«الفالنتاين» يرفع بورصة الأسعار ... «يا ورد مين يشتريك»

1 يناير 1970 11:36 م
محلات الورود تنتظر 14 فبراير من العام إلى العام

الشركات المستوردة ترفع سعر الوردة بين 200 و250 فلساً

هلال: في اليوم العادي نبيع 300 وردة ... أما في «الفالنتاين» قد يصل الرقم إلى 12 ألفاً
«يا ورد مين يشتريك، وللحبيب يهديك»، قد تكون هذه الأغنية، واحدة من أشهر أغاني الموسيقار المصري الراحل محمد عبدالوهاب.

ولكن بعيداً عن مضمون وحيثيات الأغنية، التي تدور حول الورود، وما تمثله من رمزية ودلالة على الحب المتبادل بين شخصين، بات بيع وشراء الورود تجارة قائمة بذاتها.

تعد هولندا واليابان والولايات المتحدة من أكبر الدول المنتجة للزهور في العالم، حتى ان الأولى أنشأت بورصة خاصة بالورود، هي الأكبر من نوعها في العالم. وتبين الأرقام الواردة في سلسلة من التقارير والإحصائيات، أن هذه البورصة تعقد فيها يومياً عشرات وربما مئات الصفقات بملايين الدولارات، على غرار ما تشهد بورصة الكويت للأوراق المالية.

من يسير في الشوراع والأسواق، لا يبذل كثير عناء حتى يلحظ حجم الاهتمام المتزايد بموضة «عيد الحب» من قبل الزبائن والتجار على حد سواء، وعلى رأسهم أصحاب محلات الهدايا كالذهب والعطور، ومحلات الورود، الذين ينتظرون هذا اليوم (14 فبراير) من العام إلى العام، كونه يشكّل بالنسبة لهم موسماً لحصد الدنانير الوفيرة.

صحيح أن سعر الوردة (الجورية الحمراء)، لا يزيد في السواد الأعظم من محلات الأزهار، وفي غالبية أيام العام على دينار واحد، إلا أن كمية المبيعات التي تقفز بشكل هائل خلال «الفالنتاين»، تزيد تلقائياً معدلات الأرباح، وبالتالي تدر على أصحاب هذه المحلات مداخيل توازي ما يجنونه خلال 6 أشهر، وربما أكثر، وذلك وفق ما يؤكد أحد المشرفين العاملين في أحد هذه المحال.

يشير الرجل الذي لم يشأ الإفصاح عن هويته، إلى أن مبيعاته من الورود الحمراء حصراً، قد تصل اليوم إلى نحو 7 آلاف وردة دفعة واحدة، لافتاً إلى أن الطلبية التي تقدّم بها إلى الشركة المورّدة تزيد قليلاً على هذا الرقم.

وفيما يوضح المشرف أنه يستند في توقعاته هذه على الأرقام التي سجلها المحل خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، يبين أن الشركة المزوّدة تعمل على رفع سعر الوردة بين 200 إلى 250 فلساً، بذريعة أن الطلب كبير، وأن الغلاء في هذا الشهر وهذا اليوم تحديداً، عالمي، وليس محلياً فقط.

«زهور البدع»

من جهته، يعرب مدير المبيعات والتسويق في شركة «زهور البدع»، أسامة هلال عن تفاؤله الدائم بموسم «الفالنتاين»، قائلاً إن «الناس وتحديداً الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم 15 و45 عاماً، اعتادوا على عدم العودة إلى منازلهم في هذا اليوم دون باقة ورد حمراء، أو حتى وردة واحدة كعربون حب للشريك والحبيب». وبالمقارنة بين الأيام العادية ويوم «عيد الحب»، يشدد هلال على أن «المبيعات تقفز بشكل خيالي، في اليوم العادي قد نبيع ما بين 200 إلى 300 وردة كحد أقصى، أما في 14 فبراير، فإن هذا قد يصل إلى ما يزيد على 12 ألف وردة، مبيناً أن التجهيزات البشرية والفنية لهذا الموسم تبدأ قبل نحو أسبوعين على الأقل». وبينما يلفت هلال إلى أن الوردة الجورية الحمراء (نجمة الفالنتاين) يتم استيرادها بالدرجة الأولى من كولومبيا والإكوادور ومن ثم كينيا، بعيداً عن الدول العربية التي يبدو أنها «فاشلة في الحب أيضاً»، يوضح أن الأذواق والإمكانيات تتفاوت بين زبون وآخر، إذ إن أحدهم قد يكتفي بوردة واحدة فقط، فيما الثاني قد يطلب باقة يتجاوز سعرها 100 دينار.

ويوضح هلال أن هناك العديد من المحال تضطر اليوم لرفع سعر الوردة مقارنة بسعرها خلال الأيام الأخرى، نتيجة استغلال الشركات المستوردة هذه المناسبة (عيد الحب) وزيادة الأسعار بنحو ربع دينار للوردة الواحدة.

«الصالحية للزهور»

بدوره، يقول مدير مؤسسة «الصالحية للزهور»، سامر الزهرة، إن موسم عيدي «الحب» و«الأم» يشكّلان ذروة العام بالنسبة لمختلف محلات وشركات الورود، معتبراً في الوقت ذاته أن الكفة ترجح لصالح المناسبة الثانية، أكثر من الأولى. بيد أن الزهرة يتفق مع ما جاء على لسان أحد المشرفين في أحد المحلات من أن الشركات المهيمنة على هذا القطاع، تعمل على استغلال الطلب الكبير لرفع الأسعار، مؤكداً «لكن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن نقوم بدورنا برفع الأسعار، فنحن لدينا زبائننا، ونحاول المحافظة عليهم بشتى الوسائل، لاسيما وأن المنافسة عالية جداً، وأعداد محلات الورود كبير جداً».

الشركات المهيمنة

حاولت «الراي» نقل شكاوى المؤسسات والتجار الصغار إلى إحدى الشركات الكبرى المهيمنة على القطاع، إلا أن مدير المبيعات في هذه الشركة لم يكن متعاوناً، وتملص من الإجابة على أسئلتنا المتكررة بخصوص رفع الأسعار المتعمد. وكان لافتاً خلال جولتنا الميدانية على السوق، ما أطلعنا عليه التجار لجهة سيطرة أبناء الجالية الهندية على قطاع الورود بشكل كامل في الكويت، مؤكدين أن الشركات الثلاث الكبرى والمستوردة للأزهار، يديرها ويملكها هنود.

الاستهلاك العالمي

تشير الأرقام الواردة في عدد من التقارير إلى أن العالم يستهلك سنوياً ما يزيد على ملياري وردة، وأكثر من مئتي مليون نبات زهري، تتوزع زراعتهاعلى أميركا والقارة الأوروبية واليابان وبعض البلدان الأفريقية ككينيا ومصر.