لقاء / «لن أفصح عن تفاصيل خطبتي القريبة... أخشى الفشل كالمرة السابقة»

بلقيس فتحي لـ «الراي»: خففت «الكيك بوكسنغ»... ولا أضرب بيدي أو لساني!

1 يناير 1970 12:55 م
الجمهور الكويتي الذويق والسميع أنجح حفلتي في «فبراير الكويت»

أنا... «حمالة الأسية»!
ترى نفسها «حمالة الأسية» في نشاطها الفني، كما تعتقد أنها صارت مع السنوات أكثر نضجاً من قبل، وترفض الكشف عن تفاصيل خطبتها الوشيكة خشية الفشل!

إنها المطربة الشابة بلقيس فتحي التي حققت أصداءً عالية في حفلها الأخير، قبل أيام، ضِمن فعاليات «فبراير الكويت»، لكنها لم تستأثر بالنجاح لنفسها، بل نسبته إلى الجمهور الكويتي واصفةً إياه بـ «السميع والذويق».

«الراي» انتهزت فرصة وجود بلقيس في الكويت، وحاورتها بشأن فوزها بلقب «أفضل مطربة للعام 2015» من شركة «أبل» عن ألبومها الغنائي الأخير.

بلقيس فتحي تحدثت عن تخفيفها من ممارسة رياضة «الكيك بوكسنغ» بسبب مشاغلها، لافتة إلى أنها مسالمة جداً، ولا تضرب أحداً بيدها أو حتى بلسانها. كما أماطت اللثام لـ «الراي» عن ظروف الانفصال المهني بينها وبين مدير أعمالها السابق راشد السعيد، مؤكدةً أن الصداقة والأخوّة لا تزالان باقيتين بينهما، وتطرقت إلى جديدها الغنائي، وإمكانية أن تقتحم مجال التمثيل، متنقلةً بصراحةٍ شفيفةٍ بين قضايا ومواقف عدة في الحياة والفن... أما التفاصيل فنسردها في هذه السطور:

• قبل أيام كانت لك مشاركة في حفلات «فبراير الكويت».. هل كانت ناجحة في تقديرك؟

- ناجحةً بامتياز، في ظلّ وجود الجمهور الكويتي الذي أعتبر شهادتي فيه مجروحة، لأنه ذوّيق وسمّيع وطربي من الدرجة الأولى، وخلال غنائي لمست فيه الحماس المتواصل، ووجوده بهذه الصورة داخل الصالة «كان يريح الخاطر والبال»، الأمر الذي جعلني أؤدي وصلتي الغنائية بنجاح ومتعة.

• ختامُ وصلتك كان مع الأغنية الوطنية «هنا بيان»، ولوحظ أن الجمهور كان يرددها معك، على رغم أنها لا تزال جديدة... هل توقعت ذلك؟

- منذ صدور «الفيديو كليب»، وبعد كل التعب والمجهود الذي بذله القائمون على العمل من دون استثناء شعرتُ بأن الجميع بات يتداولها في كل وسائل الإعلام الاجتماعي، لذلك كانت الصالة كلها متفاعلة مع الأغنية، وتغني وتصفق بينما ترفع علم الكويت عالياً. وأتوقع أن الأغنية لامست وجدان الجمهور الكويتي كثيراً، بسبب ما تضمنته كلماتها من أماكن لها ذكريات في مخيلتهم، فشعروا بالانتماء إليها.

• ما السّر في التعاون الدائم مع المخرج الكويتي خالد الرفاعي في ظلّ وجود مخرجين شباب مبدعين على نطاق منطقة الخليج العربي؟

- جودة الصورة التي يمنحني إياها المخرج خالد الرفاعي متميزة جداً، والأفكار التي يطرحها دوماً تنال إعجابي، وأشعر بأنه يستطيع أن يفهمني جداً.

• قبل فترة أصدرتِ ألبوماً غنائياً في «I Tunes» وحقق نجاحاً كبيراً.. هل توقعتِ النجاح؟

- قبل إطلاقي أي ألبوم أعيش في حالة من القلق، وفي حينها لا يمكنني التكهن إن كان سينجح أم سيفشل، لكنني أدعو الله دوماً أن يعجب الناس «بقدر التعب اللي تعبتُه». والحمد لله، ما رأيته منذ بداية نزول الألبوم، أنه يحقق النجاح، ونسب الشراء عالية جداً، وقد أحرز المركز الأول لأعلى نسبة شراء في «I Tunes» على مدار أربعة أسابيع، كما أنني مُنحتُ لقب «أفضل مطربة للعام 2015» من قبل شركة «أبل» المشرفة على «I Tunes»، وهذا كله جعلني أشعر بأن ما أقدمه يُرضي شريحة واسعة من الناس، وهنا لا أخفي عليك أنني كنت متخوفة من عدم نجاح الأغاني الكلاسيكية مثل «تاج» و«ما دريت»، لكنها نجحت.

• هل تعتقدين أن نجاح الألبوم عبر«I Tunes» بدرجة أفضل مما لو طُرح في «CD» يرجع إلى تعلّق جيل الشباب بـ «السوشيال ميديا»؟

- لا شكّ في ذلك، كما أنني لن أقول لك إن الـ «Social Media» بدأت تقلل أو تقلّص من وجود الـ «CD». صحيح أنه لا يزال موجوداً، لكن لو نظرنا إلى الطريقة الأسهل لنا كمستخدمين لرأينا أن الحصول على أي أغنية جديدة عن طريق شرائها من متجر «I Tunes» من دون الحاجة إلى الذهاب لأي تسجيلات، كما هي الحال عند شراء «CD» ومن ثمّ سماعة في السيارة التي يجب أن يتوافر بها «CD PLAYER».

• إلى مَن تستمعين، عادةً، خلال قيادتكِ السيارة؟

- غالباً عندما أقود سيارتي أستمع إلى أغاني فنانتين طربيتين على مستوى عالٍ، هما فيروز وجوليا بطرس.

• بعد الانفصال المهني - الفني عن مدير أعمالك السابق راشد السعيد، هل من خلاف بينكما؟

- لا أحب إدخال العاطفة في عملي، لذلك طلبتُ من راشد الانفصال الفني ودياً من دون مشاكل والحفاظ على علاقتنا الأخوية، خصوصاً أنني أعتبر شقيقه الفنان فايز السعيد بمنزلة الأب الروحي لي، مع وجود علاقة عمل مستقبلية سواء في أعراس أو حفلات، لكن بشرط أن تمر عن طريق مديرة أعمالي.

• لكنك إلى الآن لم تفصحي عن السبب وراء الانفصال؟

- في الآونة الأخيرة بات راشد السعيد منشغلاً كثيراً بتعهدات إحياء الأفراح على نطاق الخليج العربي لكثيرمن الفنانين، وهذا جعله يهمل إدارة أعمالي، ويتوانى في حضور العديد من حفلاتي الغنائية في عزّ حاجتي إليه، وربما كان السبب في هذا الإهمال أن التعهدات تدرّ عليه أموالاً كبيرة، وإن كان عملي في المقابل يدرّ بدوره أموالاً ضخمة.

• ما الذي تغيّر في شخصيتك بعد انتهاء العمل بينك وبين مدير أعمالك راشد السعيد، وانتقال المهمة إلى ريم اليوسف؟

- في السابق كان كلّ شيء في يد مدير أعمالي السابق راشد السعيد، لكن اليوم أصبحت أكثر نُضجاً من السابق، وعلى سبيل المثال أضحيتُ أفضّل إحياء حفلتين غنائيتين أو حفلة واحدة في الموسم الواحد، على أن تكون هي الـ «Top» على أن أُحيي أربع حفلات ليست بالمستوى الذي أطمح إليه، وتكون بهدف الحضور فقط.

• لكنك لا تزالين تعملين مع فريق عمل متكامل من حولك؟

- هذا صحيح، لذلك أوليتُ مهمة إدارة الأعمال، كما تعلم، إلى الرائعة ريم اليوسف، هذا إلى وجود «الستايلست» سارة المهنا التي أعمل معها منذ عامين ماضيين، وأيضاً وجود فريق متخصّص في التعامل مع الوسائل الإعلامية الاجتماعية «Social Media» ومساعدة شخصية لي، وأيضاً هناك شخص مخطط إستراتيجي لعملي الفني، وآخر مختصّ في الدعاية والإعلان.

نعرف أنك كنتِ تمارسين الألعاب القتالية... هل لا تزالين تزاولينها إلى اليوم؟

- لم أعد أمارسها كما في السابق بسبب المشاغل فقلّلت من ممارسة رياضة «الكيك بوكسنغ»، وتركيزي بات منصباً على الذهاب إلى النادي الرياضي فقط.

هل من شخص معين تودّين «ضربه» مستعينة ببراعتك في لعبة «الكيك بوكسنغ»؟

- عندما أكون سائرة في طريقي وتصادفني بعض الشوائب متمثلة في أشخاص، أشعر حينها بأنني أودّ أن أقول لهم: «وخِّروا خلوني أمشي»، وللعلم أنا مسالمة جداً، ولا أضرب أحداً بيدي أو حتى بلساني، لكن عندما أريد إثبات وجهة نظري في أمر ما، تراني أجتهد وأعمل وأنجح فيه لأثبت للجميع ما أريد قوله. وللعلم منذ أن ظهرتُ على الساحة وحققتُ النجاح هناك الكثيرون قالوا: «على إيش كل هذا، ما تستاهل كل هالنجاح الجماهيري»، وهو الأمر الذي رددت عليه من خلال فنّي عبر دعم ومساندة جمهوري على نطاق الخليج والوطن العربي.

• هل إلى الآن تشعرين بالضيق والحزن من ذلك الكلام؟

- لا أنكر أنه في السابق كان يضايقني، لكنه اليوم لم يعد يؤثّر فيّ بتاتاً، ولا يمكن استفزازي لأخرج عن طوري بأي سؤال كان، سواء في مؤتمر صحافي أو حتى حوار، وفي حال طُرح عليّ سؤال لم يعجبني أرفض الإجابة بكل بساطة طالبةً تغييره، لأنني في حال أجبت عنه سيكون ردّي حينها قوياً «وراح يزعّل الطرف الثاني بنفس مقدار قوة السؤال، وأحياناً أكثر».

• هل أنتِ شخص متعب في العمل؟

- إطلاقاً لستُ متعبة، بل أنا «حمّالة الأسيّة» في كل أعمالي، ففي أصعب الظروف تراني أقف على خشبة المسرح أضحك وأغني بكل طاقتي، ولو علمت الحقيقةَ لعرفتَ أنني تعرضتُ لـ «كارثة» قبل دقائق، مثل أن «ينشق فستاني» قبل الحفلة مباشرة.

• وهل حصل الأمر فعلاً؟

- نعم حصل مرتين، ففي إحدى المرّات وقبل صعودي الخشبة في إحدى حفلاتي انشق فستاني من الخلف ناحية السحّاب، وبسرعة تداركتُ الأمر مع والدتي ومساعدتي الشخصية اللتين أنقذتاني، إذ بادرتا بخياطة السحاب بالكامل، وساعدني على عدم ظهور الأمر أن الفستان كان أسود، ووقفتُ على الخشبة كأن شيئاً لم يكن، وغنّيت لجمهوري الغالي.

• أعلنتِ عن وجود مشروع خطبة، وأن الحبيب موجود... حدثينا عن الأمر؟

- أتمنى أن تُتوَّج هذه العلاقة الأهلية بالزواج القريب، لكنني لن أصرّح بأي تفاصيل ريثما تكتمل خيوط الموضوع، ويصبح رسمياً ونهائياً، لأنني لا أريد إحراج نفسي في حال عدم إتمام المسألة، كما حصل في المرة الأولى، عندما لم تتكلل بالنجاح.

• أنتِ تمتلكين المقدرة على التمثيل وظهر ذلك من خلال الفيديو كليبات التي تشاركين فيها، ألم تفكري في خوض التجربة في مسلسل أو فيلم؟

- لا أنكر أن موهبة التمثيل موجودة لديّ، وأفضل من استغلها هم الرحابنة، هذه المدرسة التي أحبها والتي علمتني الالتزام وإتقان لغة الجسد. وللعلم لم أخض التجربة فقط لمجرد الحضور، بل كانت بالنسبة إليّ تغييراً جذرياً في عالم الغناء، وأتمنى أن تستمر هذه التجربة معهم.

• تتقنين التحدث بالعديد من اللغات واللهجات... أين تعلمتِ كل هذا؟

- من خلال المدارس لدينا في الإمارات، إذ لدينا خليط ثقافي واسع جداً تغلب عليه جنسيات مختلفة الغربية والعربية والآسيوية، وهذا ما جعلني أجيد مسألة التقاط اللغات واللهجات، حتى أصبحت متمكنة من التمييز حتى بين اللهجات المتقاربة، كالسورية واللبنانية والأردنية منذ صغري، وأصعب لكنة أتعبتني في تعلمها كانت المغربية.

لست عنيدة... وألجأ إلى والدي في الحالات الطارئة!



رأت الفنانة بلقيس أنها ليست عنيدة، لافتة إلى أنها دوماً تستشير من حولها. لكنها في المقابل أشارت إلى أنها قد ترى خصلة العناد هذه في حالة واحدة، «عندما أكون متأكدة من أن العمل الذي يدور حوله النقاش سيحقق النجاح مليون في المئة، فهنا لا أستمع لأحد، وأنفّذ العمل وكلّي اقتناع وثقة».

وتابعت: «أن مسألة العناد تحصل قليلاً وليس دائماً، وآخر مرة عاندتُ فيها من أجل أغنية وحققت النجاح كانت مع (أمت مت)».

وأكدت أنها تلجأ إلى والدها الفنان أحمد فتحي فنيا دائماً في الحالات الطارئة والمصائب الفنية العصيبة فقط التي لا تعرف لها حلاً أو مخرجاً، «لأنه من الأشخاص الذين يفكرون بتأنٍّ وعقلانية على عكس والدتي التي تأخذها العاطفة، وصحيح أنه يعرف تماماً أنني قد أخذت خطّي الفني وأنني منطلقة فيه، لكنه في الوقت نفسه يعلم تماماً أنني لا يمكنني الاستغناء عنه، فأذهب إليه مسرعة وقائلة (بابا أبغاك تساعدني في الموضوع الفلاني)».