طالب بالعمل الجماعي من لإيجاد الحلول والتصدي للتحديات المشتركة
أمين عام الناتو يدعو من الكويت إلى توقيع اتفاق
وقف الأعمال العدائية بين روسيا وأميركا
1 يناير 1970
06:32 ص
أمن الكويت يكتسب «أهمية استراتيجية» لحلف شمال الأطلسي
فيما شدد الامين العام لحلف شمال الاطلسي الـ(ناتو) ينس شتولتنبرغ على ان أمن الكويت «يكتسب اهمية استراتيجية» بالنسبة لحلف شمال الاطلسي. اكد اهمية توقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
وطالب شتولتنبرغ، في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، بضرورة العمل الجماعي من اجل ايجاد الحلول والتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه الدول الاعضاء في مبادرة اسطنبول للتعاون لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة.
وقال شتولتنبرغ ان أمن دولة الكويت وامن الدول الاخرى في مبادرة اسطنبول للتعاون يكتسب اهمية استراتيجية بالنسبة لحلف شمال الاطلسي.
واضاف ان دول العالم اليوم تواجه تحديات جمة على مستويات مختلفة مؤكدا ان دولا مختلفة في الشرق الاوسط تواجه جملة قضايا مثل الارهاب والتطرف وانتشار تكنولوجيا الاسلحة الباليستية واسلحة الدمار الشامل.
واشاد بدور الكويت «القيادي والاساسي» في نشر الامن والاستقرار بالمنطقة عبر تعاونها مع الحلف في مكافحة الارهاب ودورها الانساني المشهود بتخفيف معاناة الشعوب في مناطق الازمات.
واكد شتولتنبرغ ان الكويت «شريك ملتزم» مع حلف (الناتو) مشيرا الى دورها الاساسي في الترويج للحوار السياسي والتعاون العملي بين (الناتو) ودول الخليج.
ونوه بجهود الكويت وقيادتها في نشر الامن على المستوى الاقليمي ودورها الرئيسي في مكافحة ما يسمى تنظيم الدولة (داعش) بصفتها جزء من التحالف الدولي ضد التنظيم.
وتطرق الى تاريخ الكويت «الحافل» بالشراكات المتميزة مع (الناتو) وموقعها الاستراتيجي في منطقة الخليج مؤكدا مساهمة هذا التاريخ بان تصبح الكويت «الشريك المثالي لنا في عملنا معا للتصدي للتحديات الامنية المشتركة بما في ذلك تحدي (داعش)».
وعلى المستوى الانساني اشاد شتولتنبرغ بدور الكويت لاسيما المتعلق بالازمة السورية وجهودها بالتخفيف من معاناة اللاجئين معربا عن شكره لدولة الكويت لكل ما قامت به في هذا الصدد.
كما عبر عن سعادته لتواجده في الكويت في زيارته الاولى بصفته امينا عاما لحلف شمال الاطلسي (الناتو) ومناقشة كيفية تعزيز التعاون الممتاز بين الجانبين لافتا الى زيارة موقع اول مركز اقليمي لمبادرة اسطنبول للتعاون في الكويت في وقت لاحق من اليوم.
وأوضح في هذا الصدد ان هذا المركز وعندما سينتهي العمل على تنفيذه سيصبح «نقطة مركزية» للتعاون بين الكويت والناتو والدول الاخرى في اطار مبادرة اسطنبول للتعاون الى جانب التعاون مع الدول الاخرى في منطقة الخليج.
وتطرق شتولتنبرغ الى ريادة الكويت في مجال التعاون كاول دولة في المنطقة تنضم الى مبادرة اسطنبول للتعاون عام 2004 واول دولة في المنطقة تستضيف اجتماعات بين دول الخليج وحلف شمال الاطلسي واول دولة تبادر بالتوقيع على اتفاقية في شأن المعلومات الامنية مع (الناتو) والتي تهدف الى «تسهيل تبادل المعلومات الحساسة» واول دولة توافق على برنامج التعاون والشراكة الفردي مع الحلف.
وحول موقف التحالف من اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا اوضح ان الحلف لمس بعض التطورات المشجعة حيال احترام هذه الهدنة رغم بعض التقارير التي اشارت الى انتهاكات للاتفاقية مشددا ضرورة احترام جميع الاطراف لهذه الهدنة لوضع حد للأعمال العدائية في سوريا والتوصل الى حل سياسي لإنهاء الأزمة التي أدت لخسائر فادحة ومقتل الأبرياء وخلق أزمة للاجئين طال تأثيرها الدول المجاورة لسوريا وبعض الدول الأوروبية.
وأعرب شتولتنبرغ عن قلقه ازاء تداعيات الهجمات الروسية على سوريا والتي «لوحظ انها لا تستهدف فقط قوات (داعش) بل تطال قوات المعارضة» مؤكدا اهمية توقيع اتفاق لوقف الأعمال العدائية بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية.
وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا قال شتولتنبرغ ان (الناتو) يتابع تطورات الأوضاع في ليبيا ويثمن جهود الولايات المتحدة الرامية لتأسيس حكومة وحدة وطنية كونها تمثل الخطوة الاولى في طريق تحقيق الاستقرار وانهاء العنف والتوصل لحل سلمي.
وأوضح ان جميع الدول الاعضاء في الحلف هم اعضاء في الائتلاف الدولي لمكافحة تنظيم (داعش) ولذلك كان لزاما على هذه الدول العمل على تطوير امكانيات التدريب والمساعدة لتفعيل جهودها ضد الحرب على الارهاب.
وأكد دعم الناتو المطلق للائتلاف من جوانب مختلفة واستعداده لمزيد من الدعم حيثما يتطلب الأمر مع التركيز على تمكين الحكومات المحلية وتعزيز قدراتها.
وبين ان هذه الجهود «ليست حربا من الغرب ضد (داعش) فحسب بل هي حرب ضد التطرف والارهاب بكافة اشكاله ولذلك كان لزاما على (الناتو) ان تدعم الدول العربية المسلمة كي تقوم بنفسها بمحاربة داعش» موضحا ان الحلف سيزيد الدعم المقدم للتحالف الدولي لمكافحة (داعش).
من جهته اعرب وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عن سعادته لاحتضان الكويت المركز الاقليمي لمنظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) ومبادرة اسطنبول للتعاون مشيرا الى الدور الأساسي لهذا المركز في تحقيق أهداف المبادرة من خلال تعزيز التعاون الثنائي بين دول الحلف و دول المبادرة ضمن مجالات التحليل الاستراتيجي والتعاون العسكري والطوارئ المدنية والدبلوماسية العامة والوعي الشعبي.
ولفت الى دور المركز في متابعة برنامج التعاون الفردي الى جانب وجوده كمكتب تنسيقي لمتابعة اتفاقية العبور بين دولة الكويت وحلف شمال الأطلسي معربا عن تطلعه لموعد افتتاح هذا المركز في الربع الاخير من هذا العام.
واشار الى تشرفه وشتولتنبرغ بلقاء سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد اليوم حيث استمعا لرؤى سموه الحكيمة حول اهمية توطيد التعاون المثمر بين الكويت والحلف، مبينا ان سموه أشاد بالجهود المبذولة لتعزيز التعاون القائم بين الكويت والحلف والنمو المضطرد للعمل المشترك على مدى 12 عاما مضت منذ انضمام الكويت الى مبادرة اسطنبول للتعاون في عام 2004 استجابة لدعوه حلف شمال الاطلسي.
وافاد الشيخ صباح الخالد بلقاء سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك حيث اعرب سموه عن وافر الارتياح لمستوى التعاون القائم بين الكويت ودول حلف شمال الاطلسي.
واوضح ان المباحثات استعرضت النمو الثابت في وتيرة التعاون الوثيق بين الكويت ودول حلف شمال الاطلسي مؤكدين على اهمية مضاعفة الجهود نحو مواجهة التحديات الناجمة عن الظروف والتعقيدات الاستثنائية التي يمر بها العالم و«بالأخص منطقتنا وعالمنا العربي».
واكد ان الكويت كانت أول دولة تنضم الى «مبادرة اسطنبول للتعاون» في عام 2004 التي انطلقت سعيا لتعميق وتعزيز الشراكة بين دول حلف شمال الاطلسي الناتو مع دول الشرق الاوسط ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على وجه الخصوص ومن مطلق الايمان بأهمية الشراكة مع دول حلف شمال الأطلسي لتحقيق الاستقرار والسلام.
وتطرق الى ما شهدته العلاقات مع الحلف خلال ال12 عاما الماضية في اطار من التعاون المثمر في كافه أوجه العمل المشترك بين الكويت والحلف والذي تنوع ليشمل تبادل الخبرات والتدريب والتعاون في المجالات الامنية والعسكرية والمدنية والأكاديمية.
وقال الشيخ صباح الخالد ان الكويت شاركت من خلال قطاعات البلاد العسكرية والامنية والمدنية والأكاديمية في أكثر من 90 فعالية في مختلف الدورات وورش العمل والمؤتمرات التي يقدمها حلف شمال الاطلسي منذ اطلاق مبادرة اسطنبول للتعاون تجسيدا للرؤى المشتركة بتعزيز التعاون.
ولفت الى استضافة الكويت في ديسمبر 2006 اول مؤتمر لحلف شمال الاطلسي في المنطقة (المؤتمر الدولي للناتو و دول الخليج - مواجهة التحديات المشتركة من خلال مبادرة اسطنبول للتعاون) بحضور كبار القادة والمسؤولين في دول حلف شمال الاطلسي الى جانب خبرات اكاديمية ومسؤولين حكوميين خليجيين وذلك لفهم أهداف ومحتوى المبادرة وزيادة تفهم دول المنطقة لدور الحلف في العالم.