الكويت أكدت أن القرار لن يؤثر على المقيمين اللبنانيين... ووزراء الداخلية العرب ينضمون الى دول الخليج مع تحفظات
«حزب الله» منظمة إرهابية... خليجياً
| بيروت - «الراي» || الكويت - من خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
07:27 ص
شكّل قرار دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، اعتبار «ميليشيات حزب الله بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة ارهابية»، حلقة جديدة في سياق المواجهة المفتوحة بين السعودية ومعها بلدان الخليج الأخرى، وبين الحزب المتَّهَم بالاضطلاع بأدوار عسكرية وأمنية في دول المنطقة و«مصادرة إرادة الدولة اللبنانية»، فيما أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية لـ «الراي» أن القرار الخليجي لا يؤثر على المقيمين اللبنانيين أو غيرهم، بل سيكون موجهاً لمن تسول له نفسه زعزعة امن واستقرار الكويت ودول الخليج».
وبدت الحكومة اللبنانية مرتبكة امام تدحْرج «كرة ثلج» الغضب الخليجي الذي يُتوّقع ان يزداد منسوبه في ضوء إصرار الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في إطلالته ليل الثلاثاء - الأربعاء على المضيّ في المواجهة مع السعودية التي هاجمها بحدّة، وهو الأمر الذي سيضاعف من إحراج لبنان الرسمي الذي لم يصح بعد من صدمة «الدفعة الأولى» من الإجراءات، التي اتخذتها الرياض على خلفية خروج ديبلوماسيّته عن الإجماع العربي في إدانة الهجوم على سفارتها في ايران.
وعكس تصنيف مجلس التعاون لـ «حزب الله» كمنظمة ارهابية انتقال «المعركة» معه الى مستوى غير مسبوق، لم يتضح كيف سيؤثّر على الموقف من الحكومة والبرلمان اللبنانييْن اللذين يتمثّل فيهما الحزب، ولا سيما ان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني اشار في بيان صحافي الى ان «دول المجلس ستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً الى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة».
وأوضح الزياني أن «دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر ميلشيات حزب الله لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها».
وقال إن «دول المجلس تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس والأعمال الإرهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سورية واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية وتشكل تهديداً للأمن القومي العربي»، مؤكداً انه «نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية».
وفي تعليق على قرار مجلس التعاون اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابية، أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لـ «الراي» أن «موقف الكويت واضح في تأييد القرار الخليجي، وتعتبر الميليشيات المسلحة التابعة لـ (حزب الله) منظمات إرهابية وذلك لسعيها للمساس بأمن واستقرار دول المجلس».
ونفى المصدر أن «يؤثر القرار الخليجي على المقيمين اللبنانيين أو غيرهم»، مشدداً على أنه «سيكون موجهاً لمن تسوّل له نفسه زعزعة أمن واستقرار الكويت ودول الخليج، والذي سيتم التعامل معه ضمن القوانين التي تحفظ الأمن والاستقرار».
وفي تونس، انضم وزراء الداخلية العرب إلى دول الخليج وأعلنوا «حزب الله» جماعة إرهابية واتهموه بزعزعة الاستقرار في المنطقة العربية بينما تحفظ لبنان والعراق على ذلك.
وقال الوزراء العرب في البيان الختامي لاجتماعهم: «ندين إدانة كاملة حزب الله الإرهابي لدوره في زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية».
إلى ذلك، أعلن الرئيس السابق للحكومة اللبنانية زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «ان حزب الله يقوم بنشاطات وأمور يجب الا يقوم بها في اليمن والسعودية أو في كل المنطقة العربية، وهذا له نتائج ادت الى تصنيفه على لائحة الارهاب، وهذه ليست اول مرة اذ في الولايات المتحدة هو مصنَّف منظمة ارهابية وفي اوروبا جناحه العسكري صُنف ارهابياً، وهذا بسبب الاعمال التي يقوم بها».
ومن مقر البرلمان قال الحريري بعد الجلسة 36 لانتخاب رئيس الجمهورية رداً على سؤال حول ما اذا كان يوافق على تصنيف دول مجلس التعاون «حزب الله» ارهابياً: «لا دخل لي بالموافقة أو عدمها... حزب الله منذ زمن مصنَّف منظمة ارهابية ونحن نتحاور معه، أي ان شيئاً لن يتغيّر بالنسبة إلينا في ما له علاقة بالوضع الداخلي في لبنان، أما أعمال الحزب في سورية أو اليمن فنحن ضدّها وبالنسبة لي أصنّفها اجرامية وإرهابية، وهم (الحزب) يعرفون موقفي».