حوار / رئيس «الطيران المدني» أكد أن المساعي قائمة لتحويل الإدارة إلى هيئة حكومية عامة لشؤون الملاحة والنقل الجوي
فواز الفرح: موقع المطار الحالي هو الأفضل حاليا ومستقبليا وإخلاؤه قبل بلوغ الطاقة الاستيعابية سيترتب عليه خسائر مالية ضخمة
1 يناير 1970
06:11 ص
| حاوره ناصر الفرحان |
أكد رئيس الادارة العامة للطيران المدني فواز الفرح أن موقع المطار الحالي هو الأفضل بالنسبة للتوسعات المستقبلية، مشيرا الى ان نقل او اخلاء المطار قبل بلوغ طاقته الاستيعابية سيترتب عليه خسائر مالية ضخمة لن تقل عن مليار دينار.
وقال فواز الفرح في حوار خاص مع « الراي» ان « تحديد موقع للمطار الجديد في المنطقة الشمالية يجب ان يخضع للدراسة على ضوء القيود الملاحية القائمة في تلك المنطقة» مشيرا الى انه في عريفجان تم تخصيص جزء لإنشاء مناطق سكنية مما يتعذر معه انشاء مطار المستقبل.
وأكد ان إدارة الطيران المدني تنهض بمسؤوليات ومهام سيادية بتنظيم حركة الملاحة الجوية ومراقبتها وتقديم الخدمات لها وتنظيم سوق النقل الجوي والاشراف على جميع شؤونه ولا يمكن خصخصتها ولكن يمكن للقطاع الخاص ان يقدم خدمات مساندة مشيرا الى أن المساعي قائمة لتحويل إدارة الطيران المدني الى هيئة حكومية عامة معنية بشؤون الملاحة والنقل الجوي.
وأشار الى أنه كان لمنظمة الطيران المدني الدولي «الايكاو» ملاحظات على الاجراءات الأمنية في المطار ولكن بعد السعي الى علاجها أكدت عملية التدقيق استيفاء معظم هذه الملاحظات وجار العمل على تنفيذ ما تبقى منها، واكدت ادارة الطيران الفيديرالي الأميركي التى قامت بعمليات مسح أمني للمطار اتباع أعلى درجات الأمن والسلامة فيه.
وحول تسلل أحد الوافدين الى ساحة المطار قال انها «حالة فردية وتم ضبطه من قبل افراد الامن والسلامة»، مناشدا المسافرين التقيد بالتعليمات في حال الاضطرار لحمل المواد السائلة والهلاميات «جل» والايروسول «بخاخ» على متن الطائرة
وأوضح أن هناك الكثير من المشاريع المستقبلية لتطوير مرافق المطار سترى النور قريبا وفقا لمراحل محددة، ومنها انشاء مبنى الركاب الجديد على مساحة 30 كيلومترا مربعا لرفع الطاقة الاستيعابية والوصول الى 20 مليون مسافر سنويا، وتطوير وإضافة ممرات ومواقف جديدة للطائرات واستحداث طرق رئيسية وفرعية وجسور وأنفاق لخدمة المسافرين، وإنشاء مدرج ثالث جديد في الجهة الغربية ليعمل بالتزامن مع المدرجين القائمين لاستيعاب الزيادة المتوقعة في الحركة الجوية فضلا عن مشروع تحديث المنظومة الرادارية الذي سوف ينفذ قريباً.
وأضاف ان «هناك العديد من قنوات التعاون والتنسيق المباشر مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية حول مختلف المواضيع التشغيلية»، متمنيا ان تتحقق لـ «الكويتية» من جراء الخصخصة القدرة على التحرك بمرونة لمواجهة المنافسة المتزايدة في النقل الجوي محلياً وخارجياً.
وأكد أن هناك تعاونا وتفهما فيما بين الادارة ونقابة العاملين في الطيران المدني، مرحبا بأي مقترحات لخدمة العاملين، داعيا الجهات المختصة بالنظر في إقرار الكادر الخاص بموظفي الطيران المدني، منتقدا «المصادر المجهولة» التي تسيء الى سمعة هذا المرفق الجوي، ومؤكدا ان ابواب الادارة مفتوحة دائماً لأي ملاحظة او شكوى اونقد لإصلاح اي قصور في العمل.
وفي ما يلي نص الحوار:
ما طبيعة عمل «الطيران المدني»؟
- ادارة الطيران المدني معنية بتنظيم حركة الملاحة الجوية في المجال الجوي الكويتي ومراقبتها وتقديم الخدمات والتسهيلات اللازمة لها كالاتصالات والأرصاد الجوية وتنظيم سوق النقل الجوي والاشراف على جميع شؤون النقل الجوي.
كما أن ادارة الطيران المدني تمثل الكويت رسمياً في ابرام المعاهدات الدولية في مجال الطيران المدني والاتفاقيات المتعلقة بتبادل حقوق النقل وتنظيم استثمارها، وهي السلطة الحكومية المسؤولة عن ادارة وتشغيل مطار الكويت الدولي وتشمل مسؤولياتها ايضاً الاشراف على انشاء وصيانة كافة مرافق المطار وتوفير التجهيزات والنظم التي تخدم حركة الطيران المدني، وتشغيل وادارة المطار وكذلك الاشراف والرقابة على شؤون سلامة الطيران وتسجيل الطائرات المدنية واصدار التراخيص اللازمة لسلامة تشغيلها وصيانتها والتراخيص الفنية للافراد العاملين عليها، والمتابعة والاشراف العام على جميع الجهات الحكومية والخاصة العاملة في مطار الكويت الدولي والتنسيق بينها في الخدمات المقدمة في المطار.
هناك عدة جهات حكومية وأخرى تابعة للقطاع الخاص تعمل في المطار فما العلاقة الاشرافية بين الطيران المدني وتلك الجهات؟
- ادارة الطيران المدني كما ذكرت هي السلطة الحكومية المسؤولة عن ادارة وتشغيل مطار الكويت الدولي، وبموجب ثلاثة قرارات صادرة عن مجلس الوزراء فإن جميع الجهات العاملة في المطار سواء كانت حكومية أم خاصة بل وجميع العاملين فيها تقع تحت الرقابة والاشراف العام لإدارة الطيران المدني ويتعين على جميع هذه الجهات الامتثال للنظم والارشادات والتعاميم الصادرة عن الادارة لا سيما وانها تستند الى القواعد والمعايير الدولية التي تصدر عن منظمة الطيران المدني الدولي «الايكاو» وهي قواعد ومعايير تنظم أنشطة وعمليات الطيران في كافة مطارات العالم باعتبار ان الطيران ما هو الا نشاط دولي.
وترتبط ادارة الطيران المدني بعلاقات تعاون وتنسيق مع جميع الجهات العاملة في المطار سواء من خلال تمثيلها في المجلس الأعلى للطيران المدني او اللجان وفرق العمل المختلفة.
ردد البعض ان هناك قصورا في الاجراءات الأمنية التي تطبقها وزارة الداخلية باعتبارها المسؤولة عن أمن المطار، وسجل فريق دولي تابع لمنظمة «الايكاو» بعض الملاحظات على هذه الاجراءات... فما دور الطيران المدني في ذلك؟
- هناك بعض الملاحظات التي أبداها ممثلو فريق التدقيق التابع لمنظمة الطيران المدني الدولي «الايكاو» حيث تقوم هذه المنظمة بالتدقيق على كافة المطارات العالمية، وترمي هذه الملاحظات الى تطوير وتعزيز بعض الاجراءات الأمنية المطبقة، وسعت للطيران المدني الى معالجة هذه الملاحظات بالتعاون مع ادارة حماية المطار التابعة لوزارة الداخلية، وقام فريق المنظمة الدولية أخيراً بعمليات تدقيق في مطار الكويت وأكدت عملية التدقيق على استيفاء معظم هذه الملاحظات الأمنية وجار العمل على تنفيذ ما تبقى منها، كما ان هناك فريقاً من ادارة الطيران الفيديرالي الأميركي قام بعمليات مسح أمني للمطار وأكد هذا الفريق على ان المطار يطبق معايير الأمن والسلامة المعتمدة دولياً ولاشك ان هذا يؤكد اتباع أعلى درجات الأمن والسلامة في مطار الكويت الدولي.
ولكن يلاحظ أن هناك اختراقات أمنية للمطار ولعل آخرها الوافد الذي تم ضبطه وعلم انه دخل ساحة المطار عن طريق عبوره للسور الأمني... فما جهودكم للحد من عمليات التسلل؟
- هذه حالة فردية، كما انه وبمجرد تسلل الوافد تم ضبطه من قبل افراد الامن والسلامة، ومطار الكويت الدولي محصن أمنياً خصوصاً بالنسبة لساحة المطار وهناك فرق أمنية ومدنية تجوب المنطقة باستمرار وتلاحظ وتتابع اي اختراقات أمنية قد تحصل، فضلاً عن تجهيزات المراقبة الالكترونية القائمة.
ما أهم الممنوعات في حقائب اليد للمسافرين؟
- تقوم ادارة الطيران المدني بالتنسيق مع ادارة حماية المطار التابعة لوزارة الداخلية تطبيق اجراءات أمنية جديدة أوصت بها منظمة الطيران لمدني الدولي «الايكاو» لتحديد كميات المواد السائلة والهلاميات «جل» والايروسول «بخاخ» التي يمكن حملها على متن الطائرة للركاب المغادرين من مطار الكويت ونرجو من جميع المسافرين التقيد بهذه التعليمات.
وهناك تعليمات للمسافرين عليهم اتباعها ومنها انه يسمح للراكب بحمل السوائل والهلاميات «جل» والايروسول «بخاخ» في أوعية لا تتعدى سعة كل منها 100مل، ولا يسمح بنقل أي من المواد المذكورة أعلاه في أوعية تزيد على هذه السعه حتى لو كانت معبأة جزئيا فقط، ويجب أن توضع الأوعية المعبأة بالمواد المذكورة أعلاه في كيس خاص بلاستيكي شفاف قابل لاعادة الغلق باحكام ولا تزيد سعته القصوى على لبتر واحد «20 في 20 سم»، ويسمح لكل راكب بحمل كيس واحد فقط وان يقدمه بشكل منفصل عند نقاط التفتيش الأمني.
وتخضع هذه المواد لكل انواع الضوابط الامنية والفحص الامني المتبعة، بما في ذلك التفتيش اليدوي العشوائي للركاب وأمتعتهم اليدوية، ويعفى من هذه القيود أفراد طاقم الرحلة الجوية والأشخاص بالزي الرسمي اثناء تأديتهم مهامهم الرسمية في يوم السفر.
وتشمل الاستثناءات: الأدوية وعلى المسافر تقديم دليل على ضرورة استخدام هذه الأدوية خلال الرحلة في حال الطلب منه والحليب وطعام الاطفال والمأكولات الحميوية الصحية «الرجيم» بكميات معقولة تكفي حتى نهاية خط سير الرحلة اضافة لاحتمالات التأخير أو تحويل الرحلات والمستلزمات والمواد الطبية الأخرى، وأنها تخضع لتقييم أفراد التفتيش الأمني عند نقاط التفتيش.
وكذلك جميع المواد السائلة والهلاميات «جل» والايروسول «بخاخ» المشتراة من السوق الحرة ومنافذ البيع بالتجزئة في المطارات أو على متن الطائرات، حيث يسمح بمرورها عبر نقاط التفتيش الامني مهما كان حجمها اذا كانت في أكياس أمنية خاصة شفافة ويكون على الكيس رمز للدولة او شركة الطيران ويوضع بها ايصال الشراء بمكان ظاهر وتكون وجهته مرئية من الخارج واغلاق الكيس بشرط لزقه بطريقة يسهل كشف العبث بها ومحمية من التدخل غير المشروع.
ما أهم المشاريع المستقبلية في مطار الكويت الدولي؟
- هناك الكثير من المشاريع المستقبلية لتطوير مرافق المطار سترى النور قريبا وفقا لمراحل محددة حددتها ادارة الطيران المدني انسجاما مع توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد في تحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري رئيسي في الشرق الأوسط، ولعل ابرز هذه المشاريع هو انشاء مبنى الركاب الجديد وعلى مساحة 30 كيلومترا مربعا، بالاضافة الى مشاريع اخرى مكملة لمشروع مبنى الركاب الجديد لرفع الطاقة الاستيعابية للمطار الى ما يزيد على عشرة اضعاف الطاقة المستغلة حاليا سواء من ناحية حركة الركاب أو الطائرات او حتى حركة الشحن الجوي، وتشتمل هذه المشاريع بصورة رئيسية على اطالة وتوسيع مدرجي اقلاع وهبوط الطائرات القائمين حاليا في الجهتين الشرقية والغربية للمطار، واضافة مدرج ثالث جديد في الجهة الغربية ليعمل بالتزامن مع المدرجين القائمين بما يمكن من استيعاب الزيادة المتوقعة في الحركة الجوية، وكذلك تطوير الاجهزة الملاحية والكهربائية وأجهزة الارصاد والاتصالات التي تخدم هذه المدارج، وانشاء مرفق متكامل للشحن الجوي.
ومن الخطط أيضا تطوير شبكات ممرات الطائرات القائمة باضافة ممرات جديدة وانشاء مواقف جديدة للطائرات مع استحداث طرق رئيسية وفرعية وما يتبعها من جسور وأنفاق لخدمة جمهور المسافرين ومستخدمي مرافق المطار، مع توفير شبكات الخدمات المختلفة للمطار في المرحلة المقبلة، كما تشمل مشاريع التطوير إنشاء مبنى رئيسي لادارة الطيران المدني الذي سوف يضم الادارات المختلفة التابعة لها في موقعها الجديد بعد استكمال عملية اعادة الهيكلة التنظيمية التي شهدتها الادارة أخيرا، اضافة الى المشاريع المستمرة حاليا لانشاء مبنى الرادار الجديد وتطوير البنية التحتية الكهربائية، ومبنى المركز الطبي للتحكم بالحركة والارصاد الجوية، وانشاء نظم وتسهيلات جديدة للملاحة الجوية.
وبالنسبة لانشاء مبنى الركاب الجديد فقد تم اتخاذ قرار انشائه في موقع جنوب مبنى الركاب الحالي، وسوف يكون التصميم والتنفيذ باشراف وزارة الاشغال بمشاركة وتنسيق مع ادارة الطيران المدني، ومن المتوقع ان يرفع المبنى الجديد مع المرافق التابعة له الطاقة الاستيعابية الاجمالية في المرحلة الأولى الى 20 مليون مسافر سنويا، وبالتأكيد فان ذلك سيحقق نقلة نوعية كبيرة في حركة الطيران المدني في البلاد.
وسوف يقدم مبنى الركاب الجديد احدث ما توصل اليه عالم المطارات من مرافق وتسهيلات وخدمات لراحة المسافرين مع الاخذ في الاعتبار اسناد تقديم العديد من الانشطة للقطاع الخاص حتى يحقق هذا المرفق الحيوي عائدا اقتصايا ناجحا للدولة.
والى أي مدى تسهم حركة الطيران في تعزيز الرغبة السامية في جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا؟
- لقد انجزت ادارة الطيران المدني برنامج عملها الذي سيضمه برنامج عمل الحكومة للفصل التشريعي الثاني عشر بما يهدف الى تطوير قطاع الطيران المدني في الكويت وتنمية حركة النقل الجوي من والى المطار بما يعزز مكانة الكويت دوليا وذلك تبعا لرؤية الدولة في تحويل البلاد لمركز تجاري ومالي، وتضمن هذا البرنامج الكثير من المشاريع المستقبلية المرتبطة بتوجه الدولة كمشاريع تطوير وتحديث البنية التحتية للمطار ورفع كفاءة نظم وتسهيلات الملاحة الجوية من والى الكويت، بالاضافة الى تحديث الاتفاقيات الثنائية المبرمة مع الدول الأخرى لتنظيم النقل بما ينسجم مع سياسة الاجواء المفتوحة والغاء أي قيود تشغيلية على ممارسة حقوق النقل.
هل مازلتم تطالبون باستقلالية إدارة الطيران المدني وتحويلها إلى هيئة؟
- نعم المساعي قائمة لتحويل إدارة الطيران المدني لهيئة حكومية عامة معنية بشؤون الملاحة والنقل الجوي وهذا التوجه مرتبط بإصدار قانون الطيران المدني ليواكب المستجدات التي يشهدها قطاع النقل الجوي دولياً حيث احيل مشروع هذا القانون إلى الجهات المختصة، وهناك سلسلة من الاجراءات التي ينبغي اتباعها لإصداره فهذا القانون حاله كحال أي قانون يمر عبر القنوات الدستورية اللازمة لإصداره.
ما نوع العلاقة بينكما ومؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وهل تؤيدون خصخصتها؟
- من سياسات وأهداف إدارة الطيران المدني تطوير قطاع الطيران المدني وتنمية حركة النقل الجوي من وإلى مطار الكويت الدولي وهذا الأمر يحتم التعاون مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية لتعزيز قدراتها التشغيلية باعتبارها ناقلاً وطنياً، وكذلك دعم جميع الناقلات الجوية الوطنية في الكويت.
وهناك العديد من قنوات التعاون والتنسيق المباشر مع «الكويتية» حول مختلف المواضيع التشغيلية علاوة على خضوع المؤسسة كناقل جوي لرقابة إدارة الطيران المدني باعتبارها السلطة المختصة في اصدار النظم التي تحكم قطاع النقل الجوي الكويتي، أما وقد صدر قانون بخصخصة مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية فإننا نأمل خلال المرحلة المقبلة والمؤسسة مقبلة على تحولها لشركة من خلال تخصيصها ان تكون هناك تغييرات ايجابية لهذه المؤسسة العريقة في مجال الطيران والنقل الجوي، ونتمنى ان تتحقق للكويتية من جراء الخصخصة القدرة على التحرك بمرونة أكبر لمواجهة المنافسة المتزايدة في عالم النقل الجوي محلياً وخارجياً.
وهل تؤيدون خصخصة بعض مرافق المطار؟
- يمكن خصخصة بعض المرافق التي تقدم خدمات لحركة النقل الجوي في البلاد بما في ذلك خصخصة ادارة وتشغيل مبنى الركاب ومرافق الشحن الجوي وصيانة وتموين الطائرات وفق قواعد مدروسة حتى يمكن تقديم خدمات على أسس اقتصادية، غير ان سلطات الطيران المدني في العالم ومنها إدارة الطيران المدني تنهض بمسؤوليات ومهام سيادية وتمثل الحكومة في ابرام ومتابعة تنفيذ المعاهدات والاتفاقيات الدولية في مجال الطيران المدني وتبادل حقوق النقل مع حكومات الدول الأخرى والرقابة العامة والإشراف على سلامة وأمن وانتظام وكفاءة حركة الطيران المدني ومراقبة المجال الجوي الكويتي والتأكد من تقديم الخدمات والتسهيلات والمرافق اللازمة لحركة الطائرات والركاب والشحن والبريد طبقاً للمعايير والمواصفات الدولية ولذلك لا يمكن اسناد هذه المهام السيادية إلى القطاع الخاص فهي من صميم اختصاصات سلطات الطيران المدني، غير انه يمكن للقطاع الخاص ان يقدم خدمات مساندة.
اصدر المجلس البلدي قرارا يتعين بموجبه اخلاء موقع المطار والبحث عن موقع آخر تردد بأنه تم اختياره ليكون في المنطقة الشمالية، فهل بدأتم الترتيب لذلك؟
- بالنسبة لإخلاء مطار الكويت الدولي خلال السنوات العشر المقبلة حسب رؤية المجلس البلدي فإن الإدارة ابدت تحفظها الشديد على هذا القرار لتعارضه مع قرارات حكومية سابقة اعتبرت ان موقع المطار الدولي الحالي هو أفضل موقع بالنسبة للتوسعات المستقبلية، هذا فضلاً عن ان عملية انتقال او اخلاء المطار الحالي قبل بلوغ طاقته الاستيعابية سيترتب عليه خسائر مالية ضخمة لن تقل عن مليار دينار، وحتى الآن لم تستغل الا نحو 15 في المئة من الطاقة الاستيعابية المتاحة للموقع الحالي للمطار وقد تم الاجتماع مع اللجنة الفنية في المجلس البلدي وتم تقديم عرض مرئي لتصور إدارة الطيران المدني لموقع المطار الحالي وموقع مطار للمستقبل البعيد، حيث ان وجهة نظر الإدارة تتمثل في الابقاء على موقع المطار الحالي إلى حين الوصول إلى نحو 90 في المئة من طاقته الاستيعابية وحجز موقع لمطار المستقبل بمساحة لا تقل طاقتها الاستيعابية عن ضعف الطاقة الاستيعابية للموقع الحالي.
ان الموقع الحالي لمطار الكويت الدولي هو أفضل موقع لأي توسعات مستقبلية وذلك استناداً للدراسات الاستشارية العالمية التي اجريت بهذا الخصوص والقرار الصادر عن اللجنة العليا للمخطط الهيكلي والمشاريع الكبرى.
ولكن قيل انه تم بالفعل حجز موقع لمطار الكويت الجديد في المنطقة الشمالية؟
- كما ذكرت ان أفضل موقع للمطار الدولي هو الموقع الحالي لارتباطه بشبكة خطوط النقل البري والبحري في الكويت، وبالنسبة لتحديد موقع للمطار في المنطقة الشمالية للبلاد فإن هذا الأمر يجب ان يخضع للدراسة على ضوء القيود الملاحية القائمة في تلك المنطقة.
وماذا بشأن موقع المطار المقترح في المنطقة الجنوبية؟
- للأسف حتى بالنسبة لهذا الموقع في الجنوب والذي حدد حسب المخطط الهيكلي في منطقة عريفجان فقد تم تخصيص جزء منه لإنشاء مناطق سكنية ما يتعذر معه انشاء مطار المستقبل، وهنا يجب اعتماد موقع جديد لمطار المستقبل.
كيف ترى علاقة الادارة مع نقابة العاملين في الطيران المدني؟
- هناك تعاون وتفهم في ما بين الادارة ونقابة العاملين في الطيران المدني، والادارة ترحب بأي مقترحات في سبيل خدمة العاملين في المطار وفي سبيل مصلحة العمل بصفة عامة، والنقابة تتواصل مع الادارة من خلال اجتماعات دورية نعقدها معاً وحل اي من المشاكل ان وجدت.
وأود التأكيد في هذا الصدد ان ابواب قياديي الادارة مفتوحة أمام كافة العاملين فيها للوقوف على متطلباتهم واهتماماتهم.
وأين وصل الكادر الخاص بموظفي الطيران المدني؟
- نحن نأمل قيام الجهات المختصة بالنظر في هذا الكادر والموافقة عليه قريباً لا سيما وانه قد أقرت أخيراً كوادر ممتازة للعاملين في قطاعات أخرى مثل كادر مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية، وما لا شك فيه ان موظف الطيران المدني يعمل جنباً الى جنب مع زميله موظف المؤسسة في المطار، علاوة على الاعباء والمسؤوليات الضخمة التي ينهض بها موظفو الطيران المدني لادارة الحركة الجوية وتشغيل المطار على مدار الساعة وفي مختلف الظروف، وهذا ما يؤكد استحقاقهم لكادر مناسب.
هل هناك خدمات خاصة لرجال الأعمال والطائرات الخاصة في مطار الكويت الدولي؟
- نعم، هناك مبنى الطيران العام الذي تم افتتاحه أخيراً في المنطقة الشرقية من المطار وهو يقدم خدمات متكاملة لطائرات رجال الأعمال والطائرات الخاصة من خلال توفير وسائل الراحة والرفاهية التي تتطلبها فئة المسافرين على هذه الطائرات، وهو يضاهي أحدث المرافق المماثلة في مطارات المنطقة.
وهذا المبنى يدار بنظام BOT من قبل احدى الشركات التابعة للقطاع الخاص بالتعاون مع احدى الشركات العالمية.
ما صحة ما يتردد بأن العمر الافتراضي للرادار في المطار قد انتهى لأنه لا يتجاوز خمس سنوات؟
- هذا الكلام غير صحيح والرادار الموجود تم توريده وتشغيله عام 2000، وهناك عقد صيانة لمدة 15 عاماً مع الشركة العالمية المصنعة للرادار، وهو يعمل على مدار الساعة، ومع ذلك لدينا مشروع تحديث المنظومة الرادارية الذي سوف ينفذ قريباً.
وما صحة ما يقال ان الادارة لا تلتزم بتوصيات مستشاري الملاحة الجوية العاملين لديها وهي ترمي تلك التوصيات في الادراج دون اي اهتمام؟
- هذا الكلام غير دقيق، ونرجو دائماً تحري الصحة والموضوعية عند تناقل مثل هذه الاخبار حفاظاً على سمعة المطار وسمعة الكويت الجوية على وجه العموم، اذ تولي الادارة دراسات المستشارين وتوصياتهم كل اهتمام واعتبار، وهناك مستشار ملاحة جوية واحد لدى الادارة وليس عدة مستشارين، والادارة غير ملزمة بالأخذ بتوصيات اي مستشار ما لم تطابق المعايير والمتطلبات الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي وقواعد توصيات بعض المستشارين مجرد تصورات ووجهات نظر تحتمل الصحة أو الخطأ فالمستشار ليس ملاكاً منزهاً عن الخطأ.
ما حكاية ما ينقل في الصحف عن مصادر تتحدث عن وجود مشاكل في قطاع الملاحة الجوية؟
- كما قلت سابقاً ابوابنا مفتوحة دائماً لأي ملاحظة او شكوى او حتى اي نقد بناء لإصلاح اي قصور في العمل، فالكمال لله وحده، ونتمنى دائماً ان تكون هناك جدية في طرح اي اقتراحات لتطوير العمل سواء في قطاع الملاحة الجوية او في غيره، ولكن ما يتم تناقله عبر بعض الصحف من اخبار تسيء الى قطاع الملاحة الجوية عن «مصادر مجهولة» فهذا ليس نقداً بناء بل اطلاق تهم عامة لقطاع خدمات الملاحة الجوية دون اي دليل او مستند، ولدينا الادلة والمستندات الثبوتية للرد على هذه التهم، ونتمنى ان تكون لهذه «المصادر المجهولة» جرأة ادبية لتقديم اي شكاوى او مقترحات لديها عبر القنوات الرسمية كاشفة عن نفسها اذ اننا نقدر ونحترم كافة وجهات النظر الجادة، ولكننا نعتقد انها غير جادة ولو كانت جادة فلماذا تتخفى وراء الأقنعة وهي تسيء الى سمعة هذا المرفق الجوي وكذلك تسيء الى مهنة المراقبة الجوية التي يقوم على ادائها شباب أكفاء من ابناء هذا الوطن، وهناك دائماً قنوات متعارف عليها لحل اي مشكلات تعترض الاداء، ولذلك نحن نأمل دائماً توخي الصدق والموضوعية عند تناول اي خبر يتعلق بأمن وسلامة الطيران المدني في الكويت.