رأي قلمي

وجهة نظر خاصة..!

1 يناير 1970 01:47 ص
غالباً ما يعتقد المرء أنه الأصل، وباقي البشر صورة، وأنه هو النواة والمركز وباقي الناس هوامش وحوافٍ، وكم يكون هذا الاعتقاد سيئاً إن أصبح شيئاً عاماً؟!، فيعتقد كل واحد من الناس أن رؤيته للأشياء هي الصحيحة، وأن على بقية الناس أن يوافقوه على ما يرى، وإلا فإنهم على خطأ أو ضلالة!

من النادر جداً ألا يقع الواحد منا في هذا الخطأ في موقف أو لحظة ما، حيث إن عاداتنا الفكرية تجعلنا دائماً نتمحور حول أنفسنا، وننظر إلى ما نقبله ونستحسنه على أنه مقبول وحسن حسناً مطلقاً، وما نستقبحه على أنه قبيح قبحاً مطلقاً. وتنبع هذه النظرة من تجذر معاني الطفولة في الشخصية، ومن تمدد روح الأنانية وسيطرتها على الذات.

دائماً الناس الذين يرون الأمور من وجهة نظرهم الخاصة يخلطون في الاعتداد برؤيتهم الخاصة، بين التمسك بالمبادئ والأحكام المتفق عليها، والحقائق العلمية من جهة، وبين الأفكار والاجتهادات والفرضيات التي مازالت موضع جدل وأخذ ورد من جهة أخرى، فهم لا يملكون الشفافية الكافية للتفريق بينهما، وذلك بسبب فقدهم للمرونة الذهنية وبسبب جهلهم بطبائع الأشياء وطرق ثبوت الأفكار، كذلك المعتد برؤيته الخاصة للأشياء، يأنس بوجهات النظر التي تؤيد رؤيته على قدر ما يستهجن ويستوحش من وجهات النظر الأخرى، وذلك لأنه لا يطّلع إلا على الكتب والدراسات والأقوال التي توافق وجهة نظره الخاصة، وينظر إلى كل ما يعارضها نظرة ارتياب وشك.

قد آن الأوان لمراجعة جذور وأصول التفكير لدينا، والاستفادة من العلوم والمعطيات والخبرات الجديدة في تعديل العديد من وجهات النظر التي تمسَّكنا بها، على ظنون وأوهام، أو بناء على قراءات ناقصة لواقع الحياة، قد تفقدنا الكثير من العلاقات، وتخسرنا العديد من المفاهيم والقناعات التي تساعدنا على النمو والتطور والارتقاء بأنفسنا وذواتنا.

[email protected]

twitter: @mona_alwohaib