ميونيخ... «رعد الشمال»... حلب وحرب عالمية

سورية أمام سيناريو الـ «ألمانيّتيْن»... أو «أفغانستان - 2»؟

1 يناير 1970 07:20 ص
عبد الله بو حبيب:

لا أعتقد أن هناك حرباً عالمية ثالثة... لكنّ ستكون هناك حرب شرق أوسطية كبيرة إذا دخلت القوات العربية الحرب

رياض طبارة:

روسيا تريد إيجاد منطقة آمنة في شمال غربي سورية تكون موطئ القدم الوحيد لها في الشرق الأوسط

رياض قهوجي:

التدخل السعودي ـ التركي سيوجِد واقعاً جديداً ويجبر الطرف الآخر على إعادة حساباته

نزار عبد القادر:

أستبعد أي تدخل برّي من التحالف الذي ترأسه السعودية أو من تركيا إذا لم يكن محمياً بمظلة أميركية
طرح تحذير رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من حرب عالمية ثالثة في حال دخول قوات إسلامية براً إلى سورية، تساؤلات حول جدية هذا الخطر الذي قد تنطلق شرارته من الشرق الأوسط إلى العالم ولا سيما مع إعلان السعودية تنفيذ أكبر مناورات تشهدها منطقة الشرق الأوسط في تاريخها تحت عنوان «رعد الشمال» بمشاركة قوات من 20 دولة إلى جانب قوات «درع الجزيرة»، استعداداً لدخول الحرب السورية ومحاربة «داعش». وفيما سارعت طهران إلى التحذير من أن هذا التدخل سيكون «انتحاراً»، وهدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم "المعتدين" بالعودة بـ «صناديق خشبية»، أكد الناطق باسم قوات التحالف العربي أحمد عسيري أن "قرار السعودية الدخول في حرب برية في سورية لا رجعة عنه". وكل ذلك جاء على وقع تبني مجموعة دعم سورية في اجتماعها بميونيخ بياناً نص على وقف إطلاق النار وحل القضايا الإنسانية، في حين تتواصل العمليات العسكرية من تحالف روسيا ـ إيران ـ نظام الأسد ضدّ حلب.«الراي» حملت الأسئلة التي ترتسم جراء التطورات المتسارعة على الجبهة السورية والمخاوف من انزلاق سورية الى سيناريو يجعلها «سوريتان» على غرار الـ «ألمانيتيْن» بعد الحرب العالمية الثانية او ان تكون "افغانستان - 2"،إلى عدد من الديبلوماسيين والخبراء العسكريين، وكانت القراءات الآتية:

سفير لبنان السابق في واشنطن عبدالله بو حبيب، رأى أن مقررات مؤتمر ميونيخ هي في نتيجتها بمثابة "عدم فشل" أكثر مما هي إيجاد حلّ للأزمة السورية، أكان بالنسبة الى مشكلة المساعدات للقرى والبلدات المحتاجة لها أم الى وقف إطلاق النار"، قائلاً: "لم أرَ أي شيء حسي أقنعني أن بالفعل هناك إمكانية لوقف إطلاق النار. إنهم يتكلمون عن مساعدات من الجو ما يعني أن الحرب مستمرة. لكن الجهود لتنفيذ المقررات ما زالت قائمة".

ولفت رداً على سؤال إلى أن "التحالف الدولي يتمحور في غالبيته حول الولايات المتحدة"، موضحاً انه "في أول أسبوعين دخلت معها دول الخليج العربي، لكن التحالف بات اليوم يرتكز في شكل أساسي على الولايات المتحدة وبعض الفرنسيين والبريطانيين من وقت إلى آخر".

أضاف: "هذا في الجو. أما براً أي على الأرض، فأعتقد أن الرئيس باراك أوباما قد يرسل فرقاً للتدريب والمساعدة على مستوى الطيران، لكنه لن يرسل قوات برية إلى العراق أو سورية ليحارب داعش على الأرض"، مشيراً إلى أن "المنطق الأميركي يقول انه إذا كان لدى العرب إمكانية فليدخلوا ونحن نساعدهم من الجو، كما هو الحال (في سورية) بين الروس والسوريين والإيرانيين وحزب الله".

وعن "رعد الشمال" وإعلان السعودية القيام بمناورات وامكان الدخول إلى سورية، أجاب: "إذا لم يدخل الأميركيون براً لن يحدث شيء، والأميركيون لن يدخلوا".

وعمّا إذا كان بالإمكان اعتبار مؤتمر ميونيخ بمثابة استراحة بين عاصفتين، قال: "ما من إعلان لوقف إطلاق نار، لذا ما من استراحة".

أما عن تحذير مدفيديف من حرب عالمية ثالثة، أجاب: "لا أعتقد أن هناك حرباً عالمية ثالثة، ولكن هناك حرباً شرق أوسطية كبيرة في حال دخلت القوات العربية، الحرب".

وفي ما يتعلق بمستقبل الأوضاع في سورية، قال بو حبيب: "لم أرَ بعد بداية الحل، إذ إن تصريحات كل فريق ما زالت تشير إلى رغبته بالسيطرة على الآخر. وما من بشائر أو بداية لحلّ لا من المعارضة ولا من الحكومة ولا من القوى الإقليمية"، معرباً عن اعتقاده أن "القوى الدولية جاهزة أكثر من القوى الإقليمية والمحلية للسلام لأنها لا تريد الإنخراط في المنطقة". واستبعد امكانية انفجار حرب بين السعودية وإيران تدور رحاها في المنطقة.

رياض طبارة

من جهته، اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة "أن لدى الروس هدف من العملية العسكرية التي يخوضونها حالياً وهو إيجاد منطقة آمنة في شمال غربي سورية، وقد أسسوا فيها قواعد حربية وأقاموا معاهدة مع النظام لا أفق زمنياً لها لإنشاء هذه المنطقة التي يستطيعون جعلها موطئ قدم في الشرق الأوسط، وهو الموطئ الوحيد لموسكو في المنطقة، ولكن روسيا لا تريد أن تعْلق في حرب طويلة لأن اقتصادها لا يسمح بذلك وهناك تخوف من الغرق في وحول طويلة الأمد، وبالتالي عليهم الانتهاء منها بسرعة".

ولفت إلى أن "الروس أعلنوا في اجتماع ميونيخ أنهم يزمعون وقف العملية العسكرية في أول مارس، وكأنهم يحاولون أخذ الوقت الكافي لتحقيق القسم الأكبر من هذا المخطط"، متوقعاً أن "تكون هذه المرحلة صعبة جداً على حلب والسوريين، لأن الروس سيستخدمون كل ما لديهم من قوة لتحقيق المنطقة الآمنة التي يعملون عليها". وقال: "أتصور أن مؤتمر ميونيخ لم يغيّر الأمور بالنسبة إلى روسيا، فهي لا تزال على قرارها باتخاذ موطئ قدم، ولديها مهلة حتى آخر الشهر الجاري لتحقيق هذا الهدف. والأميركيون ما زالوا يترددون ويترددون. لذا أتوقع أن يكون الأسبوعان المقبلان حرباً شعواء من الروس لتحقيق هذا الهدف".

ورأى "ان السؤال الكبير ماذا ستفعل القوى المضادة لمواجهة هذه الهجمة الروسية وهذا المخطط الروسي"؟ معتبراً أن "تخوف روسيا هو من هجمة مضادة كما حصل قبل زمن في أفغانستان، حيث أوجد تدخل الأميركيين يومها، وفق نظرية الاحتواء،"ستاتيكو"على الأرض أجبر الروس حينها على الانسحاب من أفغانستان".

اضاف: "تَخوُّف روسيا اليوم هو من إعطاء المعارضة أسلحة نوعية، ولا سيما صواريخ ستينغر التي تسقط المروحيات، بما يوفّر حال "ستاتيكو" لا يستطيع أن يحسمها الروسي. لذا فإن الخوف الكبير لروسيا هو من الدخول في مستنقع، لأن ليس بإمكانها اقتصادياً الدخول في حرب طويلة. وأعتقد أن الكلام عن دخول السعودية على الخط لا يعني دخولها بجيش مشاة، بل بقوى خاصة وأسلحة متطورة أو على الأقل مضادة للمروحيات والطائرات حمايةً نفسها. من هنا فإن ما تخشاه روسيا هو دخول قوى حليفة لأميركا تستطيع أن تُدخل هذه الأسلحة وتعيد التوازن العسكري على الأرض".

وأكد أنه "ستكون هناك مؤازرة أميركية للخطوة السعودية"، مذكّراً بـ "ترحيب وزير الدفاع الأميركي بأي تدخل سعودي"، قائلاً: "بالتأكيد هناك تنسيق. وقد لا تدخل القوى السعودية وحدها، بل تشترك معها دول عربية أخرى وتركيا. المهمّ أن تكون هناك قوى خاصة موجودة داخل سورية ولديها أسلحة متقدّمة للدفاع عن نفسها، وإدخال هذه الأسلحة في شكل مضبوط وتغيير موازين القوى على الأرض".

وعن تحذير مدفيديف، أكد أن "ما من حرب عالمية ثالثة، لأن روسيا لن تَدخل في حرب عالمية ثالثة مع الولايات المتحدة، فهي لا تزال دولة ضعيفة واقتصادها ضعيف لا سيما مع انخفاض أسعار النفط، وبالتالي ليست لديها القدرة الاقتصادية التي تسمح لها بالدخول في حرب عالمية ثالثة ولا القدرة العسكرية. ولذا أعتقد أنه إذا تغيّرت موازين القوى على الأرض ستأتي روسيا إلى الطاولة وتطلب حلاًّ ما للمشكلة، وإلا تنسحب". وقال: "لا أتصور أن الحل السياسي كان له حظ"، معتبراً أن "ما من مقومات متفَق عليها للوصول إلى حل سياسي، إذ لا يمكن القيام بحل سياسي على فراغ"، معتبراً أن "دي ميستورا أخطأ في شكل كبير عندما أتى بهم (الأطراف المتنازعة) إلى جنيف من دون أن يكون بينهم أي قاسم مشترك لبدء المفاوضات".

وختم: "طبيعة اجتماع ميونيخ هو وجود جهة تحاول أخذ الوقت الكافي لتحقيق هدفها وهي روسيا، والجهة الأخرى تسعى الى تقريب مدة التدخل لتغيير موازين القوى على الأرض"، مشيراً إلى أنه سيَظهر "خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة إذا كانت روسيا ستستطيع تحقيق هذا الهدف، وهل سيتدخل التحالف الغربي مع السعودية في الوقت المناسب لوقف هذه الهجمة ومنْع روسيا من الوصول إلى تحقيق هذه المنطقة الآمنة".

رياض قهوجي

بدوره، أكد المدير التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي تعليقاً على ما انتهى اليه مؤتمر ميونيخ، أن "علينا الانتظار، فإلى الآن لا تفاصيل كثيرة معلَنة عن هذا الاتفاق ومضمونه ليرى المرء إمكانات نجاحه"، لافتاً إلى أن "العمل العسكري هو في نهاية الأمر استكمال للعمل السياسي، وإذا كانت الإرادة السياسية متوافرة لإنجاح وقف إطلاق النار ستتم التسوية ويتوقف إطلاق النار، أما إذا كانت التطلعات السياسية لا تزال غير جدية في هذا الموضوع، فسيكون ما تم الاتفاق عليه مجرد حركة علاقات عامة".

وأضاف: "علينا ألا ننسى أن مؤتمر ميونيخ هو مؤتمر دولي وهناك جهات دولية وعربية عدة تراقبه، وتالياً ليس من مصلحة أي طرف أن يظهر على أنه معترض على وقف إطلاق النار. فالجميع يريدون أن"يسايروا". والمهم بعد مؤتمر ميونيخ إذا كان هناك قرار سياسي جدي بوقف إطلاق النار، وحينها سنرى تطبيقاً لهذا القرار".

أضاف: "الهيئة العليا للمفاوضات من جانب المعارضة هي التي تطالب منذ البدء بوقف إطلاق النار ورفْع الحصار كي تسهل عملية المفاوضات"، لافتاً إلى أن "من الصعب أن تجري مفاوضات في شكل ناجح خلال العمل العسكري، والمؤشرات الميدانية حتى الآن تدلّ جميعها على أن النظام والجانب الروسي لديهما ثقة مرتفعة بقوّتهما العسكرية".

ورأى انه "ما دام هناك طرف قادر على تحقيق إنجازات عسكرية على الأرض وفرْض أمر واقع جديد، لا يكون عادة من مصلحته وقف العمل العسكري إلا عندما يصل إلى وقت يجد فيه أنه لم تعد لديه قدرة على إنجاز أي جديد ميدانياً، فيحاول ترجمة الإنجاز العسكري إلى نصر ومكاسب سياسية"، مضيفاً: "لا أرى أن الطرف الروسي والنظام في هذا الموقف اليوم، بل يعتقدان أن بإمكانهما تحقيق إنجازات عسكرية أكثر، ولذا لا أعتقد أن من مصلحتهما حالياً الدخول في عملية مفاوضات جدية".

وعمّا إذا كان للتحالف الإسلامي القدرة على إحداث تحوّل على الارض، أجاب: "هذا الأمر يتوقف على حجم العمل العسكري المتوقَّع. إن تدخلاً برياً في شكل جدي وكبير سيؤدي طبعاً إلى تغيير كبير في موازين القوى على الأرض. ومن هنا نجد الخشية الكبيرة من طرف روسيا وايران والنظام ومهاجمتهم في شكل كبير حتى للكلام عن إمكان تدخل بري. فهم يعلمون أن هذا التدخل سيغيّر كل مخططاتهم الحالية في المنطقة، وهم يستغلون التردد الأميركي والانكفاء الغربي وانقلاب الرأي العام الدولي الكبير على موضوع دعم المعارضة نتيجة تغلغل الحركات الإرهابية في المعارضة السورية. وهذا كله أتاح لمحور روسيا ـ إيران ـ النظام الانفراد عسكرياً بالساحة السورية وتحقيق هذه الإنجازات الكبيرة وإعادة قلب موازين القوى لمصلحة النظام ضد المعارضة"، معتبراً أن "تدخلاً سعودياً ـ تركياً برياً بالشكل الذي يحكى عنه سيوجِد بالتأكيد واقعاً جديداً وسيجبر الطرف الآخر على إعادة حساباته من جديد".

وأكد أن "لدى المملكة امكانية للقيام بهذه الخطوة، فمن الناحية العسكرية والمالية لديها القدرات. والحلفاء الموجودون معها في هذا التحالف هم كلهم قوى عسكرية يعرف الجميع إمكاناتها، وبالتالي إذا كان هناك تحالف فعليه يضمّ السعودية وتركيا والأردن والمغرب ومصر في عمل عسكري موحد فسيفرض هذا الأمر واقعاً جديداً جداً على الساحة السورية وسيجبر الطرف الآخر على إعادة حساباته كلياً".

واعتبر أن تحذير مدفيديف يأتي في إطار "التخويف"، مذكّراً بأن "مَن يدعم النظام عسكرياً هما إيران وروسيا، وبالتالي إذا وقعت الحرب ستكون بين دول التحالف والتي هي غالبية دول العالم (50 دولة عضو في التحالف ضد"داعش") مقابل دولتين ونصف (إيران وروسيا والنظام السوري). وإذا كان باعتبار روسيا وإيران أن هذا الأمر يسمى حينها حرباً عالمية، فهذا يعني أنهما تريدان وضع نفسيهما ضمن هذا الوصف"، سائلاً: "هل باتت مصالح روسيا في سورية تصل إلى حد استعدادها لخوض حرب مع المجتمع الدولي كله لإبقاء هذا النظام"؟

وتابع: "هذه علامة استفهام كبيرة حول تصريح مدفيديف، فهل الروسي مستعدّ للتضحية بالسلم الدولي والدخول في حرب عالمية فقط لإنقاذ النظام السوري؟ هناك ما هو مستغرب في هذا الكلام".

وعن الخشية من أن نصبح أمام سوريتين، واحدة في عهدة التحالف الدولي، والأخرى تحت سيطرة ايران وروسيا ونظام الأسد، أجاب: "هذا ما بات واقعاً على الأرض أصلاً، إذ هناك تحالف قائم من قبْل يحارب"داعش"بعمليات جوية، وكانت هناك دعوات له ليتحول إلى عمليات برية. وهناك تحالف آخر يدّعي أنه يحارب داعش، لكن الواقع على الأرض يثبت أنه في صدد إنقاذ النظام ومحاربة المعارضة السورية".

ولفت إلى أن "الخوف من الجانب الآخر هو أن يدخل هذا التحالف الإسلامي برّاً ويغيّر المعادلة القائمة"، معتبراً أن "دخول قوّات التحالف برّاً يطوّر هذا الواقع الموجود، بحيث تصبح قدرات الطرف الروسي بالسيطرة الكلية على الأرض غير متوافرة".

نزار عبد القادر

اما الخبير العسكري العميد المتقاعد في الجيش اللبناني نزار عبد القادر، فوصف مؤتمر ميونيخ وما نتج عنه بأنه بمثابة "شيك بلا رصيد"، قائلاً: "يبدو أن العملية الروسية والهجوم البري السوري ـ الإيراني مستمرّان في أرياف حلب، ولذلك أرى أن كل ما صدر عن ميونيخ حبر على ورق وقد لا يُترجم في الواقع بفعلٍ على الأرض".

ورأى أن "محور النظام الإيراني ـ الروسي ما زال مصمماً على إحداث تغيير دراماتيكي في الخريطة العسكرية في ريف حلب ومن ثم قد يكون داخل حلب، لذلك يبدو على الأقلّ أن القرار الروسي ـ الإيراني مصمم على البحث عن حلّ عسكري يعطي النظام الأرجحية في تسوية سياسية قد تكون حصة المعارضة فيها بعض وزارات بدل أن تكون بالواقع تهيئة لمرحلة انتقالية تمهّد لذهاب بشار الأسد، ومن هنا فإن الوضع مفتوح في الواقع على تطورات دراماتيكية تهدد كل عملية جنيف وتهدد أيضاً إمكان البحث عن تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254".

واستبعد عبد القادر "حصول أي تدخل برّي سواء من التحالف الذي ترأسه السعودية أو من تركيا في الأراضي السورية إذا لم يكن محمياً بمظلة أميركية سواء في تأمين الحماية الجوية اللازمة لهذا التدخل أو بالمشاركة الأميركية الأوروبية البرية ضمن هذه القوات التي ستدخل إلى سورية".

وعن تحذير مدفيديف، قال: "يبدو في رأيي أن كل الرسائل الروسية تحاول إثارة نوع من الشكوك في إمكان نجاح أي تدخل، لأن مثل هذا التدخل سيقود إلى توسيع الحرب التي قد تتحول إلى مواجهة بين قوى خارجية ولا سيما إذا صارت المواجهة بين الطيران الروسي والطيران التركي أو السعودي في سماء المنطقة. وأعتقد أن روسيا تحذّر وليس ذلك من باب القول إن الحرب وشيكة أو إن الحرب العالمية ممكنة لكنها نوع من التحذير السياسي، حيث تعتبر أن التهديد بالحرب وتوسيع الحرب هو أفضل وسيلة لاتقاء حدوث مثل هذه الحرب الواسعة".

وعن الخشية من أن نصبح أمام سوريتين، أجاب: "من دون شك هذا هو الواقع على الأرض قبل توسيع الحرب. فهناك صراع دولي وإقليمي على سورية وثمة في الواقع مناطق نفوذ لهذا المحور ومناطق نفوذ لذاك المحور. ولا أعتقد، رغم كثافة القصف الروسي وازدياد عنف الهجوم الذي يقوده النظام مع القوات الإيرانية وحلفاء ايران، أن هذا سيؤدي في الواقع إلى انتصار عسكري لهذا المحور. فهو قد يؤدي إلى تحسين وضعٍ على الأرض، لكنه لن يفضي إلى انتصار عسكري حاسم. من هنا أعتقد أنه لا يمكن حل الأزمة إلا من خلال البحث عن حل سياسي ديبلوماسي، لكن لا أظنّ أن ظروف مثل هذا الحل نضجت حتى الآن لأنه عندما تنضج هذه الحلول يجب أن يكون الطرفان ـ سواء النظام وحلفاؤه أو المعارضة - قد أصيبا بنوع من الإنهاك العسكري والسياسي الكامل".