الأرض تلعب مع أصحابها... أحياناً

في الكويت، لا توضع اعتبارات كبيرة لمباراة تقام في ملاعب المنافسين، ربما يعود ذلك الى قرب المسافات بين ملاعب الاندية وتشابه تصميمها الذي يكاد ان يكون موحداً.

وباستثناء فترة الثمانينات التي كان فيها الذهاب الى ملعب نايف الدبوس في نادي الفحيحيل يمثل هاجساً بالنسبة الى الأندية نظراً الى الأجواء التنافسية الصعبة التي تتسم بها المباريات التي يستضيفها، وشراسة الفريق المضيف الذي كان من النادر ان يخرج من ملعبه من دون هزيمة او مشاجرة، فإن الفوارق تتلاشى تقريباً بين الملاعب الأخرى.

اليوم يحل القادسية متصدر «دوري فيفا» ضيفاً على شريكه السالمية على ملعب الاخير «استاد ثامر»في لقاء قد يكون مفصلياً.

الواقع ان هذا الملعب الذي افتتح بعد تجديده في العام 2006، سيكون مسرحاً لمواجهتين مصيريتين لاصحابه في بحر اسبوع واحد فقط: اليوم امام القادسية، والخميس امام «الكويت». ولو قدّر لـ «السماوي» تجاوز المواجهتين بنجاح، فسيكون قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقبه الأول في المسابقة منذ العام 2000.

استاد ثامر الذي اطلق عليه هذا الاسم نسبة الى الشيخ ثامر نجل رئيس نادي السالمية الراحل الشيخ علي صباح السالم في سبعينات القرن الماضي، كان شاهداً على العديد من المواجهات المثيرة التي جمعت «السماوي» بـ «الأصفر» على مدار 30 عاماً.

اللافت أن أول مباراة لحساب الدوري استضافها الملعب جمعت بين طرفي مواجهة اليوم السالمية والقادسية وذلك في 19 أكتوبر 1973 وانتهت بالتعادل بهدف لجاسم يعقوب مقابل هدف للايراني قاسم فلاح.

واللافت ايضاً ان القادسية يتفوق على مضيفه في عدد الانتصارات في المباريات التي اقيمت على ملعب ثامر، ومن مجموع 31 مواجهة استضافها، فاز «الاصفر» في 14 مقابل 10 لأصحاب الارض، وانتهت 10 مواجهات بالتعادل.

ويتقدم «المرعب» جاسم يعقوب هدافي مواجهات الفريقين على ملعب ثامر بـ6 أهداف.

ومن اشهر المباريات التي جمعت الفريقين على هذا الملعب هي تلك التي شهدها الموسم 1983-1984 واطلق عليها في حينه اسم «مباراة جواد عاشور» في اشارة الى الحكم الدولي السابق الذي احتسب 5 ركلات جزاء بجرأة يحسد عليها (3 للقادسية و2 للسالمية).

والغريب ان 3 من هذه الركلات اهدرت فيما تم تسجيل اثنتين فقط لتنتهي المباراة بفوز «السماوي» 2-1.

هذا الملعب كان شاهداً ايضاً على تتويج القادسية بلقب دوري الموسم 1977-1978 بتغلبه على السالمية بهدفي سعود بوحمد وعبدالله نواف الأحمد، كما شهد احراز«السماوي»للقب الرابع والاخير له في المسابقة في الموسم 1999-2000 عندما تغلب على منافسه المباشر القادسية بهدفي فواز المطيري وبشار عبدالله.

على ملعب ثامر، سيحلّ القادسية ضيفاً على السالمية اليوم قبل أن يحلّ عليه «الكويت». واذا أحسن«السماوي» التعامل مع المباراتين فسيخطو خطوة كبيرة نحو الدرع، وربما يكرس قاعدة غابت كثيراً عن منافسات الدوري، وتقول: الارض تلعب مع اصحابها أحياناً.