نداء من بري والحريري للجم الفتنة

مساعٍ أميركية - فرنسية لإقناع السعودية بالتمييز في إجراءاتها بين لبنان و«حزب الله»

1 يناير 1970 07:19 ص
عجز متزايد في بيروت أمام طوفان أزمات كبيرة وصغيرة
يعكس الواقع الداخلي في لبنان تخبُّطاً غير مسبوق في تَراكُم الأزمات الداخلية والخارجية، الى حد أنه في كل يومٍ يتقدّم عنوانٌ على آخر من دون أيّ أفقٍ لمعالجة اي أزمة صغيرةً كانت ام كبيرةً، فيما تتصاعد المخاوف من انهيارات مختلفة جراء عشوائية المعالجات المحدودة.

فاليوم مثلاً تتجه الأنظار الى الجلسة التي تحمل الرقم 36 لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية، والجميع على إدراك تام بأنها ستكون كسابقاتها إلا بمتغيّرٍ واحد هو حضور زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ونواب كتلته الى الجلسة، مع مفارقةٍ غريبة يغيب معها المرشح الرئاسي النائب سليمان فرنجية الذي يدعمه الحريري وكتل عدة أخرى، أسوةً بغياب المرشح الثاني اي العماد ميشال عون مع داعميه وأبرزهم «حزب الله».

ولكن الجلسة الانتخابية لن تشغل الرأي العام الداخلي الا لمدة قصيرة تعود بعدها الاهتمامات الى مسائل باتت أشد إلحاحاً في الاولويات الضاغطة، ولا سيما تداعيات الإجراءات السعودية والخليجية،.

وتقول أوساط واسعة الاطلاع لـ «الراي» ان الايام السابقة شهدت تريّثاً من جانب السعودية، والدول الخليجية، في المضي في الخطوات التصعيدية بحق لبنان، في ما يبدو رصداً لما يمكن الحكومة والوسط السياسي اللبناني ان يفعلاه وليس أكثر من ذلك. واذا كان هذا التريث لا يعني انتفاء احتمال استنئاف الاجراءات الصارمة في اي وقت، فان «الأمر صار يشكل هاجساً مقلقاً للغاية للحكومة والكثير من القوى السياسية. ولكن المأزق الكبير يتمثل في عجز الجميع عن القيام بأي خطوة جديدة قبل معرفة حقيقة ما يطلبه السعوديون عملياً، باعتبار ان موقف الرياض يرقى في اطار ما جرى التعبير عنه رسمياً واعلامياً الى مستوى قلب الواقع السياسي رأساً على عقب في مواجهة حزب الله، وهو أمرٌ بغاية الصعوبة ان لم نقل الاستحالة».

وتشير الأوساط الى ان الأزمة تتكشف عن عمقٍ كبير لن يكون معه الخروج سهلاً من تداعياتها، حتى ان الاوساط نفسها لا تذهب بعيداً في الاتكاء على ما أطلقه مسؤولون أميركيون امام الوفد النيابي اللبناني الذي زار واشنطن الاسبوع الماضي، من ان الادارة الأميركية ستتدخل مع السعودية لحملها على إعادة الهبة العسكرية للجيش اللبناني وتخفيف اجراءاتها وتحييد لبنان عن عقوباتها على «حزب الله» أسوة بما تفعله اميركا.

ومع ان الاوساط تؤكد ان واشنطن ليست مقتنعة باتباع سياسة العقوبات الإجمالية بحق لبنان، فإنها تلفت الى ان ثمة اقتناعاً أعمق لدى الاميركيين بأن على الحكومة والوسط السياسي اللبناني القيام بمبادرات جريئة ضد سياسات «حزب الله»، وهو أمر يتحدث عنه ايضاً الفرنسيون الذين يبذلون جهوداً كثيفة لدى السعودية وسيستقبلون غداً ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف وسيكون الملف اللبناني ضمن أولويات البحث الفرنسي - السعودي. ولكن ما تؤكده الاوساط ان الخشية على الاستقرار الداخلي في لبنان، باتت تشكل قاسماً مشتركاً للجهود الاميركية والفرنسية والدولية قاطبةً، خصوصاً في ظل التقارير التي رفعتها السفارات الغربية عن التوتّر المذهبي الواسع الذي شهدته بيروت ومناطق أخرى جراء بثّ شريط تلفزيوني تهكمي على الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

ولفتت الاوساط نفسها الى ان النداء المشترك الذي أصدره رئيس البرلمان نبيه بري والرئيس سعد الحريري عقب لقائهما ليل الاثنين، شكل عاملاً بارزاً من عوامل احتواء الخطر الذي بات اكبر من تقديرات الكثيرين، علماً ان الاوساط عيْنها كشفت ان «حزب الله» قام بإجراءات عاجلة من جهته لوقف التجمعات لأنصاره ومنع تصاعد التوتر، بعدما ظهرت معالم خطيرة في الشعارات الاستفزازية التي شهدتها التجمعات والتي أثارت الخشية من اشتعال الفتنة.

واشار البيان الى انه «برزت خلال الأيام الأخيرة ممارسات لا تمتّ الى الإسلام في إطار حملة منظمة لإثارة المشاعر وإلهاب النفوس وتحريض المواطنين بعضهم على بعض. وبرزت بما لا يدع مجالاً للشك نيات مبطنة لدسّ الكلام المريب والمشبوه والمقصود الذي تطاول على مقام الدين الحنيف وتفسير آياته البيّنات وأحاديثه الشريفة، وبما يُحدث وقعاً عند صغار النفوس والجهلة خصوصاً لجهة التعرض الى صحابة الرسول والخلفاء الراشدين».

بان يزور بيروت في 24 الجاري



«العين الخارجية» على لبنان تعكس القلق من «انفجاره»



| بيروت - «الراي» |

ترتفع وتيرة المعاينة الدولية للواقع اللبناني الذي دخل منذ انفجار الأزمة غير المسبوقة مع السعودية ودول الخليج مرحلة بالغة الحساسية، وسط قلق خارجي من امكان انهيار «المظلّة» التي وفّرت لبيروت ما يشبه «بوليصة التأمين» إزاء «حرائق المنطقة»، ولا سيما الحرب السورية.

وتترقب بيروت في هذا السياق زيارة لها سيقوم بها الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون في 24 الجاري حيث سيجري محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين تتناول الواقع في المنطقة وتأثيراته على لبنان، الى جانب العنوان الأهمّ في أجندته والمتمثّل في ملف النازحين.

ورغم ان قضية اللاجئين السوريين هي محور أساسي في زيارة بان للبنان من ضمن جولة على بلدان المنطقة التي تستضيف لاجئين، فإن اوساطاً مطلعة في بيروت تشير الى ان الأمم المتحدة تقارب الأزمة المستجدّة مع السعودية وقرار الأخيرة وقف المساعدات العسكرية للبنان باعتبار انها مسألة دقيقة تجري متابعتها عن كثب، نظراً الى ان اي اختلال في ميزان الاستقرار اللبناني يمكن ان يهدّد بانفجار كبير سيصعب احتواؤه.

واشارت معلومات متقاطعة الى ان بان الذي يحلّ في بيروت بعد تقديمه تقريره نصف السنوي إلى مجلس الأمن حول تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701، سيرافقه رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم الذي سيناقش مع المسؤولين اللبنانيين الارتدادات الاقتصادية لأزمة النازحين وسبل مساعدة لبنان على التصدي لها وسيضعهم في أجواء المبالغ التي تَقرر تخصيصها له في مؤتمر لندن للمانحين.

«الصفقة النووية سايكس بيكو جديد»



جنبلاط: سورية مصيرها التقسيم



| بيروت - «الراي» |

غرد رئيس «اللقاء الديموقراطي» اللبناني النائب وليد جنبلاط عبر صفحته على «تويتر» انه «أكثر من اي وقت يتبين من بعض المقالات او الدراسات او التصريحات، ان سورية مصيرها التقسيم، والمهندسان الأساسيان لهذه اللعبة الجهنمية هما وزير الخارجية الاميركي جون كيري اي أميركا من جهة، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اي روسيا من ميل اخر».

واضاف: «كم هي مكلفة تلك الصفقة النووية وكم ستتكشف أبعادها الحقيقية اقليمياً ودولياً كما انكشفت في الماضي خفايا سايكس بيكو، اما نحن في لبنان فما علينا ونحن عزل، الا ان نخفف الخسائر قدر المستطاع».