتهت الحرب وتوقف اطلاق النار في فبراير شعرت بسعادة كبيرة كنت أول من حضر لمبنى السفارة الكندية في أول يوم من تحرير الكويت مع السفير آنذاك لرفع العلم الكندي مرة أخرى بعد ان تم انزاله قبيل مغادرة السفارة في اول ايام التحرير، ومن الاشياء التي لا انساها يومها تجمع الكويتيين والكويتيات حولنا وصوت اليباب الذي كان يعلو على جميع الاصوات، وكنا ثاني سفارة تفتح ابوابها في الكويت، وكان افتتاح السفارة ورفع العلم بمثابة الانتصار الحقيقي لنا في الحرب.

? كنتم من أشهر المحللين الحربيين لقناة سي بي سي خلال فترة ما بعد تحرير الكويت، حدثنا عن هذه التجربة...

- بسبب خبرتي في المنطقة ومشاركتي في حرب تحرير الكويت استعانت بي قناة الـ سي بي سي لتحليل ما يحدث في المنطقة خلال فترة الاجتياح الاميركي للعراق حيث كانت لديهم الكثير من البرقيات الحربية الأميركية التي لم يفهموا معناها وكنت أعرف ما تعنيه كوني كنت احد المشاركين في التحالف فكنت احلل لهم التحركات الأميركية وما الذي يحدث هناك.

«الرصاصة لا تزال في جيبي»



قال الأدميرال سامرز إنه يحتفظ بـ «فارغ» رصاصة أطلقها على قفل باب السفارة لفتحه إذ إنه عندما وصل مع السفير لمقر السفارة كان الباب الرئيسي مغلقا ولم يكن المفتاح في حوزتهما ولذلك استخدم مسدسه وأطلق رصاصة لكي يتمكن من فتحه.

علم متشح بالسواد



أحضر الأدميرال كين سامرز مع السفيرة الكندية مارتين مورو العلم الذي رفع فوق مبنى السفارة الكندية في أول يوم من تحرير الكويت، وحرص على التقاط صورة له معه رغم أنه ملطخ بالسواد بسبب حرائق النفط آنذاك.

مطبق هامور



قال سامرز «ان مطبق الهامور كان من ألذ الأكلات الكويتية التي يحبها والتي دعي اليها من أحد أصدقائه الكويتيين في فندق ساس في السفينة الهاشمي».