«المسرح الكويتي» أعادت تقديمها على خشبة «الدسمة»
«القلعة»... حين يتحوّل الوطن إلى مقبرة
| متابعة حمود العنزي |
1 يناير 1970
08:17 ص
«القلعة» من جديد على الخشبة... بعتمة ليلها الذي لا يطول ليشع سراج الأمل... لكن هذه المرة خارج إطار المنافسات والسباقات.
فالمسرحية التي حصدت ثلاث جوائز في مهرجان الكويت المسرحي فى دورته الأخيرة فى ديسمبر من العام الفائت، شيّدت حجارتها فرقة المسرح الكويتي فوق خشبة مسرح الدسمة بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساء أول من أمس، ضمن فعاليات الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية، وحضرها عدد من الشخصيات الفنية والعامة.
العديد من المواضيع تسردها أحداث المسرحية، التي تتخذ المقبرة مكاناً لها... أو كما يسميها الكاتب «الجنائن المعلقة».
في ذلك المكان يرقد ضحايا ذلك الطاغية الديكتاتور، الذي ينظر إلى الحياة بسوداوية ولا يخجل من التباهي بأفعاله الوحشية، وقتله للأبرياء... ومنهم والدته وزوجته.
يؤدي دور الديكتاتور الفنان أحمد السلمان، فيما يجسد الفنان فيصل العميري دور المتفائل، صاحب الضمير الحي الذي يبدو وكأنه نصب محاكمة «على قدّه» لذلك الطاغية، من خلال سرده بشكل متواصل لما اقترفته يداه من خطايا لا تغتفر، وذنوب لا نهاية لها، ولكن من دون جدوى، فما من شعرة تهتز في أجساد الطغاة، حتى إذا هبّت عواصف الظلم العاتية.
المسرحية تعبّر بشكل أو بآخر عن حال بعض الدول العربية التي غلّف يومياتها الظلم وقهر شعوبها. فالقلعة هي الوطن من دون أدنى شك... لكن ذلك الوطن الحاضن، تحوّل بفعل الطاغية إلى مقبرة للشعب، ولا سيما أولئك الذين حكم عليهم العيش في الحياة كالأموات.
يذكر أن «القلعة» من تأليف عبدالأمير شمخي وإخراج علي الحسيني وتمثيل أحمد السلمان، فيصل العميري، فيما الإشراف الفني والإضاءة لفيصل العبيد. والتأليف الموسيقي لمحمد الزنكوي، ومصمم الديكور محمد الرباح ومهندس التقنيات بدر المنصور. أما تصميم الأزياء، فمن توقيع هبة الصانع، وفريق التقنيات يتألف من كل من عبدالعزيز العبيد ومحمد الحسيني وعبدالرحمن السلمان، وشعر سامي القريني، والتدقيق اللغوي خالد المفيدي.