الرؤية في شأن مآلات «التسوية» مازالت ضبابية
السوق النفطية تعيش نوعاً من ... «التشاؤل»
| كتب إيهاب حشيش ووكالات |
1 يناير 1970
01:49 م
مندوب في «أوبك» لا موعد لاجتماع بين منتجي المنظمة وخارجها
خبراء: إشاعة الأنباء عن الاتفاق نجحت في وقف نزيف الأسعار
سعر النفط الكويتي يرتفع إلى 25.20 دولار
مازالت الرؤية ضبابية إلى حد بعيد بشأن مآلات «التسوية» النفطية، التي بدأ الحديث عنها خلال اليومين الماضيين.
فبعد الحرب النفطية الضروس التي خاضتها «أوبك» على مدار الأشهر الـ 20 الماضية، لا يبدو أن معركة «الاتفاق» ستكون أقل ضراوة.
لكن الثابت، وفق ما يؤكد محللون وخبراء، أن إشاعة هذا النوع من الأنباء، أفلح حتى الساعة على الأقل في وقف نزيف الأسعار، لا بل نجح في رفعها، ولو بشكل محدود وطفيف.
ويرى هؤلاء، أنه رغم تأكيد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بشكل رسمي، تلقي بلاده اقتراحاً سعودياً، يقضي بخفض متبادل للإنتاج بواقع 5 في المئة لكل من البلدين، إلا أن بلورة هذا الطرح تحتاج وقتاً على وقع التصريحات «الملتبسة»، كما أنها تحتاج إلى آليات لم يتم التطرق إليها بعد.
ويبين هؤلاء أن السوق النفطية، تقف في الوقت الراهن على مسافة واحدة من حالتي التشاؤم والتفاؤل، بمعنى أنها قد تكون أقرب لـ «التشاؤل»، على اعتبار أن حظوظ التسوية بالنجاح، تساوي حظوظها بالفشل أيضاً، ولكن الأمر بحاجة إلى بعض الوقت حتى تتضح الصورة بشكل نهائي.
وفي هذا السياق، أوضح مندوبان في «أوبك» أن الدول المنتجة للنفط من داخل المنظمة، وخارجها، لم تتفق بعد على أي موعد لعقد اجتماع لمناقشة خطوات لدعم أسعار الخام.
وقال أحد المندوبين، إن مثل هذا الاجتماع سيكون فكرة أفضل من عقد اجتماع يقتصر على منظمة البلدان المصدرة للبترول، وإن الوزراء يناقشون الأمر.
وقال المندوب «الفكرة الأمثل هي عقد اجتماع لـ (أوبك) مع الدول غير الأعضاء... لم يتحدد موعد بعد. ربما في فبراير أو أوائل شهر مارس».
وقال المندوب الآخر، إن مثل هذا الاجتماع سيكون على مستوى الخبراء، وليس على المستوى الوزاري.
في هذه الأثناء، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك في سان بطرسبرغ في وقت متقدم من يوم الخميس، إن بلاده تسعى إلى عقد محادثات مع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) حول تخفيض محتمل في الإنتاج العالمي للنفط، وسط التراجع الحاد والمستمر في أسعار النفط، وذلك وفقا لوكالة «تاس» للأنباء.
وأضاف المسؤول الروسي أن هذا الاجتماع قد يشهد محادثات حول تنسيق الإنتاج بما في ذلك تخفيض محتمل بنسبة قد تصل إلى 5 في المئة للإنتاج من جانب كل الدول المشاركة.
وفي أعقاب تعليقات نوفاك، نفى ممثلون لـ «أوبك» من عدة دول أعضاء وجود خطط لعقد اجتماع مع روسيا.
ومع تراجع الإيرادات، زاد الإنتاج النفطي الروسي إلى متوسط بلغ 10.73 مليون برميل يوميا في 2015، وهو أعلى مستوى منذ تفكك الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، وفقا لما ذكرته وزارة الطاقة الروسية في موسكو هذا الشهر.
وبلغ متوسط الإنتاج 10.58 مليون برميل يوميا في 2014. وفي واشنطن، ذكر البيت الأبيض أن تلك الخطوة تظهر «ضعفا اقتصاديا» حيث تضررت روسيا جراء العقوبات الدولية بسبب تصرفاتها في أوكرانيا، وكذلك مع تراجع أسعار النفط.
بدوره، قال نائب رئيس الوزراء الروسي، أركادي دفوركوفيتش، إن أسعار النفط المتدنية ستؤدي إلى خفض الاستثمارات، وربما تراجع إنتاج الخام، لكن الدولة لن تتدخل لجلب التوازن إلى السوق.
الأسعار
من ناحية ثانية، استمرت الأسعار بالتحسن على وقع الدعم الذي تلقته خلال اليومين الماضيين من الأنباء التي تحدثت عن إمكانية التوصل إلى اتفاق يقضي بخفض الإنتاج.
وقد ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.86 دولار في تداولات الخميس، ليعود إلى فوق عتبة الـ 25 دولاراً، ويبلغ السعر تحديداً 25.20 دولار، مقابل 23.34 دولار للبرميل في تداولات الأربعاء الماضي. وبذلك يكون النفط الكويتي ارتفع أكثر من 5 دولارات خلال أسبوع واحد، حيث أنهى تداولات الأسبوع الماضي دون 20 دولاراً.
بدورها، قفزت عقود برنت نحو 28 في المئة منذ سجلت 27.10 دولار للبرميل في 20 يناير.
من ناحيته، ارتفع سعر «برنت» 68 سنتا إلى 34.57 دولار للبرميل بعد أن أغلق مرتفعا 79 سنتا، بما يعادل 2.4 في المئة عند 33.89 دولار الخميس.
وزاد الخام الأميركي 60 سنتا إلى 33.82 دولار للبرميل بعد أن أغلق مرتفعا 92 سنتا أو 2.9 في المئة عند 33.22 دولار يوم الخميس. ويتجه الخام الأميركي للارتفاع خمسة في المئة على مدار الأسبوع.
وقال أحد المحللين «رغم التصور المستبعد لخفض المعروض في سوق النفط عثرت الأسعار على بعض الدعم فوق 30 دولارا للبرميل». وأضاف «نعتقد أن هذا الأساس هش حيث من المتوقع أن تضعف العوامل الأساسية في الأسابيع المقبلة».
ورأى أن «احتمال التوصل إلى اتفاق بين المنتجين ضعيف للغاية. بدون خفض المعروض ستتعرض الأسعار لمزيد من مخاطر التراجع في المدى القصير».
الفزيع: الأسعار ستبقى دون 30 دولاراً
أكدت مندوبة دولة الكويت لدى منظمة «أوبك»، نوال الفزيع في حديث لـ «العربية»، أن العام 2016 سيكون صعباً بالنسبة لأسواق النفط، متوقعة أن تظل أسعاره دون 30 دولارا للنصف الأول من العام، على أن يكون التذبذب سيد الموقف في النصف الثاني.
وفي ما يتعلق بدخول إيران إلى سوق النفط بعد رفع العقوبات عنها، قالت الفزيع إن دخول إيران سيفتح باباً للمنافسة في بيع النفط بالأسواق المستهلكة، ويرفع نسبة الخصومات، لكن ذلك يتوقف على موعد وحجم الكميات التي تستطيع إيران ضخها، كما يعتمد على مدى تقبل المستهلكين لاسيما من آسيا للنفط الإيراني.
6 ناقلات إيرانية إلى أوروبا وآسيا
دبي- رويترز - قال مصدر في قطاع النفط الإيراني إن إيران تتجه إلى رفع إنتاج الخام 500 ألف برميل يومياً، بعد رفع العقوبات هذا الشهر، وإنها باعت بالفعل حمولة ست ناقلات عملاقة بكميات إضافية من الخام إلى أوروبا وآسيا.
وأضاف المصدر المطلع على عمليات التصدير، أن ثلاث ناقلات عملاقة بكميات إضافية من الخام بيعت إلى المشترين في أوروبا، وثلاثة إلى الزبائن الآسيويين للتسليم في فبراير.
ومن ناحيتها، أوضحت مصادر تجارية إن ليتاسكو الذراع التجارية للوك أويل الروسية، ستصبح على ما يبدو أول مشتر في أوروبا منذ رفع العقوبات.
وستسلم شركة التجارة السويسرية مليون برميل من الخام الإيراني الخفيف لمصفاة بتروتل التابعة للوك أويل في رومانيا، للتحميل في مرفأ جزيرة خرج الإيرانية يوم الخامس من فبراير المقبل.
وأوضح المصدر الإيراني أن بلاده رفعت إنتاجها من النفط الخام ما لا يقل عن 500 ألف برميل يومياً، وسترى السوق ذلك في الأيام القليلة المقبلة، مبيناً أنه هناك ثلاثة عقود مبرمة بشكل نهائي مع عملاء أوروبيين، في حين تجري إيران محادثات أيضا مع عملائها التقليديين في آسيا وخصوصاً الهند.
وأفاد أنه نهاية مارس أو مطلع ابريل نيسان، ستطرح إيران، مزيجاً جديداً من الخام الثقيل لكسب مزيد من الزبائن في السوق النفطية.