ولي رأي
غانم يا مرزوق
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
11:20 ص
يبدو أن السيد علي لاريجاني- رئيس مجلس النواب الإيراني- لا يزال يعيش في وهم الإمبراطورية الفارسية، كأنه بعد لم يعلم أن العرب اقتحموا المدائن، وهدموا الإيوان، واطفأوا النيران، وقتلوا كسرى، وغنموا سواره، وسبوا بناته، وأصبحت فارس تابعة لا متبوعة، لذلك تدخل في شأن سعودي بحت تحت تلك الرؤية الزائلة، وذلك بخطابه في مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في بغداد عاصمة الرشيد، فأساء للسعودية ونظام القضاء فيها بتطبيق الشرع الإسلامي على أحد مواطنيها، وكان رد المهندس مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة رداً حاسماً، لأنه منتخبٌ من الشعب كعضو في البرلمان، ومن النواب كرئيس له، فهو يمثل رأي كل كويتي مخلص لبلده، موالٍ لنظام الحكم فيه، فإن الكويت امتداد للسعودية، والسعودية عمق للكويت، وأن الشعبين السعودي والكويتي إخوان وأبناء عمومة وأصهار، وقد قال أبو علي- صح لسانه-: «إن كانت السعودية غير ممثلة في هذا المؤتمر، فأنا أمثل السعودية فيه»، فرفض كلام لاريجاني وعدَّه تدخلاً غير مقبول في شأن دولة مستقلة.
****
كما توقعت مشاركة جميع القوى السياسية والكتل القبلية والعائلية في الانتخابات التي أسميتها بالانتخابات التجريبية، فقد أغلق باب الترشيح على مشاركة 47 رجلاً وامرأتين، وذلك لقياس تلك الكتل الانتخابية ومدى تماسك قواعدها الشعبية، وهذا أمر معقول ومقبول، ولكن وللأسف بدأنا نسمع عن تدخل البعض في هذه الانتخابات دعماً لهذا المرشح أو ذاك من أبناء التيار، أو العمومة، أو الطائفة، من وزراء ونواب ومسؤولين كبار، وذاك أمر مرفوض، لأن هؤلاء وخاصة الوزراء النواب ما عادوا يمثلون كتلهم الاجتماعية بل أصبحوا يمثلون الشعب الكويتي بأكمله، والحياد التام مطلوب منهم، وخصوصاً إذا كان هذا الدعم يشمل استغلال المنصب الوزاري أو الأدوات الحكومية، وتمرير المعاملات الناقصة والمرفوضة، عندئذ لا يعتب علينا هؤلاء إذا رفضتهم القاعدة الانتخابية، ووصفوههم بالطائفية والعنصرية، والحزبية الممقوتة.