وقفة / نبذة عن بني هلال

1 يناير 1970 09:51 م
للسيرة الهلالية ثلاث روايات رئيسية وهي الرواية الشامية والتي يوجد بها مبالغة كبيرة وبعيدة عن الواقع سواء بالأشعار أو تفاصيل وقائع السيرة حيث المبالغة الزائدة عن الحد ثم الرواية الليبية أو دول المغرب حيث انها تمتاز بالانحياز للزناتي خليفة كما انهم لم يعايشوا بني هلال الا حين وصولهم لديارهم ثم السيرة الهلالية النجدية وهي الأقرب للواقع مع مابها من بعض الشطحات كما أنها تعتمد على صدور الرجال ولم تدون.

واختلفت السيرة الهلالية باختلاف الرواة في التفاصيل واتفقوا على المضمون العام حيث أمحلت وأجدبت أراضيهم بنجد وفي رواية أخرى في اليمن ثم ارتادوا ديار المغرب وبالأخص تونس وزعيمها الزناتي خليفة والذي خاض معهم حروبا ضروسا انتهت بمقتله على يد الفارس ذياب بن غانم والذي لم يكن على وئام مع زعماء بني هلال خصوصا الامير حسن بن سرحان الذي قام بسجن ذياب بن غانم الذي كان السبب في تمليكهم بلاد المغرب وقتل قرابته نكاية به ،وذلك بسبب قتله أخي الامير حسن وهما مكحول والثاني اسمه مايحضرني وكان سبب قتلهما غيرتهما وكرههما لذياب حيث حاول الابتعاد عن قتالهما الا انهما اجبراه على قتالهما ثم قتلهما وتم الصلح مع ذياب عن طريق ابوزيد وبعد سنوات أولم الامير حسن وليمة وعزم ذياب وأبناء عمه بغياب ابوزيد الهلالي ثم استلطفهم في الكلام حتى يأمنوا له وبعد ذلك طلب منهم أن يضعوا الأغلال بأيديهم حتى يرى طاعتهم له

إلا ان ذياب أوجس خيفة وأحس بالغدر ولم يمتثل ولكن ألح عليه قومه فامتثل لهم وما أن وضعوا الأغلال بأيديهم حتى أطاحت سيوف الامير حسن غدرا بقتلهم ماعدا ذياب وأبوه وأراد بذلك أن يموت ذياب كمدا ، ثم مكث ذياب سنين طويلة في السجن حتى توسط له الأمير ابوزيد الهلالي واخرج ذياب من السجن إلا أنه قتل الأمير حسن لأخذ ثأر قرابته ومن ثم قتل ابوزيد حيث ان ذياب بعد قتله حسن أخذ منه أبو زيد أمواله وسلطته على تونس ليغدر ذياب برفيق دربه أبوزيد الهلالي لتنتهي بذلك سيرة الأبطال الكبار لبني هلال. ويبدأ أبناؤهم بحكم بلاد المغرب لفترة من الزمن، وخاض بني هلال معارك كثيرة وهم يمتازوا بالشجاعة والفروسية ومن ضمنها معركه اصيب فيها ذياب بن غانم الزعبي وكان بني هلال في هذه المعركه ثلاثين رجلا هرب منهم عشرة وعشرة خافوا ولم يتقدموا وتقدم لهم عشرة منهم ابوزيد الهلالي وذياب بن غانم وسرور بن قايد ابن خال ذياب وهو من فرسان بني هلال وكان العدو قد نصب كمينا لبني هلال وجهز ألف رجل للقاء بني هلال وبعد ان التقوا واشتبكوا معهم ، ثم ان فارس اسمه ( وهق ) ضرب ذياب ضربه جرحته وافقدته الوعي وعندما صحا انشد قصيدة يمتدح فيها فعل جماعته الذين صمدوا ويذكر فعل عدوه وهق الذي اصابه يقول ذياب :

يقول الفتى الزعبي ذياب بن غانـم

لي راي(ن) اقسى من حديد المبـارد

ولي حربة (ن) سميتها (سم ساعـه)

اعـرض بهـا فالكـون مـا كان كايـد

حنا بلينـا فالخـلا بألـف فـارس

وحـنـا ثلاثـيـن ولا زاد زايــد

اهل عشر منا تـدب الخيـل بالقنـا

كز(ن) ليا شـروا هشيـم الوقايـد

ابا زيد من ايمنهم وانا من شمالهـم

كما النار لا شبت ببعض الحصايـد

واهل عشر منا هملوا روس خيلهـم

واهل عشر منـا موكديـن الشهايـد

ينخون خيال (ن) بهم مـا عرفتـه

يقولون يا وهـق يـا ابـا العوايـد

ضربني وهق وانا مشيح (ن) لغيـره

وليا الدرع غاد(ن) فوق متني بجايد

ضربني برمح (ن) تسعة ابواع طوله

وقنطاره اللي من ورى الباع زايـد

سديته بسمـاي وثوبـي ومشلحـي

ايضـا ولا سـده جميـع السدايـد

ولكن طاحت الدهما وانا طحت فوقها

يا طيحة (ن) ما هـي لنـا بالعوايـد

ولكن قامت الدهمـا تومـي بعدتـه

وانا كما شن (ن) على القـاع بايـد

وانا رفعت الراس من بعـد سـدره

ليا الخيل يدبها سـرور بـن قايـد

على سرج قبا عنـدل بنـت عنـدل

مرفوعة الذرعان مـن خيـل قايـد

قل عشت يا قرم(ن) ثنا دون ربعـه

بيوم (ن) به المسنـاد والـرد كايـد

حنا عصافير (ن) وابا زيـد سـدره

نلوذ بـه عـن مرهفـات الحدايـد

هذه بعض المختصر لسيرة بني هلال حيث ان قصصهم تملأ المجلدات ولايسعنا ذكرها وقد ذكرنا هذا الجزء البسيط لنفض الغبار عن بعض التاريخ والذي طالما أخذ الحيز الأكبر من سمار الليل في فترة من الزمن.