ثالث حفلات «هلا فبراير» الغنائية... طعمها «غير»

دشتي والبلوشي والعراقي والمجرّد... أشعلوها طرباً

1 يناير 1970 12:51 م
رغم أنه لم يتم بثّه كاملاً على الهواء مباشرة، حيث تمّ الاكتفاء بنقل الوصلتين الأولى والثانية وتسجيل الثالثة والرابعة، إلاّ أن الحفل الغنائي الثالث لمهرجان «هلا فبراير» كان مميزاً بأجوائه، كونه ضمّ أسماء لنجوم شباب ومخضرمين في الساحة الغنائية الخليجية والعربية.

ففي تلك الليلة الباردة بأجوائها الخارجية والدافئة داخلياً، استمتع الجمهور الذي غصّ به مسرح «صالة التزلج» مع الفنان حاتم العراقي الذي لم تمر مشاركته للمرة الأولى في حياته في إحياء حفل غنائي بالكويت دون إثارة، إلى جانب زملائه الفنانين إبراهيم دشتي ومساعد البلوشي من الكويت والفنان المغربي سعد المجرد.

دشتي، وفي ثاني تجربة غنائية له بالمشاركة ضمن فعاليات مهرجان «هلا فبراير»، توّلى هو دفّة قيادة تلك الأمسية عندما افتتحها غناءً بصوته الدافئ الذي لم يوقفه بعض المشاكل التي حصلت بالصوت، والتي كانت واضحة بشكل كبير لكل من تابع مجريات بث الحفلة على شاشة التلفاز. حيث اختار دشتي أن تكون وصلته الغنائية كلها من أغانيه الخاصة التي سبق له وأطلقها كأغانٍ منفردة بالأسواق محققة نجاحاً كبيراً، أذكر منها أغنيتي «مخاصمها» و«إنقاذ موقف» وكذلك «بحّة حزن»، «يا ستّار»، «كشميري»، «فاقدها» وأيضاً أغنية «طاف».

ربما يكون الحكم على مستوى أي فنان شاب تمكن من الوقوف على خشبة مسرح «هلا فبراير» والغناء بكل أريحية، مواجهاً ذلك الجمهور الذي لا يقبل بالقليل ولا يعرف المجاملة أمراً ليس بالسهل، وعلى الرغم من وضوح التوتر في أول أغنية أطلّ بها دشتي، إلاّ أنه فعلاً تمكّن مع مرور القليل من الوقت من امتلاك خشبة المسرح والغناء متفاعلاً بإحساسه ومشتركاً مع الجمهور ومتواصلاً معه، فأثبت استحقاقه فرصة التواجد. وفور انتهاء وصلته الغنائية غادر دشتي خشبة المسرح فاسحاً المجال أمام زميله الفنان الشاب مساعد البلوشي الذي كان متمكناً من أدائه الغنائي، ليقدم للجمهور مجموعة من أشهر أغانيه التي تفاعل معها الجمهور منها «لك عليّ»، «برد قلبي»، «مريت»، «آه»، «الحب»، «ويلي»، «طالعين القمر»، «انت بديت»، «أروح لوين»، وأيضاً أغنية «غبت».

ومع خروج البلوشي كانت الساعة تشير إلى الواحدة والنصف صباحاً، حين علت صيحات الجمهور مرددة «هلا بيك هلا» ومع إطلالة المذيعة نورة عبدالله التي رحّبت بمطرب الوصلة الثالثة، دخل الفنان حاتم العراقي مفتتحاً وصلته الغنائية بأغنية «أحبكم»، حيث وجّه كلامه للجمهور قائلاً لهم «أحبكم يا الكويت» مما أشعل الصالة حماساً وتصفيقاً حاراً، ثم تلاها بأغنية أخرى جديدة يغنيها للمرة الأولى تحمل عنوان «ريحة هلي يا كويت» أهداها إلى الشعب الكويتي وحكومته، مما زاد حماس الجماهير فرحاً فارتفعت أعلام الكويت عالياً في أرجاء الصالة كلها التي كانت ممتلئة تماماً في تلك اللحظة. وهنا بدأت الحماسة تتسّرب إلى داخل الفنان العراقي أيضاً، إذ أخذ في التنقل بين أجمل أغانيه القديمة والجديدة أيضاً، محاولاً بدوره إرضاء أكبر شريحة ممكنة من جمهوره خلال المدة المحددة له، فانتقى منها أغنية «مهاجر» التي غنّاها معه الجمهور، وأيضاً أغنيتي «أغلى ناسي» و«يا طير» إلى جانب «عذبني حبيبي»، «شعلومه»، «وصلوا له سلامي»، «الغالي»، «فوق ارفع إيدك»، «لو بإيدي»، «ما رايد» و«الويل الويل» إلى جانب «واحد يحب واحد».

العراقي كان ذكياً في لقائه الأول له مع جمهوره الكويتي فوق أرضه، فعرف كيف يجذبهم إليه طوال الوقت من دون أن يشعروا بالملل، حيث لعب تارة على وتر غنائه المواويل التي يشتهر بها والتي حرّكت مشاعر الجمهور، وتارة أخرى كان يعود بكل سلاسة بأغنية مليئة بالحماس والايقاعات الراقصة فيدخل معه الجمهور في أجوائها دون أن يشعر، مما يدفعهم للغناء معه والتصفيق الحار المتواصل دون توقّف، واستمر ذلك الوضع على ذلك المنوال إلى أن أعلن لهم عن تقديمه أغنية الختام والتي حملت عنوان «أغلى ناسي»، ثم غادر المسرح تاركاً خلفه جمهوراً يهتف باسمه طالباً منه البقاء والاستمرار بالغناء، لكن الوقت المسموح له كان قد انقضى.

وخلال ذلك الوقت كان الفنان المغربي سعد المجرد ينتظر دوره خلف الكواليس للالتقاء بجمهوره، إذ وعلى إيقاع أغنيته «مال حبيبي» دخل المسرح مرحّباً بها بجمهوره، الذي بقي بعضه صامداً حتى الساعات المتقدمة من الليل يستمتع بصوت مطربه المفضل، بعدها أخذ المجرد بتوالي غناء أغانيه التي سبق لها وحققت نجاحاً كبيراً في منطقة الخليج العربي وتحديداً الكويت، ومنها «انت باغية واحد»، «سلينا» حيث صفق له الجمهور وغنّاها معه، وهنا تفاعل المجرد بدوره معهم فمنحهم المزيد من أغانيه الشهيرة مثل «لمن نشكي الحال»، وأيضاً قدّم لهم مفاجأة عندما غنّى إحدى أغاني فرقة ميامي الكويتية بعنوان «فيكم طرب» فأشعل الصالة تصفيقاً وتشجيعاً، واختار أغنية الختام «انت معلم» ليسدل من خلالها الستار والاعلان عن انتهاء الحفل الغنائي الثالث من حفلات «هلا فبراير» الذي تبقى منه حفلتين من المقرر إحياؤهما يومي الخميس والجمعة المقبلين، حيث يشارك في حفل يوم الخميس كل من الفنان نبيل شعيل إلى جانب الفنانة أحلام الشامسي والفنان إسماعيل مبارك، وفي حفل يوم الجمعة يشارك كل من الفنانة شيرين عبدالوهاب إلى جانب الفنان حسين الجسمي والفنانة هند البحرينية.

العراقي والمجرّد ... تسجيل وليس مباشراً!



فوجئ مشاهدو تلفزيون دولة الكويت بأن الحفلة الثالثة من المهرجان لم يتمّ نقلها كاملة، إذ تمّ بثّ الوصلة الغنائية الأولى التي قدمها إبراهيم دشتي على القناة الأولى، ومع حلول الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل حان موعد الوصلة الغنائية الثانية التي أحياها مساعد البلوشي وتم بثّها على شاشة «الكويت بلاس» بسبب تزامن موعدها مع موعد نشرة الأخبار، بعدها تم قطع الارسال عن النقل المباشر للوصلتين الغنائيتين الثالثة التي أحياها الفنان حاتم العراقي والرابعة التي قدّمها الفنان المغربي سعد المجرد.

ومع الاستفسار عن الأسباب وراء ذلك القطع، تواصلت «الراي» مع أحد المسؤولين في وزارة الاعلام - الذي تحفّظ على ذكر اسمه - حيث أوضح بالقول:«السبب الحقيقي في ذلك القطع وعدم البث المباشر لكامل الحفلة الغنائية، كان تلك التغريدات التي تمّ تناقلها حول مشاركة الفنان حاتم العراقي في المهرجان، لذلك أصدر وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح قراراً في اللحظات الأخيرة وقبل الحفل بساعات فقط، بتسجيل كل من الوصلتين الثالثة والرابعة وعدم بثهما مباشرة على الهواء».