نسمات
صبركم سينصركم بإذن الله!
|?د. وائل الحساوي?|
1 يناير 1970
06:45 ص
صدق أوباما في كلمته (حالة الاتحاد) التي يلقيها الرؤساء الأميركان سنوياً بأن الولايات المتحدة الأميركية هي أقوى دولة على وجه الأرض، وبأنها استطاعت تخطي الهزة الاقتصادية التي أصابت العالم عام 2008 ليصبح اقتصادها قوياً ومتفوقاً على اقتصادات العالم.
وقد أخبر أوباما وقتها بأن الولايات المتحدة قد شقت طريقها لتقليل الاعتماد على بترول العالم، وفعلاً تم تطوير النفط الصخري في الولايات المتحدة ليكون بديلاً لنفطنا، واستيقظنا قبل عام لنجده ينافس نفطنا في الأسواق ويهبط بالأسعار إلى الدرجة التي حولت فوائضنا المالية إلى عجز، بينما نحن نغط في نوم عميق ونتبارى في زيادة الإنفاق ورفع الرواتب والمكافآت، ونتصارع في مجال الرياضة كصراع الديكة إلى أن تم طردنا وتجميدنا من ممارسة حقوقنا الرياضية على يد بعض مواطنينا!!
ومما قاله أوباما في خطابه أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خطر ويشكل تهديداً هائلاً على المدنيين وعلينا وقفهم، ولكنهم لا يشكلون خطراً وجودياً على وطننا، وهي كلمة حق إذ أن «داعش» يُراد منه أن يعتصر قلوبنا من الخوف لكي نسلم قوتنا وإرادتنا الى أيدي أعدائنا ونتسابق على طلب المساعدة منهم وتسليمهم زمام أمورنا، بينما «داعش» هو نمر من ورق متى ما أرادوا زواله أزالوه، ولكنه يمثل لهم «خيال المآته» الذي يخيفون به الطيور لكي لا يقتربوا من البستان!!
أما الخطر الحقيقي الذي يجب أن نحسب حسابه ونتصدى له فهو تلك الأنظمة المجرمة التي حولت بلدانها إلى مقابر جماعية ونشرت الذعر والفوضى والدمار بحماية ودعم من تلك الدول الكبيرة، والتي لا يريد أوباما ولا غيره التصدي لظلمها لأنها تخدم أهدافهم وتحقق لهم السيادة علينا، وتحمي الكيان الصهيوني الذي أخذ يتحكم في جميع مفاصل شؤوننا الداخلية، وانتقل من المراقبة الخارجية ورصد الأمور إلى التنسيق الفعلي مع أعدائنا كما فعل مع الروس في غزوهم لسورية وتدميرهم الممنهج لكل شيء في ذلك البلد العريق تحت رعاية الأمم المتحدة ومباركتها!!
لقد صرح نائب الرئيس الأميركي «جون بايدن» بالأمس بأن الولايات المتحدة مستعدة للحل العسكري في سورية ضد «داعش» إذا فشلت مباحثات السلام بين الحكومة السورية والمعارضة، ولا شك أن ذلك التصريح لا قيمة له اليوم بعدما أدرك العالم كله بأن الولايات المتحدة غير مستعدة للزج بقواتها في سورية من أجل خاطر الشعب السوري، وأن كلامها عن «داعش» ومحاربته إنما هو كلام للاستهلاك المحلي، حيث سئم العالم من نفاق الولايات المتحدة وتلاعبها بالألفاظ بانتظار تغيير المعادلة على الأرض في سورية، وهو ما يعني إضعاف المعارضة المعتدلة وتمكين أعدائها منها، فالولايات المتحدة لا تريد للشعب السوري أن يحكم نفسه بل تريد حكومة مشابهة لحكومة «الجلبي» في العراق أن تهبط من السماء لتتولى الحكم!!
كل ما علينا فعله هو رفع أيدينا إلى السماء لنطلب من العلي القدير أن يلهمنا صوابنا ويوحد صفوفنا وأن ينصرنا على أعدائنا، فالنصر مع الصبر، والنصر قادم بإذن الله ولكننا نستعجل الأمور!!