مجمع التراث في منطقة المباركية يشهد كل ثلاثاء سوقاً للمقتنيات القديمة التي يرجع عمر بعضها إلى نصف قرن

بضاعة الأنتيكا تحت المزاد: أزوّد... أثبّت... تستاهل وعليك بالعافية

1 يناير 1970 04:50 ص
مسجل الـ«كاتريج» مع شريطه لفرقة تلفزيون الكويت بيع بـ50 دينارا

«الدلة» البغدادية وصلت الى 16 دينارا ولم تبع.. والتلفون الوزاري بدون مفتاح بيع بـ16

الإعلان عن السلع يتم عبر المواقع وأعلى سعر لسلعة بلغ 1500 دينار

خالد النقيب: المزادات تشهد تنافسا كبيرا وخصوصا على المقتنيات المتعلقة بتاريخ وتراث الكويت

أبو سعود: أبحث دائما عن القطع الأثرية وخصوصا العملات والطوابع والملصقات القديمة
بعد أن يتجمع رواد المكان الذين يقصدونه بعينه، يقف الدلال حاملا إحدى السلع لينادي بادئا بالمزاد اليومي مع حرصه على مد الحروف «خمسييين... خمسييين... هاااا ازود، خمس وخمسيين... خمس وخمسيين... هااا، اثبت، اثبت، اثبت..... تستاهل وعليك بالعافية» فيدفع الزبون الثمن ويتناول سلعته، ليعود الدلال إلى حمل سلعة أخرى مكررا الموقف نفسه.

إنك في مجمع التراث الذي يقع على احد اطراف سوق المقاصيص بمنطقة المباركية الذي تقصده نوعية معينة من الزبائن الذين يبحثون عن كنوز الماضي الجميل التي يتم عرضها وبيعها من خلال المزادات العلنية والتنافس بين الحضور. ومنطقة المباركية بكل أسواقها تعدّ مقصدا سياحيا مهما في الكويت، حيث تأخذ زائرها إلى «الزمن الجميل» حيث الحياة البسيطة التي عاشها الاباء والاجداد، فتشكل تلك المنطقة تحفة تراثية تحكي ذكريات وقصص اهل الكويت قديما، بعيدا عن صخب العصر الحديث وصرعاته.

فبعيدا عن محال التمور والبهارات والملابس الشعبية ورائحة الشاي على الفحم والمشويات التقليدية التي تقدمها المطاعم والمقاهي، وتتميز بها اسواق المباركية التراثية التي تعج بشكل يومي بالمواطنين والمقيمين والسياح، وبالتحديد في الشارع الجديد المؤدي الى سوق المقاصيص بمحاذاة شارع عبدالله السالم في قلب العاصمة الكويت، يقع مجمع التراث لبيع المقتنيات والبضائع التراثية القديمة يرجع عمر بعضها الى اكثر من نصف قرن.

«الراي» قامت بجولة ميدانية على هذا المجمع وحضرت احد المزادات للتعرف عن نوعية البضائع والمقتنيات التاريخية والتراثية التي يتم عرضها وبيعها في تلك المزادات، وما ان يدخل المرء البوابة الرئيسية للمجمع يسمع صراخ الدلالين وهم يدللون على بضاعتهم بصوت عال يجذب الناس إليهم.

المقتنيات المطروحة للبيع التي شهدت تنافسا كبيرا بين الحضور للفوز بها، تنوعت ما بين اكسسوارات وتحف واجهزة وهواتف وعملات وطوابع قديمة، فعلى سبيل المثال تم عرض مسجل قديم لتشغيل اشرطة «كاتريج» التي اندثرت مع بداية حقبة الثمانينيات، وبيع مع شريط خاص لفرقة تلفزيون الكويت بمبلغ 50 دينارا، علما بان المزاد افتتح بسعر 30 دينارا، كما بيع ما كان يعرف بالماضي بالتلفون الوزاري الذي كانت توزعه وزارة المواصلات في الماضي على المواطنين، بمبلغ 16 دينارا وذلك من دون مفتاح، في حين وصل سعر «دلة» بغدادية عتيقة كبيرة الحجم الى 16 دينارا ولم يتم بيعها.

خالد النقيب، صاحب احد مزادات الانتيك في المجمع، قال ان هذه المزادات التي تجري يوم الثلاثاء من كل اسبوع بعد صلاة العشاء تجذب اهتمام الكثير من المواطنين الباحثين عن كل ما هو فريد ومميز من مقتنيات الماضي التي اندثرت، مبينا ان هناك تنافسا كبيرا تشهدها تلك المزادات والتي يتم الاعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصا المقتنيات المتعلقة بتاريخ وتراث الكويت، لافتا ان كل محال المجمع تجري مزادا شاملا كل ثلاثة شهور.

واوضح النقيب ان اسعار بيع المقتنيات يعتمد بشكل رئيسي على نوعية السلعة وتاريخها ومدى اهميتها، واشار إلى انه بعد عملية التقييم يتم تحديد السعر المبدئي للسلعة فيفتح به المزاد، ومن ثم تبدأ عملية المنافسة بين الحضور، واضاف انه في حال عدم وصول السلعة للسعر الذي حدده صاحبها او للسعر العادل لها يتم انهاء البيع لضمان تطبيق مبدأ العدالة، ولاسيما أن لكل مزاد وسلعة ظروفهما، مع عدم اخذ نسبة 10 في المئة المتفق عليها سابقا في حالة البيع، لافتا إلى ان اعلى سعر سلعة بيعت في المزاد تجاوز 1500 دينار تقريبا.

من جانبه، اشار ابوسعود الذي وصف نفسه باحد الزبائن الدائمين في مجمع التراث، إلى انه يبحث دائما عن القطع الاثرية وخصوصا العملات والطوابع والملصقات القديمة، واوضح انه يتواجد في السوق قبل بداية المزاد بساعتين تقريبا حتى يتعرف على نوعية البضائع اولا قبل ان يدخل في اجواء المنافسة اثناء بدء عملية المزاد، لافتا ان اغلى قطعة اشتراها كانت عملة نقدية بسعر 470 دينارا.

واشاد بالخطوة التي اتخذتها الدولة من اجل تخصيص مكان رسمي لبيع وعرض المقتنيات التراثية، خصوصا وان ظاهرة المزادات التراثية تلقى إقبالاً كبيراً من الباحثين عن التحف والانتيك الماضي الجميل، معربا في الوقت نفسه ان يتم انشاء جهة رسمية تقوم بعملية توثيق لعراقة السلعة القديمة وذلك لضمان التاكد من اصالتها وتاريخها وخاصة ونحن في زمن يستطيع اي الشخص يريد التلاعب ان يقوم بتقليد واستنساخ اي قطعة او سلعة تاريخية من خلال زيارته للصين.