حلقة نقاشية في «GUST» حول تداعيات الغزو العراقي وذكرى التحرير

سيليمان: ملتزمون أمن الكويت والخليج في مواجهة أي تهديدات

1 يناير 1970 07:25 ص
غنيم: اقناع الرأي العام بأهمية التدخل العسكري كان أهم الصعوبات أمام الإدارة الأميركية

سفير الكويت في واشنطن الشيخ سعود الناصر بذل جهوداً حثيثة لتبيان ضرورة الحل العسكري

انتقلت للطائف مع الحكومة الكويتية خشية اعتقال أعضاء البعثة الديبلوماسية من قبل قوات صدام
شدد السفير الأميركي لدى البلاد دوغلاس سيليمان على التزام الولايات المتحدة الأميركية بأمن الكويت ودول الخليج وحرصها على دعمهم في مواجهة أي تهديدات إيرانية محتملة، موضحا أن الكويت تساهم في أمن واستقرار المنطقة.

وأشار سيليمان في رده على سؤال خلال الحلقة النقاشية التي أقامها مركز الكويت للدراسات العالمية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا «GUST»، مساء أمس الأول بعنوان «تداعيات الغزو العراقي وذكرى تحرير الكويت» وبمشاركة عبر سكايب من السفير الأميركي الأسبق والأستاذ الحالي بجامعة جورج واشنطن إدوارد غنيم، إلى أن «العلاقات بين البلدين تأخذ أشكالا مختلفة عما كانت عليه في السابق حيث تتنوع القضايا ذات الاهتمام المشترك ومجالات التعاون»، مؤكدا «سعي الولايات المتحدة الأميركية الدؤوب لمساعدة الكويت على استشراف افاق التقدم والازدهار».

وذكر أن «الشعوب عادة ما تتعلم من الحقب الصعبة في تاريخها وتخرج بدروس مستفادة تكون بمثابة دافع للتطور والتقدم»، لافتا إلى أن «تطوير الاقتصاد بصورة فعالة عملية ليست باليسيرة وتحتاج إلى وقت طويل وتتطلب جهدا ومثابرة».

ولفت سيليمان إلى أن «قدرة الرئيس بوش الأب الكبيرة وبراعته في تحديد أهداف التدخل العسكري لتحرير الكويت كانت أحد ابرز العوامل في كسب تأييد الرأي العام له، حيث كان مُصرا على تحرير الكويت من الاحتلال العراقي».

بدوره ، تحدث السفير الأميركي الأسبق لدى الكويت ادوارد غنيم عن ذكرياته لدى وصوله للكويت بعد ايام قليلة من التحرير في الاول من مارس، بطائرة مروحية هبطت في مواقف السيارات في مقر السفارة الأميركية القديم والكائن بمنطقة بنيد القار، موضحا أن «المنظر كان صعبا حيث كان حطام الآليات العراقية في كل مكان و بعض المدرعات كانت ما زالت مشتعلة».

وأشار إلى أن «الشوارع المحيطة بالسفارة كانت مكتظة بالكويتيين الذين يلوحون بأعلام الكويت وأميركا وكان صوت اليباب من النساء هو الأكثر ملاحظة تعبيرا عن سعادتهم»، موضحا أنها «لحظات لا تنسى حيث كانت سعادة الناس لا توصف بتحرير الكويت وعودة الحق لأصحابه».

وذكر غنيم أنه اختير سفيرا لبلاده في الكويت في ربيع عام 1990 قبل الغزوة العراقي إلا أن اعتماده قد تأخر الى ما بعد الاحتلال، كاشفا أن «هذه الفترة شهدت توترا وقلقا كبيرا بين صفوف الكويتيين على مستقبل بلادهم».

وشدد على الرفض القاطع للرئيس الأميركي جورج بوش الاب للخضوع لضغوط صدام حسين من خلال اللعب على ورقة السفارة خشية أن يتم اعتقال اعضاء البعثة الديبلوماسية، لذلك انتقلت للطائف مع الحكومة الكويتية الشرعية.

وعن أهم الصعوبات التي واجهت الادارة الأميركية في هذا الوقت، قال غنيم «ان اقناع الرأي العام الاميركي بأهمية التدخل العسكري لتحرير الكويت كان أهم الصعوبات»، مشيرا إلى «جهود الرئيس الأميركي جورج بوش الأب لمواجهة الاعتراضات على التدخل العسكري حيث كان السؤال الشائع لماذا نرسل قواتنا لبلد آخر ولكنه تغير بعد تأكد الشعب الأميركي من الممارسات الوحشية للقوات الاحتلال من تعذيب وأسر وقتل، فضلا عن توضيح الرئيس وشرحه لتفاصيل فشل الجهود الديبلوماسية التي بذلت من أجل حل الأزمة بالسلمية بالتعاون مع الأمم المتحدة نظرا لعدم تعاون الجانب العراقي، ومع بداية أكتوبر تغيرت قناعة الرأي العام أنه لا يمكن أن نفعل شيئا حيال تحرير الكويت دون اللجوء للعمل العسكري».

وأشاد غنيم بسفير الكويت في الولايات المتحدة الشيخ سعود الناصر «الذي بذل جهودا حثيثة في اقناع الرأي العام بضرورة وجود التحالف العسكري لتحرير الكويت، حيث كان وجه الكويت على التليفزيون الأميركي، كما التقى بالعديد من أسر الجنود وشكرهم على بطولة وتضحيات ابنائهم».

ولفت إلى أن «الحكومة الكويتية التزمت بإعادة افتتاح كافة مؤسسات الدولة و المضي قدما بالكويت في طريق الديموقراطية والنماء وليس أدل على ذلك من عودة الحياة النيابية للكويت وإجراء انتخابات البرلمان بعد التحرير»، موضحا أن «الأجيال القادمة عليها أن تتعلم قيمة الحرية والثمن الباهظ الذي يدفع من أجلها».

بدوره، قال رئيس مركز الكويت للدراسات العالمية في جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا مارتن روزنستوك «من السهل أن تشعر بالإحباط عندما تنظر إلى خطوات التنمية في الكويت، ولذلك كان من المهم أن تجري مناقشات من هذا النوع للوقوف على كافة التفاصيل و لنيل منظور من القيم حول مدى تقدم الكويت وفي وقت قصير حتى يلمسها كل متابع داخل الكويت وخارجها».