هند رستم ... مارلين مونرو الشرق

«ستوب هنكمل بكرة» حددت مصيرها! / 6

1 يناير 1970 07:06 ص
| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
جميلة الأداء... وناعمة الطلة على الشاشة... استحقت عن جدارة لقب «مارلين مونرو الشرق»، أحبها الجميع لجمالها ورقتها وأدائها الذي يتميز بالبساطة والرقة... بقيت دون غيرها ملكة الإغراء التي أدت الأدوار المثيرة... إلا أن أحدا لم يعترض على أفلامها أو على مشاهد ساخنة كانت طرفا فيها، حيث كانت متميزة في أداء هذه الأدوار، إلى جانب أداء أدوار بنت البلد... حتى الحسناوات في أوج مجدها... كان يقلدنها في حركاتها وملابسها، حتى في لفة «الملاية اللف».
عندما ترى أعمالها على الشاشة ترى أجمل النساء، كانت تمثل وملامحها، فملامحها تتكلم وتتحدث وتعبر عن دورها... ومن هنا أحبها الجمهور وحرصوا على رؤية أفلامها، وعلى الرغم من اعتزالها في السبعينات إلا أنها لاتزال «ملكة الإغراء» ومونرو الشرق وهي الألقاب التي لم ينافسها أحد عليها حتى الآن، فهند رستم... هذه الرقيقة التي أدت أدوار الإغراء ماتزال متربعة على عرشها حتى بعد اعتزالها، وستبقى هكذا سنوات.
قدمت أدوارا متنوعة أكدت فيها قدرتها كممثلة... أثبتت وجودها في عالم الفن ولم تكن تعلم أنها ستتربع على العرش السينمائي بهذه السرعة.
قابلت العقبات في حياتها، إلا أنها جعلتها أقوى من السابق وتفوقت على نفسها واستطاعت أن تؤكد أن الفن الحقيقي لا يعتمد على الإغراء وإنما يعتمد على الموهبة ودراسة الشخصية وإبراز ملامحها حتى ولو بالصمت.
جوانب كثيرة سنتعرف عليها... من حياة هند رستم في هذه الحلقات عبر سطور «الراي»... نقترب كثيرا من سطور، وأسرار وحكايات لنعرف من هي هند رستم عن قرب ونعرف ما بداخلها وكيف استطاعت الوصول لهذه المكانة والحفاظ على لقبها حتى بعد اعتزالها... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى... فلديها الكثير... وهي ليست في اتجاه سيرة ذاتية كاملة، ولكنها محطات وذكريات ووقفات لها معنى.


... ماذا تقول هند رستم عن فيلم «بنات الليل» وكيف تراه له وتقيّمه تقول هند: «انه من الأفلام التي لها عندي ذكرى غالية على نفسي لأنه يعتبر أول فيلم مثلته مع المخرج الراحل حسن الامام... وكانت أول بطولة ثانية لي فأتذكر أن المخرج حسن الامام هو الذي رشحني لهذا الفيلم بعد أن شاهدني وأنا أعمل معه في فيلم «الملاك الظالم» وكنت أقوم فيه بدور صغير... حيث كنت أغني وأرقص فيه بصوت الفنانة نادية لطفي أي كان «مدبلجا» وأعجب بي.
وذهب للفنانة ماري كويني وناقشها في موضوع فيلم «بنات الليل» وسألها عن الفتاة التي تعمل بطولة ثانية فقالت له أنت طول عمرك ترشح الجدد والممثلة هند رستم لو رشحتها لهذا الدور سوف تنجح في أدائه، وذهب أيضا للفنان حسين رياض الذي رشحني أيضا لهذا الدور على الرغم من أن حسن الامام كان مقتنعا بي بينه وبين نفسه، ولكنه كان دائما يخاف على اسمه وفي نفس الوقت كان جريئا جدا فهو الذي أعطى الفنانة الكبيرة فاتن حمامة فرصة في سن مبكرة، أي سن حرجة جدا في مجموعة أفلام منها «ظلموني الناس» و«اليتيمتين» و«أنا بنت ناس» و«الملاك الظالم» وغيرها من الأفلام».
وقالت: «عندما أعطاني الفرصة كانت هي أمنيتي وأتذكر أن أول مشهد تم تصوير في الفيلم كان في لبنان في المطار، وكان المخرج حسن الامام له طريقة غريبة فعندما بدأنا التصوير كان يشعر بالقلق مني فأخبره مساعده بأنه في أول يوم سيتم عمل «2 شوت أميركاني» أي أن الكاميرا تدور على الفاضي ولم يشعرني بأنها بروفة.
وكانت هناك كلمة معينة فيما بينهم فاذا قال «استوب أنا تعبان»، هذا يعني أنني لم أوفق كممثلة وفشلت... وأنزل مصر فورا وتحضر بدلا مني الفنانة ماجدة الصباحي، ولكن اذا قال «استوب بكره نكمل» معناها أني نجحت وسأكمل الفيلم،
وبالفعل بدأنا العمل عندما كنت أجري في المطار وقعت على قدمي وكسرت وحدث بها نزيف داخلي وكنت لا أستطيع الوقوف وكان في المطار طبيب وكشف عليّ وأخبرهم بأنني لابد أن أنتقل للمستشفى فرفض المخرج وقال: لازم تكملي هذا المشهد بأي طريقة فبكيت بشدة وقلت في نفسي لو أنني مشهورة ونجمة لا يستطع أن يفعل ذلك معي.
وأثناء بكائي تذكرت أنها فرصتي الوحيدة التي كنت أتمناها... فتحملت على نفسي وعملت المشهد ببكاء طبيعي جدا وكان المشهد متقنا جدا... فانبهر بي المخرج حسن الامام وصفق لي الجمهور في المطار والركاب وجميع الموجودين.
وقال المخرج كلمته «استوب بكره نكمل» ففرحت جدا، وبعدها همس لي مساعد المخرج في أذني وقال لي بهذه الكلمات تحدد مصيرك كممثلة.
وقد حققت نجاحا كبيرا وأخبرني بالحقيقة فكان المخرج حسن الامام سلاحا ذا حدين اما أنه رجل بروفيسير كبير وكانت أمنيتي أن أعمل معه واما أنه غير ذلك.
واتضح أنه أستاذ كبير ومهما يمر الزمن لن أنسى له الفضل في أشياء كثيرة عملها معي كان يقول دائما اوعي يا هند تظلي في خانة واحدة وبعد فيلم «بنات الليل» عملت معه شفيقة القبطية والجسد والحب العظيم واعترافات زوج وامرأة على الهامش وعجائب يا زمن والحلوة عزيزة.
مواقف طريفة
وحول المواقف الطريفة التي حدثت أثناء التصوير تقول هند رستم: «لم تكن هناك مواقف طريفة لأن كل تركيزي هو أن أنجح في هذا الفيلم فكنت مشغولة بهذا فقط وساعدني على ذلك الفنان القدير حسين رياض بتوجيهاته لي وتشجيعه لأنه من المعروف أن شوطات المخرج حسن الامام كانت طويلة وهذا معروف عنه.
فكان الفنان الراحل حسين رياض يتولاني بنصائحه وتوجيهاته ففي هذا الفيلم عمل لي المخرج 17 علامة، وعند كل علامة أقول جملة وبالفعل عملت كل ذلك باتقان حتى ان الفنانة ماري كويني اندهشت وقالت لحسن الامام: الشوطات طويلة وهي ممثلة مبتدئة حاول تخفف عنها.
ولكني كنت سعيدة بذلك ولا أستطيع أن أرفض أي شيء يقال لي لأنها كانت فرصتي في التمثيل بعد أن أرسلني المخرج حسن رمزي بخطاب منه للمخرج حسن الامام يوصيه أن يأخذني في هذا العمل لأنه يرى أنني ممثلة بالفعل فقد كان حسن الامام هو المخرج الوحيد الذي كان يضع اسمه قبل اسم النجم وكانت تباع أفلامه باسمه».
ظروف انتاجية
وعن ظروف انتاج هذا الفيلم تقول هند رستم: «ان ظروف انتاج الفيلم كانت جيدة جدا وتكلف الفيلم الكثير وأنفق عليه الكثير أيضا، وتم التصوير في مجموعة أماكن بعيدة عن لبنان وبالرغم من ذلك ولأنني كنت ممثلة مبتدئة فقد حصلت على أجر 150 جنيها ولكني لم أهتم بالمبلغ بقدر ما أهتم بالعمل مع هذا المخرج الكبير، وبالفعل كتبت على يديه نجوميتي وشهرتي وبعدها سطعت من خلال فيلم باب الحديد الذي حقق لي انتشارا في كل العالم وكان مع المخرج يوسف شاهين الذي عملت معه في ثلاثة أفلام هي «بابا أمين» وكان أول اخراج له... وبطولة فاتن حمامة و«انت حبيبي» مع الفنانة شادية وفريد الأطرش وبعدها فيلم «باب الحديد»، وبالنسبة لهذا الفيلم كان من روائع يوسف شاهين».
وكان جميع النجوم الذين يعملون بهذا الفيلم أبطالا لكنه سقط بجدارة لأنه كان قصة جديدة على الناس فقد كانت وقتها كل المواضيع تدور حول فتاة كفيفة أو مكسحة أو مريضة أو راقصة.
ولكن فيلم «باب الحديد» موضوعه جديد ومختلف حيث دخل في أكثر من موضوع والناس لم تعتد على هذه النوعية من الأفلام ولذلك قال عنه النقاد... بعد أن أشادوا به ان هذا الفيلم سيفهمه الناس بعد 5 سنوات.