وفق «بيان الحدود» الذي قدم للسلطات العثمانية وما كتبه المقيم البريطاني «بيلي»

1613 ميلادية تاريخ نشأة الكويت وليس 1756

1 يناير 1970 02:26 م
ميمونة الصباح: الدور المؤثر للبلاد في العصر الحديث برز بعد وصول العتوب إليها

فيصل الكندري: الكويت ذكرت في تقرير مدحت باشا عام 1817 على بعد 70 ميلاً من الفاو
أجمع المتحدثون في ندوة «تاريخ الكويت» على أن نشأة البلاد لم تكن كما ذكرت كتب التاريخ في عام 1756 ميلادية، بل إن تاريخ نشأتها يعود إلى ما قبل ذلك بنحو مئة سنة، وبالتحديد إلى عام 1613.

وقالت عميدة كلية الاداب في جامعة الكويت السابقة الدكتورة ميمونة الصباح، في الندوة التي استضافها مركز اليرموك الثقافي أمس برعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود، وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، ونخبة من المثقفين المحليين والدوليين، قالت إن قصة نشأة الكويت في المصادر التاريخية وبيان الحدود الذي قدم للسلطات العثمانية، ذكرا عام 1613 للنشأة، وهي أرض قفر، مشيرة إلى أن البرهان الثاني يعود الى ما كتبه المقيم السياسي البريطاني «بيلي» الذي كتب عام 1863 أن الكويت يعود وجودها الى 200 عام مضت، بمعنى أن الوجود الكويتي كان عام 1663.

وذكرت ان «للكويت مواقع حضارية يمتد تاريخها الى آلاف السنين قبل الميلاد في «جزيرة فيلكا» ايكاروس وكاظمة، وكذلك الامر بالنسبة للتاريخ الاسلامي حيث وقعت فيها احداث مهمة مثل معركة ذات السلاسل، اما في التاريخ الحديث فلم نجد لها ذلك الدور المؤثر الذي يبرزها ككيان قائم بذاته قبل وصول العتوب اليها، وما وجدناه ينحصر في استقرار بعض صيادي الاسماك على شواطئها واستقرار بعض القبائل الرحل فيها، خلال رحلتهم الموسمية انتقالا وراء مناطق الكلأ والماء والمراعي بين الجزيرة العربية وبلاد الرافدين».

وتابعت ان «بعض المؤرخين يذكرون ان الكويت او القلعة بناها براك بن عريعر امير بني خالد، ليستخدمها كمخزن للمؤن والذخيرة، في حين يشير آخرون ان الذي انشأ القلعة هو محمد بن نفلة بن عريعر، لكننا مع الرأي القائل ان الشيخ صباح الاول هو الذي انشأ القلعة اعتمادا على ان تاريخ انشاء القلعة ونشأة الكويت سبق تأسيس دولة بني خالد وحكم براك ومحمد الذي يرجعه البعض للعام 1669 ميلادية والبعض الآخر الى 1671، وقد تأكد ان فتح القطيف كان بتاريخ 1081هجرية الموافق 1670».

وتطرقت الصباح الى قول الكولونيل بيلي المقيم السياسي في الخليج عن انتقال آل الصباح الى الكويت عندما قال «اقبل اول الشيوخ (الرئيس) بعد ذلك عبر خور بوبيان مع اتباعه وحط الرحال على الخليج الذي يسمى الآن الكويت او القرين وبعد ان عبر الخليج استقر على الشاطئ الشمالي واقام قلعة او كوتا ومن هنا اشتق اسم الكويت». واستندت إلى ما جاء في تقرير الميجور كولبرك الذي كتب تقريرا عن المنطقة بتاريخ 10 سبتمبر 1982م وذكر فيه ان اول مستوطنة على رأس الخليج هي الكويت يقطنها خليط من العرب التابعين لآل الصباح.

واضافت الدكتورة ميمونة أن «من الدلائل على ان الكويت تأسست في عام 1613م وثيقة منشورة في volum3/archiv Editions وهي عبارة عن بيان حدودها كما اسماها الشيخ مبارك الصباح عام 1912 يوضح فيه حدود بلاده بناء على طلب السلطات العثمانية في البصرة اثناء المفاوضات البريطانية العثمانية التي بدأت عام 1911م بالاتفاقية الانكليزية التركية عام 1913م لتسوية الخلافات المتعلقة بين الدولتين وفيها قسم خاص بالكويت وقد استهل الشيخ مبارك بيانه بعبارة: الكويت ارض قفراء نزلها جدنا صباح عام 1022 هجرية والموافق 1613».

وأكدت ان كل الادلة تثبت ان الشيخ صباح الاول هو اول من تولى حكم الكويت وكان هو وولداه الشيخان مبارك بن صباح وعبدالله بن صباح الاول يحكمون الكويت في الفترة من 1613، مشيرة إلى العديد من الوقفات التاريخية التي تبرهن على وجود ونشأة الكويت في القرن السابع عشر الميلادي.

ومن جانبه، قال الدكتور في قسم التاريخ في جامعة الكويت فيصل الكندري ان الكويت ذكرت في تقرير مدحت باشا 1817. عندما عين عبدالله الصباح قائم مقام على قصبة الكويت وهي تكتسب أهمية بالغة، وتقع على بعد 70 ميلا من الفاو، تم ضمها تحت الحكم العثماني منذ عامين.

ولفت إلى أن «قصبة الكويت تشتمل على 5000 أو 6000 منزل، موقعها مرتفع، ولها ميناء واسع ومحصنة، ويعيش سكانها في حالة استقرار، وهي محاطة من الناحية البرية بكثير من مواطنيها من العشائر والقبائل البدوية، ويزداد رقيها من يوم لآخر». وبين تقرير مدحت باشا أن قوما لا يشتغلون بالزراعة بل بالتجارة البحرية وعندهم 2000 من المراكب التجارية الكبيرة والصغيرة ويشتغلون بصيد اللؤلؤ في البحرين وعمان وتسافر سفائنهم الكبيرة الى الهند وزنجبار للتجارة.

وتناول الكندري الكويت في «بصره سالنامه سي» من الوثائق الفارسية ذكر فيها أن أبنيتها من طابق واحد، وتشتمل 2000 دار من الطين. و 14 جامعا، وخان وسوق به 200 – 500 حانوت، وسكانها 4000 نسمة، ومع العشائر 10000 – 20000. وأكثر أهلها يعملون بالبحر ويتوجهون الى فارس والهند والسند، ولديهم 2000 سفينة.

ومن جانبه، قال عميد كلية الاداب السابق الدكتور عبدالله الغنيم إنه تم انشاء مركز البحوث والدراسات الكويتية وهو يهتم بموضوع تاريخ نشأة الكويت، وتجمعت مجموعة من الوثائق والأدلة التي تقود الى رأي جديد خلافا لما وصلنا في كتب تاريخ الكويت، على أن تاريخ نشأة الكويت هو عام 1613.