واشنطن تنازلت عن حقها في 10 ملايين دولار في تبادل السجناء مع ايران

1 يناير 1970 02:31 م
كان أمام نادر مودانلو خمس سنوات أخرى يقضيها في سجن اتحادي عندما تلقى عرضا غير عادي. فقد كان الرئيس الأميركي باراك أوباما على استعداد لتخفيف
الحكم الصادر بحقه في إطار صفقة تاريخية وكانت حينذاك سرية للإفراج عنه في تبادل للسجناء مع ايران هذا الشهر. لكنه رد بالرفض.

واتضح من خلال مقابلات مع مودانلو مهندس الطيران المولود في ايران ومحامين ومسؤولين أميركيين مطلعين على تطورات هذه المسألة أن "الإدارة الأميركية تخلت من أجل تحسين العرض عن حقها في مطالبة مودانلو بعشرة ملايين دولار قضت هيئة محلفين في ماريلاند بأنه حصل عليها بالمخالفة للقانون من ايران".

ومن المحتمل أن يزيد التخلي عن هذا الحق - وهو الأمر الذي لم يسبق أن نشرت وسائل الإعلام عنه - من تسليط الأضواء على الكيفية التي اقتنصت بها إدارة أوباما صفقة تبادل السجناء التي أثارت انتقادات من مرشحين يسعون للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة ومن أعضاء في الكونغرس.

وامتنع متحدث باسم وزارة العدل في واشنطن عن التعليق على ما دار من مناقشات بخصوص مبلغ العشرة ملايين دولار الذي توصلت هيئة المحلفين إلى أن مودانلو حصل عليه لمساعدة إيران في إطلاق أول أقمارها الصناعية عام 2005.
وقال مودانلو إن هذا المبلغ قرض من شركة سويسرية لصفقة اتصالات.

وفي صفقة تبادل السجناء أفرجت إيران عن خمسة أميركيين كانت تحتجزهم، وفي الوقت نفسه حصل سبعة إيرانيين متهمين أو مسجونين في الولايات المتحدة على عفو أو خففت أحكامهم.
وتزامن هذا الاتفاق مع بدء تنفيذ اتفاق تاريخي في 16 يناير الجاري يقيد برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها.

وحتى بعد تحسين العرض يوم الجمعة الموافق 15 يناير تشبث مودانلو في البداية بموقفه. وقال إنه يريد أن تتاح له الفرصة لتبرئة اسمه من خلال القضاء.
وقال مودانلو (55 عاما) لرويترز في واحدة من أوائل المقابلات الصحفية التي أجراها بعد الإفراج عنه "كنت أشعر بخيبة أمل إلى حد كبير لأنني سأتخلى عن حقي في الاستئناف" لإلغاء الحكم. "إذا كانوا يؤمنون بنظامهم القضائي فلماذا يحرمونني منه؟ فليثبتوا أني كنت مخطئا".

وفي إطار اتفاقات تخفيف الأحكام أو العفو كان على كل الإيرانيين أن يتخلوا عن حقوقهم في مقاضاة الحكومة الأميركية.
وكانوا كلهم باستثناء واحد متهمين بمخالفة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران لعشرات السنين.

وأصبح رفض مودانلو قبول عرض أوباما عقبة في سبيل تنفيذ الصفقة التي تم الترتيب لها بعناية مع إيران سرا على مدى شهور في مفاوضات قادها جون كيري وزير الخارجية الأميركي ونظيره الإيراني.

ولم يقبل مودانلو تخفيف الحكم سوى يوم السبت 16 يناير مع اقتراب الساعة من الموعد النهائي الذي حدده المسؤولون الأميركيون للتنفيذ، وذلك حسبما قال هو نفسه ومسؤولون أميركيون.
وتم الإفراج عنه في اليوم التالي من سجن اتحادي قرب ريتشموند بولاية فرجينيا.

وأوضحت مقابلات صحافية مع محامين للإيرانيين المعنيين أن مودانلو هو الوحيد الذي رفض عرض أوباما في البداية.

وكان مسؤول بقسم رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن قد شهد لصالح مودانلو في محاكمته عام 2013 وكان لهذا المسؤول فاريبورز جاهانسوزان دور أساسي في التوصل إلى اتفاق تبادل السجناء في الأشهر الأخيرة، حسبما قال المحامون.
وقال جاهانسوزان عندما اتصلت به رويترز "هذه القصة انتهت" ورفض مناقشتها بالتفصيل.