وكيل الخارجية والتجارة في هنغاريا كشف عزم بلاده تسيير رحلات جوية مباشرة للكويت الصيف المقبل
سزابو لـ «الراي»: يستحق الإشادة ... دور الكويت الدولي في مكافحة الإرهاب
| كتب خالد الشرقاوي |
1 يناير 1970
07:25 ص
الكويت كانت الموزع الرئيسي للمنتجات الهنغارية لدول التعاون
التبادل التجاري مع الكويت تضاعف 5 مرات عما كان عليه في السابق
نسعى لأن يكون للعرب مكان على خريطة الاستثمارات في هنغاريا
دولتنا الوحيدة في العالم التي لم تثبت عليها أي إساءة للاجئين
ما يحدث على الساحات العراقية والسورية والليبية يدمي القلوب
أكثر من 100 جندي هنغاري يشاركون في حفظ السلام في أربيل
400 ألف لاجئ عبروا الأراضي الهنغارية في العام الماضي فقط
علينا عدم الخلط بين اللاجئين والمهاجرين حتى لا نظلم فئة على حساب أخرى
بورحمة: كنا في طليعة الدول الخليجية التي تقيم علاقات مع هنغاريا
بالإشادة والتقدير تناول وكيل وزارة الشؤون الخارجية والتجارة لجمهورية هنغاريا لاسزلو سزابو الدور الكويتي في دعم الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، مثمنا ما تقوم به الكويت وعلى رأسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على الصعيد الإنساني في كل انحاء العالم.
وأعرب سزابو في لقاء خص فيه «الراي» والزميلة «الأنباء» عن أسفه لما يجري في المنطقة العربية من أحداث دامية، مشيرا إلى مشاركة بلاده بـ 100 جندي في قوات حفظ السلام في المنطقة، ومتمنيا أن ينتهي ما تعانيه من ويلات الإرهاب.
وعن العلاقات الكويتية - الهنغارية، قال إنها علاقات عميقة تحفل بالكثير من التعاون، كاشفا عن عزم بلاده تسيير رحلات مباشرة مع الكويت بنظام التأجير (CHARTER FLIGHT) بداية من الصيف المقبل، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
? كيف تصف علاقاتكم مع الكويت بعد أكثر من نصف قرن على بدايتها؟
- الكويت كانت الموزع الرئيسي للمنتجات الهنغارية لمختلف دول مجلس التعاون ولدينا اهتمام كبير بمنطقة الخليج ودول مجلس التعاون، وعلاقاتنا عريقة تمتد لأكثر من 52 عاما، ولذلك أقول ان معدل التبادل التجاري بين بلدينا ارتفع بمعدل 5 مرات عما كان عليه في السابق ولكننا في الواقع لسنا راضين عن ذلك ونجده أقل من مستوى الطموح ونعمل على زيادة حجمه في الفترة المقبلة، فهنغاريا تشتهر بتربتها الخصبة وهي دولة مميزة على مستوى الأنشطة الزراعية والحيوانية ولذلك فإن منتجاتنا الزراعية واللحوم عالية الجودة ومشهود لها عالميا لأننا لا نسعى للمنافسة على حسب الكم ولكن نسعى دوما إلى تحسين جودة منتجاتنا.
? ماذا عن علاقاتكم مع دول المنطقة؟
- العلاقات الهنغارية - العربية تاريخية وذات أواصر ثقافية وحضارية، فهنغاريا دولة صغيرة متعددة الثقافات نظرا لموقعها الجغرافي في وسط أوروبا، كما أنها تأثرت كثيرا بحكم الامبراطورية العثمانية لمدة 150 عاما، إلا أن الشيء الرائع ان العثمانيين تركوا خلفهم إرثا ثقافيا كبيرا استفدنا منه، ولك أن تعلم أن خلف وزارة الشؤون الخارجية والتجارة حماما عثمانيا عمره يتجاوز الـ 500 عام وما زال يعمل إلى الآن وأستخدمه بانتظام، كما أن لدينا على الأقل 30 حماما مماثلا في مختلف انحاء البلاد، ونستخدم العديد من الكلمات التركية في لغتنا، كما أن هناك العديد من أسماء العائلات التي تعود إلى الأصول التركية. ولدينا مجموعة مميزة من المساجد بعضها يعتبر من العلامات السياحية المميزة في بلدنا وندين للثقافة العربية بالكثير.
ما أود التأكيد عليه أن هنغاريا بلد متعدد الثقافات ولها إرث تاريخي في قبول الآخر والتعايش معه، وتاريخيا تعايشنا مع أناس من مختلف دول العالم وعلى سبيل المثال من سلوفاكيا ورومانيا وألمانيا والتشيك ومجموعة من الغجر التي تعود أصولهم إلى الهندية.
? هل تشارك الشركات الهنغارية في تنفيذ مشاريع خطة الكويت التنموية؟
- لدينا عدد من الشركات في الكويت ولكن أعدادها في المجمل مازالت قليلة ونستطيع أن نقدم خدمات كبرى في مجال الاستشارات الزراعية وإدارة واستخدام مياه الشرب وترشيد استخدام المياه و استخراج المياه الجوفية.
أما بالنسبة للشركات الكويتية فإن معظمها مهتم بالاستثمار العقاري في هنغاريا ونحن نريدهم أن ينفتحوا على مجالات اخرى في الاستثمار مثل الصناعة والإنتاج خصوصا أن لدينا مصانع كبرى واستثمارات بريطانية وألمانية وصينية وهندية، ولذلك نسعى لأن يكون لشركائنا من العالم العربي مكان على خريطة هذه الاستثمارات.
? هل تنوون تسيير رحلات طيران مباشرة للكويت؟
- الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين مهمة جدا في دعم العلاقات الثنائية وخاصة السياحية والتجارية ونحن نولي هذا الموضوع أهمية قصوى ونعمل على تحقيقه في القريب العاجل وطلبنا من الكويت أن تحدد شركة طيران تعمل كخط مباشر بين البلدين وإلى أن يتحقق ذلك فسنعمل منذ بداية الصيف المقبل على تسيير رحلات مباشرة بنظام التأجير (CHARTER FLIGHT) ومن خلالها تستطيع شركات الطيران تقييم الوضع وتحديد عدد الرحلات المباشرة المطلوبة، وما أود أن أؤكد عليه أن لدينا سائحين كثيرين من الإمارات ومن السعودية ويسعدنا أن يكون السائح الكويتي متواجدا أيضا.
? ماذا عن التطور الديموقراطي في هنغاريا؟
- هنغاريا دولة ديموقراطية تعزز قيم المواطنة وحقوق الإنسان منذ انتهاء التواجد العسكري الروسي في بلادنا في عام 1989 وانتخبت أول حكومة هنغارية في عام 1990، والحكومة الحالية حصلت على إجماع شعبي كبير في انتخابات 2010 و2014 ونحن سعداء لان الاقتصاد الهنغاري هو الاسرع من ناحية النمو الاقتصادي في الاتحاد الاوروبي في عامي 2014 و2015 وتحسنت الاستثمارات الاجنبية غير المباشرة بنسبة 14 في المئة وهذا في حد ذاته يرجع إلى الفرص الاستثمارية المميزة التي تقدمها بلدنا والتسهيلات الكبيرة وهذا ما دفع عددا من المجلات الاقتصادية المتخصصة إلى التصويت لهنغاريا كواحدة من أفضل الجهات ملائمة للاستثمارات في العالم.
? تداولت بعض وسائل الاعلام أنباء عن بعض الانتهاكات في حق اللاجئين في هنغاريا فما صحة ذلك؟
- هذه اتهامات زائفة لا أساس لها من الصحة ولا يستطيع أحد اثباتها والصحافي الذي نشر ذلك تمت معاقبته بالقانون، فهنغاريا هي الدولة الوحيدة في العالم التي لم تثبت عليها أي إساءة للاجئين وفي بعض الدول تم تسجيل اكثر من 400 حالة ولكن بالنسبة لنا لم نسجل ولا حالة واحدة في هذا الصدد.
? ما رؤيتكم لما يحدث من اضطرابات في المنطقة العربية؟
- نحن حريصون على دعم استقرار وأمن المنطقة، وما يحدث على الساحات العراقية والسورية والليبية يدمي القلوب، ونتمنى أن تسهم الجهود الدولية في إيقاف حمامات الدم في تلك البلدان وأن تعود سريعا إلى الطريق القويم من تنمية و بناء وتعمير بما يعود على شعوبها بالخير ويوفر لهم سبل العيش الكريم.
والحكومة الهنغارية تدعم الجهود الدولية في هذا الصدد ونتعاون بشكل مباشر في المجالات العسكرية والإغاثة الإنسانية ولدينا أكثر من 100 جندي هنغاري في أربيل في العراق يشاركون في حفظ السلام ويعملون في مراكز التدريب، والحقيقة لا توجد دولة بمفردها قادرة على إنهاء الصراع ولكن على المجتمع الدولي أن يبذل مزيدا من الجهود ومزيدا من التعاون لتحقيق الاستقرار وإنهاء حالة الفوضى ووقف نزيف الدماء.
? ماذا عن آفة الإرهاب؟
- نحن نتعاون مع الجهود الدولية الحثيثة في مكافحة الإرهاب الذي اضحى يطول الجميع ولا توجد دولة بمنأى عن شروره، ونحن ندين كل أشكال العمليات الإرهابية في أي مكان دون تمييز، ونتمنى أن تتوقف كل الهجمات الإرهابية في مختلف دول العالم، والحكومة الهنغارية تشيد بالدور الكويتي في دعم الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والمساهمة في التوصل إلى حل دولي للأزمات على الساحة العربية.
? ما مدى تأثركم بتدفق اللاجئين السوريين؟
- عندما نتحدث عن ملف اللاجئين فنحن نتحدث عن قضية دولية بجنسيات وأعراق مختلفة وليس اللاجئين السوريين فقط، وبلادي تؤمن بضرورة توفير مأوى آمن للفارين من جحيم الحرب والإرهاب والاضطهاد.
وفي ما يخص اللاجئين السوريين، غالبيتهم حددوا وجهتهم لدول معينة بسبب وعود قطعها بعض قادة الدول الأوروبية ولذلك تجدهم موجودين بكثرة في الدول ذات الاقتصاد القوي بحثا عن فرص عمل مميزة ويحدوهم الأمل في حياة أفضل، وفي العام الماضي فقط عبر ما يقارب 400 ألف لاجئ الأراضي الهنغارية إلى دول أخرى غالبيتهم لم يتعاونوا مع السلطات ولم يظهروا هويتهم الحقيقية وهذا في حد ذاته تهديد للأمن القومي، ونأمل أن توضع آليات معينة تنظم عملية اللجوء.
وهنا أود أن أشير إلى أن 95 في المئة من اللاجئين يعبرون الحدود الهنغارية قاصدين دولا اخرى مثل المانيا والنمسا والسويد ولكن من يختار البقاء في هنغاريا نقدم له رعاية شاملة بمختلف مناحيها السكنية والتعليمية والصحية.
? هل تعتقد أن ما حدث في ألمانيا من تحرشات عشية احتفالات السنة الجديدة سيؤثر سلبا على مستقبل اللاجئين في اوروبا؟
- أتمنى ألا تؤثر تلك الأحداث المؤسفة على مستقبل اللاجئين في اوروبا، ولكن علينا أن نعرف نسبة اللاجئين المشاركين في هذه الأحداث بالمقارنة مع المهاجرين من أجل حياة أفضل، وعلينا عدم الخلط بين اللاجئين والمهاجرين حتى لا نظلم فئة على حساب أخرى، وأعتقد أن حتى البوليس الألماني لا يستطيع تحديد هذه النسبة ولكن بصفة عامة على اللاجئ أو المهاجر أن يحترم قانون الدولة التي يعيش على أرضها ويحترم ثقافتها وعاداتها وتقاليدها، لأنه علي أنا مثلا خلال تواجدي في الكويت إذا اتيحت لي فرصة لزيارة مسجد فعلي أن أخلع حذائي قبل الدخول لأن في ذلك احتراما لمعتقدات الآخر.
? هل ستشاركون في مؤتمر المانحين المقبل الذي سيعقد في بريطانيا؟
- بالفعل سنشارك ونعتقد أن على كل الدول المشاركة في التخفيف من آلام ضحايا الحروب والاضطرابات والإرهاب بصفة عامة وبهذه المناسبة أود أن أشكر الكويت حكومة وشعبا وعلى رأسهما صاحب السمو الأمير على اسهاماتها الكريمة والسخية في التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين.
ميهالي باير: نوفر للكويتيين بيئة آمنة ومستقرة
خليفة حمادة: مركز التأشيرات الهنغارية سييسر التبادل التجاري والزيارات
| كتب خالد الشرقاوي |
أشاد وكيل وزارة المالية خليفة حمادة بنتائج مباحثات اللجنة الثنائية المشتركة بين الكويت وهنغاريا قبل يومين، لافتا إلى أنها شملت العديد من القضايا المختلفة وأثمرت توقيع اتفاقيتين الاولى بخصوص الطيران المدني والثانية في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وتمنى حمادة في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته في افتتاح مركز التأشيرات الهنغارية لدى الكويت ان تكون هذه «البداية لمزيد من تعزيز التبادل التجاري، وتسهيل زيارة المواطنين إلى هنغاريا»، مبينا ان «ممثلا من الهيئة العامة للاستثمار ناقش خلال الاجتماع فرص الاستثمار المتاحة في هنغاريا، ونأمل تفعيل هذه الفرص للاستفادة منها».
ونفى ان تكون الاجتماعات قد تطرقت لموضوع إلغاء التأشيرات للمواطنين «حيث ان اعداد المواطنين الذين يذهبون لهنغاريا ما زال بسيطا، ولكنهم ناقشوا موضوع السياحة في هنغاريا وطرق تعزيزها وفتح خطوط طيران مباشرة الى بودابست».
بدوره، أشاد سفير الكويت لدى هنغاريا الدكتور حمد بورحمة بالعلاقات التي تجمع البلدين، واصفا اياها بـ «التاريخية والقوية»، لافتا الى ان «الكويت كانت في طليعة الدول الخليجية التي تقيم علاقات مع هنغاريا».
وأشار بورحمة إلى ان «افتتاح مركز التأشيرات الهنغاري في الكويت خطوة رائدة ستعمل على تطوير العلاقات الثنائية بشكل كبير والتي شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الماضية»، مضيفا أن «حرص هنغاريا على فتح هذا المركز في الكويت يعكس اهتمامها باستقبال اكبر عدد ممكن من السائحين الكويتيين».
من جهته، أكد سفير هنغاريا لدى الكويت ميهالي باير أن بلاده «ترحب بالزوار الكويتيين ترحيبا حارا وتوفر لهم بيئة آمنة ومستقرة جدا أيضا»، معربا عن سعادته لارتفاع أعداد السياح الكويتيين لبلاده في السنوات الأخيرة.
وأوضح ان «السفارة تبذل قصارى جهدها لتقديم خدمات ممتازة لطالبي التأشيرة، والشراكة مع مكتب اف اس جلوبال بالشرق الاوسط ستيسر على الراغبين الحصول على تأشيرة شنغن لهنغاريا حيث يستقبل المعاملات طوال ايام الاسبوع بطريقة ميسرة ولديه موظفون محترفون»، كاشفا أن بلاده «تستقبل ما بين 13 و14 مليون سائح سنويا من جنسيات وديانات مختلفة».
من جهته قال الرئيس التنفيذي لعمليات في «اف اس جلوبال بالشرق الأوسط» سريناراينان سانكاران: «نحن سعداء بنجاح إطلاق هذا المركز لحكومة هنغاريا في الكويت الذي سيوفر خدمات تأشيرات موحدة ومبسطة للمتقدمين»، مبينا أن «إطلاق هذا المركز يخدم احتياجات قطاع السياحة والسفر الآخذة في التوسع في هذه المنطقة، ونحن واثقون من أنه سيقدم خدمات تفوق توقعات عملائنا».
السياحة في هنغاريا
قال وكيل وزارة الشؤون الخارجية والتجارة لجمهورية هنغاريا لاسزلو سزابو ان «هناك العديد من الفرص للسياحة المتكاملة في البلاد، إذ تمثل السياحة 9 في المئة من الناتج القومي، وتعتبر زيارة هنغاريا تجربة رائعة للعائلات والشباب، حيث السياحة العلاجية والاستجمام في المنتجعات المطلة على البحيرات، والصيد، والمطاعم الراقية التي تقدم الأطباق الهنغارية العريقة، إضافة إلى المتاحف والقصور التاريخية والغابات ودور الأوبرا».
وبين أن «لهنغاريا تاريخا عريقا ومرت عليها حضارات مختلفة كالحضارة الألمانية والنمسوية والعثمانية»، مشيرا إلى أن «هنغاريا توفر للشباب فرصا مختلفة وعديدة، وتستقبل العديد منهم من ايرلندا وبريطانيا ودول أوروبا الشرقية، وخصوصا في بودابست التي توفر مختلف أماكن الترفيه للسائحين، فهنغاريا بلد يجمع بين العراقة وعبق التاريخ والحياة العصرية المميزة».