حروف باسمة

كويتنا العزيزة نفديها بالقلوب

1 يناير 1970 02:32 م
بلدة طيبة يتغلغل اسمها بالأفئدة درج أهلها في أحضانها ووضعوها في أفئدتهم وحافظوا عليها منذ الأزل، فإذا ما أصابها ضرر، فإن جميع أهلها يهبون هبة رجل واحد ليدافعوا عن تربتها الغالية.

حموها وهي صحراء بلقع، ودفعوا عنها شر الأعداء برا وبحرا، وشمروا سواعد الجد من أجل حمايتها وصيانتها وبنوا الأسوار حتى تكون آمنة ومحصنة، إلى أن أراد الله آخر عهدهم جميلاً فصار الرمل من تحتهم تبراً فضاعفوا الجهود من أجل نهضتها وتقدمها وازدهارها ولم تزل عيون الحاقدين تتربص بها، وأهلها هم سورها، فها هم جميعا يهتفون بقلب واحد، "يا بو سالم عطنا سلاح" كي يصدوا المارقين والمتربصين والحاسدين ويردوا كيدهم في نحورهم.

استيقظ أهل هذه الديرة العزيزة على أصوات المدافع وأزيز الطائرات في يوم الخميس الأسود، فهبوا جميعا للحفاظ على جوهرتهم كي تبقى شامخة وعالية، حموها بأرواحهم ودافعوا عنها بمهجهم واستشهدوا من أجلها. ذُبح الشباب على أعتاب بيوتهم، قُتل الأطفال الخدج في حضاناتهم والأهل كلهم جسد واحد ليصدوا "هولاكو العراق" وأعوانه وأنصاره كي لا يصلوا ولا يدنسوا تربة هذا الوطن الطاهر.

وجاء يوم السادس والعشرين من فبراير 1991 وكتب الله لهذه الديرة التحرير بمشيئته وبالتفاف دول الدنيا مع الحق في نصرتها. فهب جميع أبنائها من أجل البناء والتعمير والنهوض في جميع نواحي الحياة المختلفة حتى تزداد تألقاً وشموخاً وعزة.

عزيزي القارئ

ونحن نحتفل في عيدنا الوطني الخامس والخمسين وعيد التحرير الخامس والعشرين وبمضي عشر سنوات على تولي مقاليد الحكم لحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه، فماذا عسانا أن نقول: لنتحد جميعنا من أجل أمّنا الكويت ولنشترك في بناء نهضتها ولننبذ الحسد والضغينة والتشتت والتشرذم ولننصهر في بوتقة الكويت التي أعطت أبناءها كل صنوف الخير بفضل الله الكريم، فلا بد منهم أن يجدوا ويخلصوا ويتحدوا من أجل استمرار شموخ ديرتهم وتألقها.

لقد صهرتها النار حتى توقدت

ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا

سيخرج من تحت الرماد محلقا

لآفاق آت نحن في سره أدرى

لقد علمتها الريح سر اختلافها

وسر غيوم تحمل المزن والقطرا

لنصر بلادي جاءني طائر البشرى

فجدد شوقي للغنى مرة أخرى

رجعنا وإن كان الرجوع مقدرا

فليت لقلب لا يغني لنا عذرا