المديرون المأهلون أمام معادلة... «كما تدين تدان»
أسبوع حاسم للترقيات النفطية
| كتب إيهاب حشيش |
1 يناير 1970
01:42 م
عقدت اللجنة المشكلة لاختيار القياديين في القطاع النفطي اجتماعين حاسمين خلال الأسبوع الفائت تمهيداً لبدء مقابلات المفاضلة لملء الشواغر بدءاً من الأسبوع المقبل، تمهيداً لإعلان النتائج قبل نهاية الشهر.
ويترقّب نحو 250 مديراً في القطاع النفطي بدء المقابلات لملء تسعة شواغر فقط في المناصب القيادية، ما يحتّم على القيادات التنفيذية العليا في القطاع إيجاد آلية لاختيار ما بين 50 و70 مديراً لمقابلاتهم والاختيار من بينهم، بدلاً من مقابلات جميع المديرين الـ 250.
ويؤكد متابعون للشأن النفطي أن أعداد المؤهلين ستجعل من التعيين عملية صعبة وحساسة، وثمّة توجهات بتواصل القيادات التنفيذية مع العاملين، وستكون هناك زيارات مكوكية للرئيس التنفيذي وفريقه لشرح وتوضيح الأمور بالتفصيل للجميع، والتأكيد على أن من سيتم اختيارهم، ومن لم يقع عليهم الاختيار، نسيج واحد وأساس للاستراتيجية النفطية. وطالبت المصادر الجميع بقبول الاختيارات خصوصاً أنهم ايضاً في مراحل سابقة اختاروا من يعمل معهم وفق مستوياتهم وحاجاتهم، وبالطبع لم يكن كثير منهم راضين ايضاً، وهذه هي شخصية القيادي في قدرته على العطاء والتعامل مع الأمر الواقع. وتقول المصادر إن هؤلاء المسؤولين على القائمة اليوم هم انفسهم من قاموا في السابق باختيارات أو ترشيحات لأشخاص مناسبين وفق معايير موحدة في حين زكتهم رؤيتهم الشخصية، وها هم اليوم يقفون على اعتاب المناصب الأكبر وعليهم تقبل القرار الأصلح.
وتسير القيادات التنفيذية للقطاع النفطي في ملف الترقيات كما لو أنها على جمر النار، إدراكاً منها أن القرارات أو الاختيارات لا يمكن أن يرضى عنها الجميع، وعلى الفريق التنفيذي التأكد ان الحساب سيكون عسيراً بعدما أعطي كل الفرص.
وسيكون استيعاب الجميع العبء الأكبر على القيادات التنفيذية، وما لم يتم ذلك سيكون هناك ضغط عكسي لإفشال أي انجازات، خصوصاً أن هناك بوادر غضب بين من لم يصبهم الاختيار في بعض المواقع في المراحل الأولى من شأنها أن تتحول لطاقة سلبية كامنة تنتظر الانطلاق حتى وان لم يظهروا ذلك حديثاً أو صمتاً. وتريد القيادات التنفيذية أن تسود في القطاع قناعة بأن المناصب لم تكن يوماً حكراً على الأقدم، ولا المعايير تكفي للترقي، فلكل منصب معاييرعامة، مميزات شخصية قيادية لا تثبتها أوراق ولكن تعاملات تراكمية تؤهل صاحبها للوصول، وما لم يكن القيادي مُلما بالعديد من الأمور المتطلبة لشغل منصب ما وقادرا وفق معطيات قدراته على التعامل مع مرحلة محددة وفق الاستراتيجية النفطية، وتبقى الحقيقة الوحيدة «كما تدين تدان».