حوار / مرتاح لأصداء «الفارس»... ويستعد لـ «عنتر وعبلة»

غسان صليبا لـ «الراي»: الناس أحبّوا ابني وسام... والباقي عليه!

1 يناير 1970 10:18 ص
أستعدّ لتقديم أوبرا «عنتر وعبلة» وستُعرض في مايو المقبل

الأصداء أكثر من رائعة حول «الفارس» وهذه المرة الأولى أغني من أشعار الشيخ محمد بن راشد
مسرحية «الفارس»، كانت آخر المحطات الفنية المسرحية التي قدمها الفنان اللبناني غسان صليبا في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتأهب صليبا خلال الفترة المقبلة لعرض مسرحية أوبرالية في لبنان خلال شهر مايو المقبل بعنوان «عنتر وعبلة»، بمشاركة مجموعة من أساتذة الأوبرا وسيكون من توقيع الرحابنة، كما أنه بصدد البحث عن أغنية خاصة كي يطرحها «سنغل»، بانتظار أن يأتيه الدور المناسب الذي يطلّ من خلاله على الشاشة الصغيرة، ويكون بمستوى الدور نفسه الذي قدّمه في مسلسل «وأشرقت الشمس».

صليبا، الذي كان من المفترض أن يشارك في مسلسل «مثل القمر» الذي يقوم ببطولته ابنه وسام، لم يتمكن من ذلك بسبب ارتباطه بعملين.وعن ابنيه وسام وزياد وعملهما في الفن، أوضح في حواره إلى «الراي» أنه يرحب بعملهما في المجال الذي يحبانه، ولأنهما اختارا الفن فإنه لا يمكن إلا أن يدعمهما، كما اعتبر أن شهادته مجروحة بابنه وسام الذي يتمنى أن يكون أفضل منه، وليس مثله فقط، وتحدث عن تفاصيل أخرى من خلال الحوار الآتي:

• كيف ترى أصداء مسرحية «الفارس»، وكيف كان استقبال الجمهور لها؟

- في الواقع أن الأصداء أكثر من رائعة، وهذه هي المرة الأولى التي أغني فيها من أشعار حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. المسرحية تحكي قصة شخص من هذا الزمن، أي الفارس الذي جسدتُ دوره غناءً وتمثيلاً، من خلال أشعار الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. والعمل رحبانيّ، على مستوى الموسيقى والإشراف والتقنيات والتوزيع والإخراج. فالإخراج يحمل توقيع مروان الرحباني والألحان لمروان وغدي وأسامة الرحباني، والنص لمؤيد شيباني. وتركتْ المسرحية انطباعاً جيداً لناحية المضمون والموسيقى والمشهدية التي قُدمت من خلالها، وكانت هناك شاشة سينمائية تواكب العرض على الخشبة، بمَشاهد تتعلق بالنص من مشاهد المعارك والخيول.

• علمنا أنه قُدمت نسخة باللغة الإنكليزية من المسرحية؟

- الهدف من الترجمة كان موجّهاً لمن لا يفهم اللهجة الخليجية، فيقرأها باللغة الإنكليزية. الشعر الخليجي صعب، ولا يمكن لأيّ كان أن يفهمه، والضليع فيه هو ابن البلد.

• تحضّر لعمل مسرحي آخر سيتمّ عرضه في لبنان؟

- هذا صحيح. نستعدّ لتقديم أوبرا «عنتر وعبلة» التي ستُعرض مبدئياً في مايو المقبل.

• ومَن سيشارك البطولة في هذه المسرحية؟

- لارا جو خاضر ومكسيم الشامي وبيار سميا. كلهم أساتذة، ومن أهم فناني الأوبرا في لبنان.

• كفنان، هل يمكن القول إن المسرح الغنائي هو الأهمّ بتجربتك الفنية مقارنةً مع الأعمال الفنية الأخرى التي تقدّمها؟

- كل عمل مهم في إطاره. وعندما أقدّم أغنية أوليها الأهمية التي تستحقها، والأمر نفسه عندما أقدّم «ريسيتال»، وكذلك عندما أقدّم عملاً مسرحياً. كل عمل فني له نكهته وما يميّزه كما له شروطه من النجاح والتحضير. لا يمكن المقارنة بين هذه النوعية من الأعمال، ونحن في حاجة لها جميعاً. هناك أناس لا يحضرون أعمالاً مسرحية وحفلات، وهناك مَن يحبون مشاهدة الفنان على المسرح يغني «لايف» مع أوركسترا. المهمّ أن يقدّم الفنان مستوى جيداً وراقياً ورائعاً في كل إطلالة له.

• كان من المفترض أن تشارك ابنيك وسام وزياد في مسلسل «مثل القمر». فما الذي حال دون ذلك؟

- ببساطة، لم أتمكن من ذلك بسبب ضيق الوقت. أنا مرتبط بعملين ولم يكن بإمكاني أن أعطي من وقتي للمسلسل.

• بدأ قبل مدة عرض «مثل القمر» ووُجهت إليه الكثير من الانتقادات. فكيف وجدته كمُشاهد؟

- لا يمكن الحكم على عمل من حلقة أو حلقتين. لكن عناصر العمل، من ممثلين وكادر وصورة كلها جيدة. يوجد فرح في العمل.

• ربما يؤخذ على العمل أنه منقول عن عمل مكسيكي، والأعمال المستنسخة تنال عادة نصيبها من الانتقادات؟

- لم أنتبه إلى أن هذه القصة تم تقديمها من قبل بنسخة أجنبية. أنا أحكم على الأحداث التي يمكن أن تحصل في أي مجتمع. كما أن هناك أحداثاً يمكن أن تحصل في المكسيك وأميركا وفرنسا وأيضاً في لبنان. الأمور التي تحصل بين الغني والفقير وبين الاقطاعي والفلاح وبين الظالم والمظلوم، هي مشتركة وتقع في أيّ مكان وزمان.

• هل أنت مع مزاولة ابنيك زياد و وسام مهنة الفن، ولا سيما في لبنان؟

- هما حرّان بالعمل في أيّ مكان يريدانه، وكل ما يهمني أن يعملا في المجال الذي يحبانه. هل يعقل أن أفرض عليهما مهنة لا يحبانها؟ أحيانا يختار الأهل المهنة لأولادهم، وهم يمكن أن ينجحوا فيها كما يمكن أن يفشلوا أيضاً.

• ما تقويمك لتجربة وسام في برنامج «ديو المشاهير»؟

- شهادتي مجروحة بابني ولا يمكنني أن أعطي رأيي به. أجد أن ابني وسام رائع، بحضوره وصوته وطلّته.

•ولكن خلال مشاركته في برنامج «ديو المشاهير» كان يُنتقد حتى عندما يغني اللون الأجنبي الذي يقدّمه في الأساس؟

- لا مشكة في ذلك! الهدف من النقد هو التصحيح والسير نحو الأفضل. أنا مع النقد، ولا سيما إذا صدر عن شخص عالِم ومثقّف مثل أسامة الرحباني ويتكلم بمحبة وليس بتجريح.

• يقول وسام إنك تشجعه على الغناء وتقديم أغنيات إلى جانب التمثيل، وهو يُعرف عنه أنه يغني باللغة الإنكليزية؟

- بل يستطيع وسام أن يغني اللونين العربي والغربي.

• هل تعتقد أن بإمكان وسام أن «ينجّم» في لبنان في حال اكتفى بالغناء بالإنكليزية؟

- كل فن جميل يمكن أن يفرض نفسه، بصرف النظر عن لونه. الفن الذي يكون فيه مستوى وإبداع، يمكن أن «يقلّع» في أي مكان. يفترض بالفنان أن يقدّم ما يناسبه وما يشعر بأنه يحقق نفسه من خلاله وينجح فيه. وسام يمكن أن ينجح باللونين العربي والغربي، بدليل أنه قدّمهما ونجح فيهما. يجب ألا ننسى أن مهنة وسام الأساسية هي التمثيل. هو بدأ في أميركا، وقدّم في لبنان مسلسلين من بطولته، والغناء ليس بعيداً عنه على الإطلاق وهو متمكن فيه، ولكنه كان يصوّر مسلسل «مثل القمر» وفي الوقت نفسه يشارك في برنامج «ديو المشاهير»، وهو كان يحفظ الأغنية خلال يومين ويؤديها بشكل متقن.

• هل تشجعه على العمل في التمثيل والغناء في وقت واحد، أم أنك تفضّل أن يثبت نفسه في مجال معين وبعدها يمكن أن ينتقل إلى مجال آخر؟

- لا شيء يمنع من أن يجمع الفنان بين مجاليْ التمثيل والغناء في آن معاً، وهذا الأمر أصبح متاحاً في أيّ مكان. كل الممثلين يغنون، وفي المسرح الغنائي مطلوب من الفنان أن يغني، ومَن لا يملك صوتاً جميلاً لا يمكن أن يقبلوه. وفي الوقت نفسه، إذا لم يكن ممثلاَ، لا يمكن أن يقبلوه، ولذلك مطلوب منه أن يجمع بين المجالين. مَن يجمع بين الغناء والتمثيل «بيكون الله بيحبوا».

• وتريد أن يكون ابنك وسام مثلك؟

- كلا، لا أريد وسام مثلي، بل أريده أفضل مني. أنا أجمع بين الغناء والتمثيل، ووسام اتجه نحو الدراما أكثر مني. أنا خضتُ تجربة درامية واحدة بعد عمر طويل من دخولي الفن، بينما اختار وسام الدراما بعمر مبكّر ولعب دور البطولة في أوّل عمل له. وهذا الأمر ليس سهلاً، وهم لم يكونوا ليفعلوا ذلك لو لم يشعروا بأنه على قدر المسؤولية.

• لا شك في أن وسام يجمع بين المضمون والشكل الجميل، كما أنه يتمتع بالقبول؟

- القبول مسألة مهمة، والناس أحبوا وسام، والباقي عليه.

• أشرتَ إلى أنك خضت تجربة درامية واحدة حتى الآن. لماذا لا تركز على الدراما كما تفعل مع المسرح الغنائي، خصوصاً أن الدراما تعيش مرحلة ذهبية في الوقت الراهن. هل لأن المسرح الغنائي هو ميدانك؟

- في حال عُرض عليّ الآن عمل درامي وأعجبني ووجدت فيه المواصفات التي ترضيني، لن أرفضه على الإطلاق. لا يمكن أن أقبل بعمل لا يعجبني 100 في المئة، وأفضّل عليه العمل في المجال الذي أحقق نفسي فيه. حتى المسرح، إذا لم يكن على قدر المستوى الذي أطمح إليه، لا يمكن أن أقبل به.

• لماذا اقتصرتْ تجربتك المسرحية على الرحابنة، ولماذا لم تقدّم المسرح الغنائي خارج إطار آل الرحباني؟

- مع مَن مثلاً!

• روميو لحود؟

- وكم يبلغ عدد المسرحيات التي قدّمها!

• أخيراً قدّم مسرحية «بنت الجبل»؟

- هو قدّم مسرحية واحدة، وأنا كنتُ مرتبطاً بعمل آخر. وحتى لا يوجد لي دور مناسب فيها.

• وهل من أعمال أخرى للفترة المقبلة، بالإضافة إلى المسرحية؟

- أنا بصدد البحث عن أغنية «سنغل».