حوار / اعتبر الظاهرة سبب غياب البصمة المؤثِّرة للدراما التلفزيونية

جمال الردهان لـ «الراي»: بعض المنتجين يلهثون لصناعة... «فقّاعات»!

1 يناير 1970 10:51 م
الكوميديا رائعة في توصيل الرسالة... لكنها تتطلّب نصاً جيداً وممثلاً واعياً

مسلسل «خفايا» ينتظر الحسم... معلق في تلفزيون الكويت

منذ 3 سنوات

لا يمكنني الغياب عن المسرح... وفي عيد الفطر سأكون مع المسلم

أو العلي
«ما يغيب الأثر المطلوب للدراما حالياً... أن هناك بعض المنتجين يركضون وراء صنع (فقاعات) من ممثلين غير موهوبين، لكنها لا تلبث أن تنتهي».

صاحب هذا الرأي هو الممثل والمخرج والمنتج أحياناً جمال الردهان... ومن ثم ينبغي أن تتوقف الساحة الفنية عند كلامه، الذي تنطبق عليه مقولة «وشهد شاهد من أهلها»!

«الراي» استمعت إلى الردهان، في هذا الحوار القصير، الذي حكم فيه بالفشل على محاولات المنتجين صناعة نجوم ضعاف الموهبة، وإسناد البطولات إليهم، لافتاً إلى «أنه ليس كل النجوم الشباب قادرين على القيام ببطولة أعمال درامية».

وفيما أعرب عن اعتزازه بمشاركته أخيراً في أوبريت «بصمة وطن»، تحدث الردهان عن تجربته في المسلسلين الكوميديين «حريم بوسلطان» و«سعد سعيد»، مشيراً إلى مسلسله «خفايا» العالق في خزانات التلفزيون منذ ثلاث سنوات، ومشدداً على أنه لا يستطيع الابتعاد عن المسرح، وواعداً بالوقوف على خشبته في عيد الفطر المقبل ببطولة عرض مع عبد العزيز المسلم أو طارق العلي.

الردهان طرح آراء عدة في كثير من قضايا الفن تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• في البداية، أين أنت حالياً من أعمال الدراما التلفزيونية؟ نستعد خلال الفترة المقبلة لتقديم مسلسل «سعد سعيد»، حيث عُرض مشروع إنتاجه على تلفزيون أبوظبي، وهو من بطولتي مع الفنان الإماراتي سعيد سالم، ويندرج في إطار الكوميديا السياسية، مع طابع بوليسي، وهذا العمل يحمل فكراً جديداً وتجربة مغايرة، إذ نادراً ما يوظَّف العامل الكوميدي في الطرح السياسي، إلا إذا حمل المسلسل فكرةً متميزة.

• شاركتَ أخيراً في أوبريت «بصمة وطن». كيف كانت التجربة؟ أرى أنه شرف وفخر لأي فنان كويتي أن يشارك في مثل هذه الأعمال التي تحمل إحساساً خاصاً ومختلفاً في كل شيء عن أي أعمال فنية يقدِّمها الفنان، لأنها تُعد حالةً وطنيةً لها تجلياتها المتميزة، كما أنه أمر جميل ومشرف إبراز تضحيات أبناء الكويت خلال هذه الأيام الوطنية، وهناك مجموعة كبيرة من الفنانين كانوا معنا، وقد غلب علينا جميعاً شعور الاعتزاز بالعمل ورسالته.

• وهل في جعبتك شيء لتظهر به على الشاشة خلال رمضان المقبل؟ انتهيتُ منذ أيام من تصوير مسلسل «حريم بوسلطان»، وهو من الأعمال الدرامية الدسمة والرصينة، وقد بذلنا جهوداً كبيرة مع المخرج نادر الحساوي، إذ استغرق العمل وقتاً طويلاً بسبب أحداثه المتنوعة التي تطلبت وجود عدد كبير من الفنانين، وكنتُ أتوقع أن يُعرَض خلال هذه الأيام، لكن من الواضح - والله أعلم - أن قراراً اتُخذ لعرضه ضمن الموسم الدرامي لشهر رمضان المقبل.

• ما السبب في تركيزك على الأعمال التلفزيونية الكوميدية خلال الفترة الأخيرة؟ هذا سؤال مهم جداً. والحقيقة أن السبب وراء اختياري هذه الأعمال هو الفكرة والدور، وما يحمله العمل من صراع درامي، وبطبيعة الحال لا يمكن لأي فنان أن يحدد نوعية الأعمال التي يقدمها في المستقبل، فهذا الأمر ليس في مقدوره، لكنه ينتقي مما يُعرَض عليه، وأنا أعترف بأنه لم يُعرض عليّ ما يثير قدراتي التمثيلية من أعمال درامية جادة أو تراجيدية، وأعتقد أن الجميع يعرفون جيداً أنني لا أقبل أي عمل ما لم يكن يحمل هدفاً واضحاً، ومن المستحيل أن أظهر على الشاشة لمجرد الظهور، أو أشارك في عمل بلا رسالة. لكن في الوقت نفسه هناك عدد كبير من العاملين في الدراما التلفزيونية يتجهون إلى الكوميديا، وبالمناسبة أصارحك باعتقادي أن الكوميديا وسيلة رائعة في توصيل الرسالة، ولكنها - في الوقت ذاته - تحتاج إلى احتراف في النص والأداء، لأن العمل في الكوميديا يعتمد على «التاتش» (اللمسة) الخفيفة المثيرة والجاذبة للجمهور.

• كلامك يعني أن الكوميديا تحتاج إلى فنان من طراز خاص؟ علينا الاتفاق على أن الفنان يبقى فناناً، ويُفترض أن يؤدي أي نص ما دام قد اقتنع بالفكرة، واختار تجسيد الشخصية، وعندما أتحدث عن الكوميديا أقصد أن يمتلك الفنان درجة من الوعي في التعامل معها، كي يحظى بتفاعل الجمهور معه بشكل جيد، وإلا فسيكون ثقيلاً عليه، ولن يكون هناك ميزة من حضوره. وعلى سبيل المثال، في مسلسل «حريم بوسلطان»، أنا متزوج من أربع نساء، وتعدُّد هذه الزيجات يسفر عن بعض المشاكل والمواقف والقضايا، ومن ثم فإن الواقع اليومي لمثل هذه الحياة يخلق مفارقات كوميدية هائلة، ولكن كيف يتم طرحها؟ هذا هو السؤال المهم الذي يقع عبء إجابته على طاقم العمل، كلٌّ وفق طبيعة عمله.

• هل تعتبر أن إسناد بطولة معظم الأعمال الدرامية ينطوي على شيء من المغامرة؟ لكل زمان دولة ورجال، وأنا لا أريد أن أعمم على الشباب، لأن منهم من يستحق، وكذلك حتى لا يُفهَم خطأً أنني ضد أن يحصلوا على فرص، ولكن هناك مبالغةً في إسناد البطولة لبعض هؤلاء، حيث أحياناً يظهر الممثل وكأنه غير قادر على تجسيد الشخصية، أو أنها تبدو أكبر منه، وفي المقابل هناك فنانون مبدعون، وأنا أعتقد أن الإشكالية تكمن لدى بعض المنتجين الذين إذا وجدوا أن شاباً قد نجح في البطولة يحاولون أن يأتوا بفنان آخر مقابل أن يُسندوا إليه البطولة وينسون أنه ليس كل الشباب يصلحون لتجسيد أدوار البطولة.

• هل لذلك دور في تقديم أعمال لا يتذكرها الجمهور؟ نعم، لا يمكن أن يتذكر أحد أسماء أغلبية الأعمال التي قُدمت العام الماضي، بمن في ذلك الممثلون أنفسهم، فهؤلاء الواحد منهم يتذكر شيئاً واحداً فقط، أنه يظهر كثيراً على شاشة التلفزيون، وهو يفرح بالصدى الذي يصاحب العمل حين عرضه، ثم يكتشف أن هذا الصدى ينتهي بانتهاء العمل... ومع الأسف أن بعض المنتجين يلهثون وراء صنع نجوم وإسناد أعمال إليهم، بالرغم من تواضع إمكاناتهم، ولا يدركون أنهم بذلك يصنعون فقاعات سرعان ما تختفي ولا تترك بصمة، اللهم إلا القليل منهم.

• كان من المفترض أن هناك تعاوناً بينك وبين تلفزيون الكويت... ماذا حدث؟ لا يزال الأمر معلقاً بيني وبينهم على إنتاج مسلسل «خفايا»، منذ ثلاث سنوات، وكان من المفترض أن أذهب إلى التلفزيون خلال هذه الفترة، لأن هذا المسلسل حصل على إشادة من قبل التلفزيون والقائمين على الدراما فيه، وهومن إنتاجي وإخراجي، ومن تأليف الكاتب بدر محارب.

• هل لديك عمل مسرحي في العيد؟ بإذن الله هناك عمل، قد يكون مع عبد العزيز المسلم أو طارق العلي، أو تجربة جديدة مع صديق، لأنني لا أستطيع الابتعاد عن المسرح.