إضاءات

مجلة «العربي» ... هدية الكويت للعرب

1 يناير 1970 06:49 م
في اعتقادي الراسخ أن من الصعب أن تتخلى الكويت عن مجلة في حجم وتاريخ مجلة «العربي»، وأن تعلن بجرة قلم عن توقف مجلة لها تاريخ طويل وممتد منذ ديسمبر عام 1958حتى الآن... لأي سبب كان، فصناعة مجلة ناجحة ومتميزة تحتاج إلى جهود كبيرة ومضنية وصبر شديد ووقت طويل كي تؤتي أكلها، وتحقق ما هو مأمول منها.

أقول ما سبق... بعد ما تردد من أقاويل هنا وهناك - بين التأكيد والنفي - عن مزاعم بتوقف مجلة «العربي» عن الصدور، وهي المزاعم التي أحدثت ردود فعل كثيرة في الأوساط الثقافية الكويتية والعربي.

وبعد إعلان رئيس تحرير «العربي» الدكتور عادل العبد الجادر عبر الصحافة والإعلام عن عدم صحة هذه المزاعم وأن المجلة لا تزال تؤدي أدوارها المعرفية والثقافية على أكمل وجه، ولكنها تعرضت فقط لأزمة لا علاقة لها بسياسة صدورها وتخص الشركة المسؤولة عن توزيعها، وان هذه الأزمة تم حلها، بينما تم تأجيل ندوتها لأسباب مالية، ولا علاقة لها أيضا بسياسة صدور «العربي».

وقبل الخوض في بعض الخواطر التي تدور في ذهني- والتي أريد أن أشرك فيها معي الاخوة القراء حول آلية صدور مجلة «العربي»- يجب أن أنوه أن عنوان المقال مأخوذ من كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد... وقت تصديه قديما لإصدار هذه المجلة... وحينما رآها تظهر إلى النور قال قولته الشهيرة «مجلة العربي هدية الكويت للعرب»، ومن هذه المقولة الحكيمة انطلقت العربي برعاية أساتذة ومثقفين عرب وكويتيين طافوا بها البلاد، وأسسوا من خلالها للثقافة العربية الرسوخ المستحق، وعملوا فيها بجد واجتهاد، حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الكويت الذي يمثل الماضي والحاضر... وسيستمر- إن شاء الله- إلى المستقبل.

والخواطر التي أريد أن أبوح بها لرئيس تحرير «العربي» الدكتور عادل العبد الجادر خاصة وللقراء كافة... أن مجلة العربي بالفعل تمر بأزمة حقيقية، ربما تهددها بالتوقف، ليس من خلال الصدور- الذي اتفقنا أنه أمر لن يحدث- ولكن ستتوقف عن دورها الريادي في التثقيف والتوعية، وذلك لأنها- ليس الآن فقط ولكن منذ سنوات مضت- وأنا أكثر المتابعين لها، قد تضاءلت قيمة موادها التحريرية وأصبحت غير متوافقة مع ما تقتضيه المرحلة، وأن مسألة الكتاب الذين تتكرر أسماؤهم لا تزال سارية المفعول، واعتقد- اتمنى أن يكون هذا الاعتقاد في غير محله- أن مسألة التنفيع تسير بانتظام فيها، بفضل ما أتابعه وألمسه من تكرار في النشر والنشر المقابل- ولن أفسر أكثر من هذا لأنها مجرد اعتقادات تحتمل الخطأ والصواب- ومسألة غياب ندوة العربي أرى أنها لا تمثل قيمة حقيقية للمجلة الأم، لأنها- للأسف- تأتي بفعاليات مترهلة وغير مفيدة إلا للمشاركين فيها.

فالأهم من كل هذا... أن تكون فكرة تحويل المجلة إلى مؤسسة ثقافية كبيرة، هو الشغل الشاغل لدى المعنيين بالأمر، وأتمنى أن تكون هذه المؤسسة ذات طابع معرفي تثقيفي، وإنساني... يحرك الراكد ويجري دماء الثقافة الحقيقية في العروق، ويمهد لأن تكون الكويت في مصاف الدول المدافعة عن الثقافة بكل توجهاتها وتطلعاتها.

كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت*

alsowaifan@yahoo.com