معادلة نصرالله تضع الاستحقاق الرئاسي «على الرفّ» الإقليمي
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:34 ص
جنبلاط:
الفريق السوري الإيراني لن يستطيع أن يقبل بعدم امتلاكه الغالبية في البرلمان اللبناني
إذا كانت الأوساط السياسية اللبنانية انشغلت امس بترقُّب الإطلالة التلفزيونية المسائية للامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله التي خصصها للحديث عن مواقف الحزب من الاستحقاق الرئاسي، في ظلّ تَفاهُم معراب الذي رشّح بموجبه رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فإن أغرب ما رافق هذا الترقب هو ان مجمل القوى الداخلية بدت مجمعةً على انطباعٍ واحدٍ هو استبعاد اي تطور من شأنه ان يجعل إجراء الانتخابات الرئاسية أمراً وشيكاً او قريباً في المدى المنظور.
لا بل ان المعطيات التي مهّدت لكلمة نصرالله رسّخت الاعتقاد بأن مضي «حزب الله» في دعمه عون من دون التدخل لدى حليفه الآخر النائب سليمان فرنجية للانسحاب له، يعكس سياسةَ ربط الاستحقاق الرئاسي بالإطار الاقليمي الأوسع الى أجَلٍ غير محدَّد، وخصوصاً مع ربْط دعم الحزب لعون بسلّة إجراءات واسعة تشمل التوافق على الحكومة المقبلة وقانون الانتخاب الجديد وسواها، ما يعني ان نظرة الحزب للرئاسة تختلف حتى عن نظرة حلفائه في 8 آذار.
وكان لافتا أن نصرالله الذي جدد ترشيحه لعون، أكد على احتضان فرنجية. وعلمت «الراي» أنه عمم على حلفائه بضرورة عدم التعرض لفرنجية أو الإساءة إليه.
وفي ظل ذلك جاءت التطورات الداخلية وخصوصاً مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء أنهت ملف التعيينات العسكرية بتوافق قسري مع عون أتاح للحكومة انطلاقة متجددة، لتخطف الأنظار عن المحادثات الفرنسية الايرانية في باريس من خلال زيارة الرئيس حسن روحاني ومحادثاته مع الرئيس فرنسوا هولاند. ولكن بدا واضحاً ان لبنان احتلّ حيزاً ملحوظاً في هذه المحادثات ولاسيما لجهة تَوافُق الطرفين المعلن على لسان الرئيسين على استقرار لبنان وإنهاء أزمة الفراغ الرئاسي فيه.
وتقول مصادر معنية بهذا الملف لـ «الراي» ان السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون كان غادر بيروت الاسبوع الماضي ناقلاً الى بلاده حصيلة التطورات الاخيرة بعد لقاءاتٍ أجراها مع شخصيات عدة من بينها عون وفرنجية تمهيداً للمحادثات الفرنسية - الايرانية، وان مجمل المعطيات يشير الى ان الجانب الفرنسي فاتَح الوفد الايراني في المحادثات الرئيسية بين الرئيسين هولاند وروحاني، وكذلك في اللقاءات الجانبية بين وزيريْ خارجية البلدين، بالملف اللبناني.
وتقول المصادر نفسها ان ثمة مؤشرات أولية توحي بأن المحادثات الأخيرة قد تكون تعمقت اكثر في الملف اللبناني، ولكن من دون القدرة على الجزم بما اذا كانت تناولت أسماء مرشحين للرئاسة اللبنانية ام لا، وهو الأمر الذي يجري التقصي عنه وترقب معطياته. حتى ان هذه المصادر تذهب في هذا السياق الى ربْط توقيت إطلالة نصرالله مساء امس بالمحادثات الايرانية - الفرنسية، وتبعاً لذلك سيجري التعامل الداخلي مع المحطتين من باب ربْطهما توقيتا ومضموناً.
وكانت بارزة امس إطلالة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في حديث صحافي على الملف الرئاسي من زاوية اقليمية موضحاً انه لا يرى امكان حصول الانتخابات الرئاسية قريباً، لافتاً الى نقطة أساسية لا تزال عالقة هي قانون الانتخاب «لان الفريق السوري الايراني لن يستطيع ان يقبل بعدم امتلاكه الغالبية في مجلس النواب وهو غير مستعجل لرهانه على تحسن في الظرف السياسي والعسكري».
وفيما أعلن عون «انني والسيد (نصرالله) واحد، وهناك تكامل وجودي بيننا» لافتاً الى ان البنود العشرة التي أذيعت من معراب «وردت تعابيرها في معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق التي يتعهّد فيها لبنان بألا يكون ممراً أو مستقراً ?ي قوة أو دولة أو تنظيم يستهدف المساس بأمنه أو أمن سورية»، شدد جعجع على «ان العلاقة بين القوات والسعودية ممتازة، وما يشاع عن توتّر فيها عار عن الصحّة»، موضحاً ان «تفاهم معراب سيكون من أكثر الخطوات دعماً لاتفاق الطائف في المرحلة المقبلة»، ورافضاً الكلام عن طلاق مع الرئيس سعد الحريري رغم «وجود برودة في التعاطي السياسي مع بسبب الموضوع الرئاسي لكنّ ذلك لن يفسد للودّ قضيّة».