بلدة القليعة الجنوبية حزينة على «زهرتها»
اللبنانية ألكسندرا مزهر ضحية «طعنة قاتلة» من لاجئ في السويد
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:56 ص
الفاجعة في السويد، وتردّداتها المأسوية في لبنان وتحديداً في بلدة القليعة الجنوبية... في أسوج «تنقيبٌ» عن خلفيات الجريمة وما اذا كانت متصلة بـ «فوضى اللجوء»، وفي «بلاد الأرز» حزن على «ضريبة الدم» الجديدة التي يدفعها الاغتراب اللبناني.
هي ألكسندرا مزهر، ابنة الـ 22 عاماً، المولودة في السويد من ابنيْ «القليعة» بيار مزهر وشيمان نقولا، والتي غالباً ما تردّدت على لبنان وكانت تعتزم زيارته بعد 15 يوماً، قبل ان يكمن لها الموت أول من امس في مكان عملها في مركز لإيواء اللاجئين القاصرين حيث سدّد لها لاجئ لا يتجاوز عمره 15 عاماً طعنة قاتلة.
«زهرة لبنان في السويد» كما وُصفت على مواقع التواصل الاجتماعي، وحيدة اهلها ولها ثلاثة أشقاء: شربل (20 عاماً)، والياس (16 عاماً) ودانيال (12 عاماً). وذكرت تقارير انها متخصصة بالشؤون الاجتماعية وانها كانت معروفة بفرحها وحب الحياة وعشقها للبنان.
الكسندرا، المعروفة بـ «ساندرا»، لم تكن تعلم يوم توجّهت من مكان إقامتها وعائلتها في مدينة بوروس الى عملها في منطقة مولندال (عند الساحل الغربي للسويد) أول من أمس انها ستحزم أعوامها الـ 22 بسكينٍ قاتل كان بيد لاجئ رجّحت المعلومات في بيروت انه افغاني، فيما لم تكن التقارير الواردة من السويد حسمت هذه النقطة بعد، وإن كانت أكدت ان الجاني موقوف بعدما اعتقله موظفون في المركز في أعقاب طعنه ألكسندرا خلال شجار، وظلوا ممسكين به إلى أن وصلت الشرطة، كما أوردت صحيفة «إكسبرسن» التي افادت ان اياً من الموجودين في المكان لم يؤكد اذا كان السبب يعود إلى تحرش جنسي.
واشارت معلومات في بيروت إلى أن مزهر تدخلّت لفضّ إشكال بين الفتيان، فطعنها أحد المراهقين في قلبها ففارقت الحياة على الفور، في حين نقلت صحف سويدية ان بلاغاً عن طعن فتاة بالسكين وصل الى الشرطة المحلية عند قرابة الثامنة من صباح أول من أمس، وتمّ نقل الفتاة الى المستشفى، لكنها سرعان ما فارقت الحياة.
وفيما ذكرت صحيفة «إكسبرسن» أن «ألكسندرا بدأت قبل أشهر قليلة بالعمل في المركز الذي يؤوي لاجئين تترواح أعمارهم بين 14 و 17 عاماً على الأكثر»، قال الناطق باسم الشرطة في منطقة فاسترا جوتالاند في السويد، هانز ليبنز إن «الضحية كانت وحدها مع ثمانية فتيان من المقيمين في المركز، تعتقد الشرطة أن واحداً منهم فقط تورط في طعنها، ومع ذلك تحقق مع السبعة الآخرين».
وأضاف ليبنز ان «الفتى في عهدة الشرطة، والشرطة على علم بجنسيته ولكن هويته لا تزال مجهولة»، وتابع: «لم يكن ذلك إرهاباً، نعتقد أنه قد يكون حادثاً، أو كان هناك عراك»، مؤكداً أن «الشرطة ستفصح عن مزيد من المعلومات قريباً، ولكن تعدد جنسيات الفتيان الذين تحقق معهم الشرطة يجعلها ملزمة بالاستعانة بعدد من المترجمين لترجمة أقوالهم».
وقدّر ليبنز أن المنطقة يتدفق إليها قرابة الـ 50 لاجئ شهرياً، غالبيتهم من سورية وأفغانستان، مؤكداً أن «غالبية الحوادث التي تشمل اللاجئين تتمحور حول مشاجرات بين بعضهم ولا تتضمن السكان السويديين المحليين».
وكان لافتاً ان رئيس الوزراء السويدي ستيفا لوفن حضر سريعاً الى موقع الجريمة لمعاينة ما جرى والردّ على أسئلة الصحافيين القلقة بسبب تزايد عدد الجرائم وسبل مكافحتها، وقال بأسى: «إنها مأساة حقيقية... سنفعل ما بوسعنا لجعل المكان آمناً للمقيمين والموظفين على حدّ سواء»، طالباً إجراء تحقيق سريع.
وفي حين تداولت مواقع إلكترونية في بيروت ان صفحات التواصل الاجتماعي والتعليقات الواردة على مواقع الصحف الإلكترونية السويدية التي نشرت خبر مقتل الكسندرا عكست انتقادات كبيرة لفوضى اللجوء، نُقل عن صحيفة «أفتونبلادت» السويدية كتابتها في اليوم ذاته من حصول الجريمة أن «الشرطة السويدية لم تعد تملك الإمكانيات اللازمة والقدرات للتعامل مع الاضطرابات التي تحصل في عدد من الاماكن التي تؤوي اللاجئين».
وفي القليعة الجنوبية، سادت الصدمة والحزن ولا سيما بين أقرباء مزهر التي اوضح عمها «ان شقيقي غادر الى السويد قبل 25 عاماً وتزوّج وعاش هناك»، موضحاً ان «الكسندرا كانت تزور لبنان كل صيف وكانت تتعاطف مع مأساة اللاجئين»، ولافتاً الى ان «إشكالاً حصل بين مراهقين زعران وتلقت 3 طعنات».
وأضافت العائلة من لبنان: «لا شيء يمكن ان يعوّضنا خسارة هذه الشابة المفعمة بالحياة والتي لا ذنب لها سوى انها كانت تريد مساعدة اللاجئين».
ويُذكر ان مواقع التواصل الاجتماعي تداولت صورة كانت مزهر نشرتها قبل ساعات من رحيلها على «انستغرام» وكتبت تحتها: «قاعدة رقم واحد: العائلة اولاً، لا تدر ظهرك الى عائلتك حتى لو فعلت ذلك».