تقرير / وقف النار لن يشمل حلب وإدلب وأريافهما

التدخّل التركي - السعودي البرّي في سورية «مرحَّب به» من النظام وحلفائه

1 يناير 1970 06:49 ص
لن يحصل وقف النار، الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وروسيا حول سورية، في محافظات متعدّدة، علماً ان الاسبوع المحدَّد لدخوله حيز التنفيذ قد انتهى، ومن المتوقع ان تستمر المعارك على أشدّها في إدلب وأريافها وحلب وريفها وشرق حلب حيث يسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش)، وسط أنباء عن نية تركيا التدخّل أكثر في الحرب السورية، ضمن تحالف يضم الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، منعاً لتقدم الأكراد على حدودها مع سورية.

وعلمت «الراي» ان «التدخّل التركي - السعودي مرحَّب به في سورية من النظام وحلفائه، رغم الاحتمال الضئيل لحصوله».

وأكدت مصادر قيادية في غرفة العمليات المشتركة في حلب، المؤلفة من سورية وروسيا وايران و«حزب الله» لـ «الراي» إن «التدخل العسكري السعودي - التركي، وحلفاءه، تحت عنوان محاربة (داعش) مرحَّب به، فبذلك نتخلّص من هذا التنظيم التكفيري الدموي، المؤلَّف من عصابات لا يمكن مقاتلتها بسهولة كالجيوش الكلاسيكية، لأنها تحتاج جهداً عسكرياً ضخماً وتكلّف خسائر بشرية كثيرة، وإن حرب العصابات التي أصبح يتقنها الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني وحلفاؤهما ستكون بمثابة كابوس للجيوش الغربية - العربية، إذا قررت فعلاً التدخّل في سورية، وهو احتمال مستبعد، ولكن ليس بمستحيل».

وأضافت المصادر أن «روسيا لن تقبل بدخول الجيوش العربية تحت غطاء اميركي الى سورية، لأن (الفيتو) جاهز في مجلس الأمن، وتالياً يستحيل على هذه القوات الدخول الى سورية من دون تنسيق مسبق مع القوات الروسية، التي تغطي سماء بلاد الشام وتضرب اي تجمّع للقوات التي لا تنسّق معها، ما يجعل احتمالات التحرك العسكري مستحيلاً من دون موافقة الدول العظمى».

أما عن وقف النار، فأوضحت المصادر القيادية لـ «الراي» أن «وقف النار لا يشمل (جبهة النصرة) وجميع حلفائها، وكذلك (داعش). من حيث المبدأ، نرحّب بوقف النار في المناطق التي لا يسيطر عليها (الإرهابيون) لأننا سنتفرّغ لريف حلب الشمالي ومناطق (داعش) في الريف الشرقي، ليتطوّر الهجوم الى مدينة الرقة».

وتابعت المصادر: «في حلب وريفها، المعركة مستمرة مع جماعات لا يشملها وقف النار، بعد أن انطوت فصائل متعددة من (الجيش الحر) ومن الفصائل التي تدعمها تركيا، مثل حركة (نور الدين زنكي) و(لواء السلطان مراد) تحت قيادة موحّدة، بايعت أمير حركة (أحرار الشام) في حلب هشام الشيخ، المعروف بأبي جابر الشيخ، التنظيم الذي اعلن عن نيته إنشاء»الدولة الاسلامية«وارسل التعازي بوفاة زعيم حركة (طالبان) الملا عمر، وهو يحمل العقيدة نفسها، ويقاتل جنباً الى جنب مع تنظيم (جند الاقصى) و(جيش المهاجرين والانصار) الذي بايع زعيم تنظيم (القاعدة) في سورية ابو محمد الجولاني، وغيرهم من المغاربة والفلسطينيين والمصريين ومن جنسيات مختلفة، الموجودين في حلب وحولها وفي ادلب واريافها. فالحرب في ادلب واريافها لن تتوقف، لأن هؤلاء لا يشملهم وقف النار».

واختتمت المصادر قائلة: «دمشق تستطيع الاستفادة من وقف النار، وكذلك الجنوب السوري، اذا فُرض على كل التكفيريين الانسحاب وعدم التدخّل في القرار الدولي، ما يساعد على تسهيل المفاوضات مع النظام، إلا أن الروس والاميركيين يحتاجون إلى التنسيق فيما بينهما، لإنشاء اللجان العسكرية، وكذلك الاتفاق على تحديد المنظمات الارهابية، وهذا ما لم يفعله المجتمعون حتى اليوم».