الحريري وجعجع لم يسْلما من المأزق
«حزب الله» يعطّل نصاب انتخاب الرئيس اليوم ومرشّحاه «يتواريان» عن جلسة البرلمان
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:35 ص
«14 آذار» ترمم صورتها في ملاقاة ذكرى 14 فبراير
لم يترك «حزب الله» مرة جديدة اي لبس حول موقفه المتمهّل والمتريّث في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني، فعمد الى سكْب المياه الباردة على الرؤوس الحامية عشية الجلسة النيابية الـ 35 المحددة اليوم، لانتخاب رئيسٍ والتي أكّد انه لن يحضرها.
ولم يفاجئ موقف «حزب الله» احداً، لكنه اتخذ بُعداً شديد الالتباس في ظلّ المعادلة التي يطرحها الحزب والتي يتمسّك عبرها بزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون كمرشّحٍ حصري وحيد ولا يقبل في الوقت نفسه لا بالمشاركة في الجلسة الانتخابية ولا بالطلب من منافس عون الحليف الابرز الثاني للحزب زعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية الانسحاب لمصلحة عون.
وفيما لفت امس، ما نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري لجهة تأكيد حضور كتلته النيابية جلسة الانتخاب اليوم على جري عادتها وإعلانه «أصبح هناك ثلاثة مرشّحين (عون وفرنجية وهنري حلو) فلينزلوا جميعاً إلى البرلمان ولينجح مَن ينجح»، قالت أوساط مسيحية مستقلّة في قوى «14 آذار» لـ «الراي» ان هذا الأسبوع سيتخذ بُعداً بارزاً لجهة تظهير مأزق المرشحيْن عون وفرنجية كلٌّ من جهته، بعدما وقع داعماهما الأساسيان ايضاً، اي رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري (يؤيد فرنجية) ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع (رشّح عون) في مأزق التداعيات التي نشأت عن الملابسات التي رافقت ترشيح كل منهما، ولكن اي شيء ايجابي لن يُسجل لجهة سد الثغر التي تتكاثف على طريق الاستحقاق الرئاسي.
ذلك ان بداية الاسبوع اليوم ستشهد استعادة للمقاطعة التي تحول دون توافر النصاب القانوني لجلسة الانتخاب وهو 86 نائباً، الأمر الذي سيضع «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» في دائرة الاتهام المتكرر بازدواجية الموقف والتعطيل. ولكن النائب فرنجية ايضاً سيبدو مصاباً بالانفصام السياسي لانه سيقاطع الجلسة تماشياً مع قوله انه لن يحضر جلسة يقاطعها «حزب الله»، في وقت تكاد تتوافر لترشيحه (فرنجية) اكثرية النصاب وكذلك اكثرية الانتخاب.
وتبعاً لذلك، تقول الأوساط نفسها ان جلسة اليوم لن تكون لها أي أهمية إلا في ظل إعادة تثبيت الحقيقة التي تؤكد ان «حزب الله» في الدرجة الاولى يرهن الانتخابات الرئاسية للواقع الاقليمي وان العماد عون، اذا كان الحزب يسميه «المرشح» حصراً، سيكون عليه ان يتساءل الى متى سينتظر كي يترجم الحزب موقفه؟
اما في الجانب الآخر، فان الأوساط المسيحية المستقلة في قوى «14 آذار» لا تخفي تَوجُّسها من الصورة المعنوية والسياسية التي تنتظر هذه القوى نهاية هذا الاسبوع الذي يصادف الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري.
وتشير الأوساط الى ان الاتصالات واللقاءات الكثيفة الجارية في الرياض مع الرئيس سعد الحريري منذ أيام لم تبلور بعد عناوين الكلمة السياسية التي سيلقيها زعيم «تيار المستقبل» الاحد المقبل عبر شاشة عملاقة في احتفال سيقام في مجمع البيال. ولكن يبدو وفق هذه الاوساط ان هناك استبعاداً لأن يعلن الحريري في هذه الكلمة تبنيه الرسمي لترشيح النائب فرنجية للرئاسة، باعتبار انه لم تعد هناك حاجة لهذا الترشيح ما دام فرنجية أعلن بنفسه ترشحه أكثر من مرة، ولكن ذلك لن يحول دون تطرق الحريري بإشارات معينة الى دعمه فرنجية من ضمن إطارٍ عام سيكون الاستحقاق الرئاسي عبره المادة الاساسية لكلمة رئيس «المستقبل» ومن خلالها سيتطرق الى وحدة قوى «14 آذار» حول المسائل المبدئية ولو تباينت المواقف حول الترشيحات الرئاسية.
وقالت الاوساط ان لا صحة لكل ما يتردد مسبقاً عن اختلالٍ متوقّع في تمثيل قوى «14 آذار» في الاحتفال الذي يجري الإعداد له، وان مجمل قوى «14 آذار» والمستقلين فيها يعملون على تبديد صورة اهتزاز التحالف ولو ان احداً ما عاد يمكنه إنكار نشوء هوة بين قواه من جهة وأزمة تعامل مع الرأي العام او جمهور «14 آذار» من جهة اخرى في ظل ما آلت اليه تطورات الاستحقاق الرئاسي بترشيح الحريري وجعجع اثنيْن من قوى «8 آذار».
جنبلاط يغرّد: مَن هو الرئيس؟ قد يكون إميل رحمة
يكمل رئيس «اللقاء الديموقرطي» النائب وليد جنبلاط تغريداته «المشفّرة» المتعلّقة بالاستحقاق الرئاسي في لبنان ربطاً بالتطورات في المنطقة.
فبعدما كان توقّع ان الرئيس اللبناني سيأتي «على سجادة ايرانية»، استحضر لليوم الثاني على التوالي علاء الدين على بساط الريح عبر صورتين نشرهما وأرفق الاولى بسؤال «هل هذا الرئيس؟»، قبل ان يعلّق على الصورة الثانية بالعربية والانكليزية، قائلا: «هو ذَا قد أتى.. يا ترى هل هو هنري حلو، ام سليمان فرنجيةً ام ميشال عون، قد يكون أميل رحمة».
تفكيك عبوتيْن في طرابلس
استقطبت عاصمة الشمال طرابلس امس، الأنظار مع اكتشاف عبوتين ناسفتين تم تفكيكهما وكانتا معدّتيْن للتفجير.
واكد بيان صدر عن الجيش اللبناني، ان «العبوة الأولى مصنعة يدويا وهي مؤلفة من 3 أنابيب محشوة لنحو 1.5 كلغ من المتفجرات وموصولة بصاعق وفتيل إشعال بطيء. والثانية، عبارة عن قارورة غاز تحتوي على 10 كلغ من المواد المتفجرة، موصولة بفتيل وصاعق كهربائي وتعمل بواسطة جهاز تفجير عن بعد».