نصرالله صبّ «الزيت على النار» في تأكيده المضي بالمواجهة مع السعودية

مجلس التعاون الخليجي صنّف «حزب الله» منظمة إرهابية

1 يناير 1970 07:24 ص
الحريري: نحاور «حزب الله» في الداخل لمنع الفتنة وأعماله في المنطقة إجرامية وإرهابية
اتخذت الأزمة بين لبنان ودول الخليج منحى أكثر دراماتيكية وتعقيداً مع قرار مجلس التعاون الخليجي اعتبار «ميليشيات حزب الله بكل قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها منظمة ارهابية».

وجاء هذا القرار غداة إطلالة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، الذي أطلق في اول كلام له منذ اندلاع الأزمة بين لبنان ودول الخليج، مواقف بالغة التصعيد كرّست حال الاشتباك مع السعودية خصوصاً التي توعّدها بأن المواجهة معها مستمرة حتى النهاية «ولن نسكت». وبعد خطوة دول مجلس التعاون الخليجي و«الحرب الكلامية» التي شنّها نصر الله على السعودية، أصبحت حكومة الرئيس تمام سلام أكثر إرباكاً في كيفية معالجة الانتكاسة في علاقات لبنان مع بلدان الخليج ولا سيما بعدما بدا ان «قطار الاحتواء» سبقها وان ثمة قراراً خليجياً حازماً بمواجهة «حزب الله» وأدواره العسكرية والامنية في المنطقة.

وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني في بيان صحافي الى ان «دول المجلس ستتخذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ قرارها بهذا الشأن استناداً الى ما تنص عليه القوانين الخاصة بمكافحة الإرهاب المطبقة في دول المجلس والقوانين الدولية المماثلة».

وأوضح أن «دول المجلس اتخذت هذا القرار جراء استمرار الأعمال العدائية التي يقوم بها عناصر ميلشيات حزب الله لتجنيد شباب دول المجلس للقيام بالأعمال الإرهابية وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة الفتن والتحريض على الفوضى والعنف في انتهاك صارخ لسيادتها وأمنها واستقرارها». وقال إن «دول المجلس تعتبر ممارسات ميليشيات حزب الله في دول المجلس والأعمال الارهابية والتحريضية التي تقوم بها في كل من سورية واليمن والعراق تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية والقوانين الدولية وتشكل تهديدا للأمن القومي العربي»، مؤكداً انه «نظراً لاستمرار تلك الميليشيات في ممارساتها الإرهابية، فقد قررت دول المجلس اعتبارها منظمة إرهابية».

واعتبرت أوساط سياسية في بيروت انه بات شبه مستحيل وقف «كرة ثلج» الغضبة الخليجية على «حزب الله» ومنْع ارتداداتها على مجمل الواقع اللبناني، خصوصاً بعدما ساهمت مواقف نصر الله ليل اول من امس في «صبّ الزيت على النار» رغم منحى التهدئة الداخلية الذي بدا بحسب مصادر قوى 14 آذار اللبنانية «شكلياً» وانطوى واقعياً على رغبة في «التمسْكن داخلياً للتمكّن اقليمياً»، كما قال النائب احمد فتفت.

وتضمّنت كلمة نصر الله استحضاراً لكل مسار الصراع مع المملكة بدءاً من العام 2005، مع رسالة واضحة بأنه لن يتراجع عن المواجهة معها بعد الإجراءات التي اعلنتها، مدافعاً عن حملته على السعودية على خلفية الملف اليمني ومعتبراً «ان أشرف شيء» فعله في حياته «هو الخطاب الذي ألقيته في ثاني يوم من الحرب على اليمن والذي نفعله الآن، هذا أعظم شيء في حياتي أنا عملته، وأشعر أن هذا هو الجهاد الحقيقي، هذا هو الجهاد، هذا أعظم من حرب يوليو 2006».

وفي اول تعليق على قرار دول مجلس التعاون الخليجي، اعلن الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري «ان حزب الله يقوم بنشاطات وامور يجب الا يقوم بها في اليمن والسعودية او في كل المنطقة العربية، وهذا له نتائج ادت الى تصنيفه على لائحة الارهاب، وهذه ليست اول مرة، اذ في الولايات المتحدة هو مصنَّف منظمة ارهابية وفي اوروبا جناحه العسكري صُنف ارهابياً، وهذا بسبب الاعمال التي يقوم بها».

ومن مقر البرلمان، رداً على سؤال حول اذا كان يوافق على تصنيف دول مجلس التعاون «حزب الله» ارهابياً: «لا دخل لي بالموافقة او عدمها... حزب الله منذ زمن مصنَّف منظمة ارهابية ونحن نتحاور معه، اي ان شيئاً لن يتغيّر بالنسبة الينا في ما له علاقة بالوضع الداخلي في لبنان، أما أعمال الحزب في سورية او اليمن فنحن ضدّها وبالنسبة لي أصنّفها اجرامية وإرهابية، وهم (الحزب) يعرفون موقفي».

وشدد الحريري على تخوُّف الجميع من الفتنة في لبنان، موضحاً: «اننا نريد تجنب ان يصبح لبنان مثل سورية ويجب تحييد لبنان، والحريق في سورية يجب الا يأتي الينا، ولذلك في القرار السياسي الداخلي هناك حدود بالنسبة لنا».

اما رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط فأعلن «اننا لا نستطيع في لبنان تحمل تصنيف حزب الله بالارهابي، وكان الحري اذا كان لا بد من مثل هذا القرار اعتماد التصنيف الاوروبي الذي ميّز بين الجناح العسكري والسياسي للحزب، ولكن هذا شأن يعنيهم».