ر / مثنياً على الدراما الخليجية التي تقدم النقد والتحليل وإبداء الرأي
أسد فولادكار لـ «الراي»: «Halal Love» ... موضوع أساسي وحساس!
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
1 يناير 1970
02:29 م
أوزع وقتي بين بيروت والقاهرة ... وفي كل منهما أشتاق إلى الأخرى!
أصور عملاً سعودياً ... وفي القاهرة سأصور «على ما تفرج» أنهيت الجزأين 9 و10 من «راجل و6 ستات»
عملتُ مستشاراً للمسلسل الكويتي «ريال وسط الحريم»
«فيلم كتير كبير» لأبو شعيا أفضل ما شاهدت
أحب مصر وسأبقى فيها ... لأن أهلها أشعروني بأنني منهم
منذ عودته من بوسطن، حيث درس السينما، وهو في حالة نشاط فني يزداد تأجُّجاً مع الأيام. إنه المخرج وكاتب السيناريو أسد فولادكار الذي انخرط في المناخ الأكاديمي عبر تدريسه فن الإخراج في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) سنوات عدة قبل أن تضغط عليه الظروف العملية وفق الالتزامات مع مصر في العديد من المشاريع. «الراي» تحاورت مع فولادكار الذي عرفه المُشاهد العربي من خلال فيلمه الميلودرامي والمؤثر «لما حكيت مريم» (مع برناديت حديب وطلال الجردي)، وهو اليوم ينجز أعمالاً بين القاهرة (راجل و6 ستات) والرياض (مع عبدالله السدحان)، ممتدحاً الأعمال الخليجية التي تبشّر بمستقبل طيب في الحضور والفاعلية والصعود. في واحدة من فترات استراحته في بيروت كان اللقاء في مكتب «الراي»، حيث أفاض فولادكار في الحديث حول أعماله ومسيرته، لا سيما فيلمه الجديد «بالحلال»، الذي أوجد له اسماً آخر (Halal Love) ليعرضه في المهرجانات العالمية، لافتاً إلى أن موضوع الفيلم أساسي وحساس.
? فلنبدأ من فيلمك الأحدث «بالحلال» الذي عرف نجاحاً فــــي أميـــركا عبر مهرجان ساندانس، وفي مهرجان دبي، ولاحقاً في لبنان والجوار. لكن لماذا الضجة من حوله؟
- الضجة بحمد الله إيجابية، وخلال شهرين يُعرض في بيروت والعالم العربي. والنجاح الذي حققه الفيلم في مهرجان ساندانس خدمه كثيراً حيث تناولتْه كبريات الصحف الأميركية حتى قال أحد العناوين: اكتشاف الكبير في ساندانس. ولم يُكتب أي مقال سلبي عن الفيلم، بل تبارى غالبية النقاد في الإشادة بالشريط ومضمونه. وهذا يعني إمكانية كبيرة لنجاحه جماهيرياً في أميركا.
? وهل أعطيته عنواناً أميركياً؟
- «Halal Love». أو حب حلال.
? سافرتَ مع الشريط إلى روتردام في هولندا، ما انطباعك؟
- استقباله هناك كان رائعاً أيضاً؟
? ومتى سيكون عرضه الجماهيري؟
- في أبريل يُعرض في بيروت من خلال شركة الأستاذ صادق صبّاح الذي تلقى عروضاً من العرب لشرائه، وكنا عرضناه «غالا» خارج المسابقة حيث تلقاه المشاهد العربي - كما الأجنبي - باهتمام، بالرغم من أن موضوعه محصور في فئة معينة قاربناها بأسلوب يوصل الرسالة ولا يزعج أحداً. أما التوزيع العالمي، فبيع إلى شركة فرنسية تعرف كيف تسوّقه مع وجود منتج ألماني مشترك.
?هل تقارنه بفيلمك المعروف «لما حكيت مريم»؟
- هذا فيلم وذاك فيلم. الأول عمل ميلودرامي موجع، والثاني درامي وموجع لكنه كوميدي.
? هل حصل الفيلم على موافقات رقابية؟
- موافقات رسمية وغير رسمية. هو موضوع أساسي وحساس، ولم تكن هناك رغبة في الإساءة إلى أحد، وأي جانب يجرح كنا نبادر إلى تفاديه.
? متى سيُعرض عالمياً؟
- في الصيف سيُعرض في فرنسا وألمانيا وإنكلترا واليونان بموجب عقود، ويجري الاتصال حالياً خلال مهرجان برلين السينمائي لبيعه لأميركا وبقية الدول.
? سبق هذا الفيلم شريط آخر لم يُبصر النور؟
- صحيح. لقد غيّرنا اسمه مرات عدة، ولن نعرضه أبداً وطويناه، لا حظّ له في الحياة!
? سمعنا عن فيلم مع المنتج غابي خوري ولم نشاهده؟
- حصل خلاف مع الممثل أحمد الفيشاوي، لأنه يوقّع عقود أفلام مع أكثر من جهة في وقت واحد.
وبعدما وقّعنا الاتفاق معه، فوجئنا بأنه موجود في فيلم آخــــر، فألغينا العقد وأوقفنا المشروع إلى ما بعد رمضان المقبل، حيث سنعود إلى المشروع مع فريق جديد. عنوان الفيلم «على ما تفرج»، أنا وضعــــت الســيناريو، وكتب الحوار كاتــــب مصــــري ثم أعطيناه لثالث كي يضيف الإفيهات الشبابية.
? هل تكيفتَ مع المناخ والـ «سيستم» المصري؟
- الوافد من لبنان يكون قابلاً للانسجام مع أصعب الظروف.
? ومَن سيلعب دور الفيشاوي؟
- لم نختره بعد. لكن طُرح حمادة هلال.
? ماذا عن التلفزيون؟
- أنهيتُ الجزأين التاسع والعاشر من «راجل و6 ستات».
? مع الفريق نفسه؟
- التبدل فقط مع الذين تتبدل أعمارهم، والفريق على حاله، أما الفريق التقني فتغيّر لأن المعدات تغيّرت.
? أين صورت؟
- في استوديو العزبة بالقاهرة، وكانت النتيجة ممتازة بكل المقاييس. والحلقات تُعرض حالياً في «osn» ثم يعرض على «mbc».
? بعد حلقات «منا وفينا» التي صوّرتَها في الرياض وعُرضت في التلفزيون السعودي خلال رمضان الماضي، هل من جديد هذا العام؟
- إن شاء الله عندي هذا العام عمل سعودي، أيضاً مع الفنان عبدالله السدحان (طاش ما طاش)، وحتى الآن لم يتقرر بعدُ نص العمل.
? من خلال تجربتك مع السعودية، كيف تجد المسلسل الخليجي عموماً؟
- منذ عامين كنتُ مستشاراً فنياً لمسلسل كويتي عنوانه «ريّال وسط الحريم»، وهو نسخة خليجية من «راجل و6 ستات» مع المنتج صادق صبّاح، وقد تعرَّفتُ في الرياض - كما في الكويت - على ممثلين خليجيين عديدين. هذا عالم ثانٍ نحن لا نعرفه. وقد تعلمتُ الكثير من التجربتين وصرتُ أقدر على فهم الطبيعة الخليجية وكيفية تلقي الخليجيين للأمور وحتى معرفة بعض المفردات والعبارات المحلية. وللمعلومات، إن المجتمع الخليجي أكبر من مجتمعنا المشرقي وأهمّ.
? وبأي نصيحة تتوجه إلى من لم يكتشف الدراما الخليجية بعد؟
- مشاهدة كل الأعمال الخليجية، أو ما أمكن منها للتعرف على جوانب الحياة في هذا المكان من العالم العربي، على الأقلّ كنوع من التقرب من أشقاء لمعرفة الأكثر بشأنهم حتى لا نظلّ نسمع عنهم فقط. إنهم يقدمون أعمالاً بالإمكان إدراجها تحت اسم «النقد والتحليل وإبداء الرأي» منعاً لدخول عناصر سلبية تسيء إلى هذا المناخ الجميل. وأنا أقول إن علينا مشاهدة هذه الأعمال كي تتسنى لنا معرفة أكبر عن هذا المجتمع، حتى نعرف كيف نتعامل معه من دون أخطاء قدر الإمكان. مثلما عليهم أن يفهموا مجتمعنا المغاير، نظراً لدخول الغرب على خط يومياتنا.
? هل ترى مستقبلاً جيداً لهذه الأعمال؟
- ما دام هناك العلم والمال فالأمور سهلة. أنتَ تعرف حيثيات مهرجان دبي، بدأ المهرجان واعداً واليوم هو من أهمّ المهرجانات. لقد بات يهتمّ بالإنتاج الخليجي والإفساح في المجال أمام الشباب الخليجيين لتقديم إسهاماتهم وإبداعاتهم لتطوير التجارب واختراق الحاجز الوهمي والوصول إلى كل مكان في المنطقة والعالم. حالياً هناك أفلام خليجية تتنافس وتعطي نتيجة.
? الأفلام اللبنانية الجديدة كم وجدتَها واعدة؟
- «فيلم كتير كبير» لميرجان أبوشعيا أفضل ما شاهدت.
? أنتَ تلتقي مع رأي المخرج كوبولا في مراكش؟
- أعرف أن الفيلم استحق الجائزة الأولى من مهرجان مراكش، وأن كوبولا قال الكثير عنه.
? و«شي يوم رَح فِل»، لـ ليال راجحة؟
- لم أشاهده بعد. قرأتُ عن غالبية الأفلام الجديدة، 7 أو أكثر. ومجرد وجود نية لصناعة سينمائية متميّزة أمر جيد جداً.
? هل من نية لتصوير شريط جديد في لبنان؟
- سأنتظر الفرصة المناسبة، وأنا كالعادة لا أتوقف عن الكتابة، دائماً هناك جديد بين يدي.
? أنتَ تقيم في القاهرة فترةً ثم تعود إلى بيروت؟
- عندي منزل وسيارة في بيروت، وكذلك عندي منزل وسيارة في القاهرة.
? وأين تقطن هناك؟
- في مجمع دريم لاند السكني القريب من مدينة الإنتاج الإعلامي في مدينة 6 أكتوبر.
? أنت بعيد عن القاهرة؟
- أنزل إلى القاهرة متى أردتُ، وتزورني ابنتاي (تاج، وليل). أنا في مصر لي مكان، ومصر حين تتبنى فناناً تحتضنه بالكامل. أنا أحب هذا البلد، وسأبقى فيه لأن المصريين أشعروني بأنني منهم. وصدقني عندما أكون في بيروت أشتاق إلى مصر، وفي القاهرة أشتاق إلى لبنان.
? من أصدقاؤك هناك؟
- غابي خوري، أشرف عبدالباقي، سامح حسين، وآخرون من خارج الوسط الفني.