محمد المفلح لـ «الراي»: عمليات زراعة الأسنان ثورة في عالم الطب... وآلامها باتت من الماضي

وصف أخصائي جراحة الفم والأسنان بعيادة اللؤلؤة لطب الأسنان الدكتور محمد المفلح عمليات زراعة الأسنان بأنها ثورة في عالم طب الأسنان الحديث وتعد العلاج الأفضل لتعويض الأسنان المفقودة على مر السنين، وإعادة الابتسامة والجمال الضائع للفم وأيضاً عملية المضغ الطبيعي للطعام.

وأشار المفلح في حوار لـ «الراي» إلى ان «عملية زراعة الأسنان في الوقت الحاضر يمكن ان تجرى من دون فتح في اللثة أو عمل غرز أو حتى حاجة المريض إلى مسكن حتى بات الألم مع زراعة الأسنان من الماضي».

وحذر المفلح من «الأضرار التي يمكن ان تترتب على انطمار ضرس العقل ومنها التسبب في الإصابة بأورام حميدة وخبيثة، وتدمير الفك».

ونفى المفلح «صحة ما يتردد حول ان مريض السكر أو الضغط أو حتى المدخن لا تصلح لهم زراعة الأسنان حيث أصبح من الممكن القيام بعملية الزرع لجميع الفئات بشرط ان تكون الحالة المرضية مستقرة ».

ونوه إلى ان «الأبحاث التي أجريت على هياكل الفراعنة أثبتت عدم وجود أي مشاكل في بزوغ أضراس العقل بسبب طبيعة الطعام القاسي الذي كانوا يتناولونه في ذلك الوقت». وإلى نص الحوار:

• بداية هل يمكن ان تعطينا نبذة تعريفية عن جراحة الفم والفكين وما هو متاح لديكم في العيادة ؟

- جراحة الفم والفكين هي أحد التخصصات الرئيسة في طب الأسنان وتعنى بالإجراءات المتمثلة في خلع الأسنان البسيط والجراحي،خلع أضراس العقل المطمورة جراحياً، معالجة الالتهابات الناتجة عن مشاكل الأسنان، جراحة اللثة والأورام والأكياس الفموية، زراعة الأسنان وجميع ما ذكرآنفاً هي العلاجات والإجراءات الجراحية المصرح بها داخل عيادة الأسنان.

• شهدت زراعة الأسنان تطوراً كبيراً فهل يمكن ان تسلط الضوء على عملية زراعة الأسنان ؟

- تعتبر زراعة الأسنان حتى يومنا هذا العلاج الأفضل لتعويض الأسنان المفقودة، كما تعتبر ثورة بالفعل في عالم طب الأسنان الحديث، لأنها تعيد الأسنان التي فقدت على مر السنين، وتعيد للفم الابتسامة والجمال الضائع، وأيضاً عملية المضغ الطبيعي للطعام - زراعة الأسنان عملية بسيطة، ونحن في مركز اللؤلؤة حريصون كل الحرص على استخدام أفضل أنواع الزراعة في العالم وتتم عملية زراعه الأسنان عن طريق غرس جذور مصنوعة من مادة التيتانيوم في عظم الفك في مكان السن المفقودة، وتم اختيار مادة التيتانيوم المصنوع منها البرغي أو الجذور الصناعية لهذا الغرض، لانها غير قابلة للتأكسد، ولا تتفاعل مع الجسم، حيث يلتحم عظم الفك حول هذه الجذور التحاماً تاماً يجعلها قادرة على تحمل وظائف الأسنان الطبيعية بشكل فعال.

• ولكن كيف تتم عملية الزراعة ؟

- معظم حالات الزراعة التي نقوم بها الآن تتم من دون جراحة أي من دون شق جراحي وهي تتم تحت التخدير الموضعي، حيث نقوم بعمل فتحة مكان الضرس المفقود ومن ثم تتم الزرعة في العظم، بشرط أن يكون العظم ذا قياس مناسب لعمل هذا الاجراء حيث في حالات قلة نقوم بإضافة عظم صناعي للمريض للتأكد من نجاح الزرعة.

• ما المدة التي تستغرقها عملية زراعة سن واحدة على سبيل المثال ؟

- العملية تستغرق تقريباً 15 دقيقة لوضع البرغي أو الأساسات، ولابد ان نشير إلى أن عملية زراعة الأسنان تمر بخطوتين، الأولى وضع البرغي، والخطوة الثانية وضع التلبيس الذي يركب على البرغي.

• ما المدة التي تستغرقها عملية الزراعة لتصبح الزرعة جزءا من الجسم ؟

- يستغرق ذلك مدة ثلاثة أشهر لتصبح الزرعة جزءا من جسم المريض لنقوم بتركيب الضرس عليها بحيث يتوافق من حيث المظهر والشكل والناحية الوظيفية مع السن الطبيعية.

• ما مدى صحة ان مريض السكر أو الضغط أو حتى المدخن لا تصلح لهم الزراعة ؟

- هناك إشاعة منتشرة بين المرضى، أن من يعاني من مرض السكري أو الضغط أو حتى المدخنين لا تصلح لهم الزراعة، وهذا ليس دقيقاً حيث إن الدراسات والتجارب الحديثة فندت هذه النظرة، وأصبح من الممكن ان تقوم بعمل زراعة لجميع الفئات بشرط ان تكون الحالة المرضية مستقرة أما في ما يخص التدخين فإنه يزيد من احتمالية فشل الزراعة الا انه غير ممنوع قطعياً.

• وماذا عن الألم الذي يصاحب عملية الزراعة ؟

- العملية ليست مؤلمة، وحتى البنج الذي نقوم بإعطائه للمريض يكون خفيفاً للثة التي على العظم، ومعظم المرضى الذين أجروا عملية الزراعة لم يحتاجوا حتى إلى المسكن الذي نعطيهم إياه، هذا إلى جانب ان الزراعة في الوقت الحاضر يمكن ان تتم من دون فتح في اللثة أو من غير عمل غرز ولذلك يمكن القول ان الألم مع زراعة الأسنان بات من الماضي وما أود ان أؤكد عليه ان ليس هناك احساس بألم يذكر بعد وضع البرغي، وعموماً يمكن القول ان الزراعة أبسط عمليات الأسنان، حتى انها أهون من خلع السن أو من إزالة العصب.

• بالنسبة لأضراس العقل المطمورة متى تبدأ بالبزوغ ؟

- تبدأ أضراس العقل المطمورة بالبزوغ بين سن 18 إلى 25 عاماً أي بعد بزوغ جميع الأضراس الدائمة عند الإنسان.

وفي هذا الشأن دعني أشير إلى جزئية توضح العلاقة ما بين نوعية الطعام من حيث درجة الصلابة ومشاكل بزوغ أضراس العقل حيث أثبتت الأبحاث التي أجريت على هياكل الفراعنة عدم وجود أي مشاكل في بزوغ أضراس العقل وهذا بسبب طبيعة الطعام القاسي الذي كانوا يتناولونه في ذلك الوقت، وهو ما كان يحفز بدوره بزوغ هذه الأضراس وحجم الفك، أما في عصرنا الحالي فإن جميع الأطعمة طرية وسهلة المضغ لذلك تجد حجم الفك أصغر، وهذا ما يجعل بدوره الأضراس لا تجد مكاناً في الفك للبزوغ فيه ومن هنا تبدأ مشاكل البزوغ.

• ماذا عن الأعراض الرئيسة التي قد تصاحب بزوغ أضراس العقل ؟

- من بين أبرز الأعراض الرئيسة التي قد يعاني منها المريض هي وجود ألم في منطقة الفك وعادة لا يستطيع المريض تحديد مكانه، وفي بعض الأحيان يعاني من صعوبة في البلع، وعدم القدرة على فتح الفم كاملاً فضلاً عن وجود انتفاخ في مكان البزوغ واحمرار في اللثة، وصداع مزمن في كثير من الحالات، وهو ما يختفى عند المرضى بعد خلع أضراس العقل.

ومن المعروف أن مشاكل أضراس العقل السفلية أكثر شيوعاً من العلوية.

•عملية إزالة ضرس العقل هل باتت تشكل خطورة ؟

- عملية إزالة ضرس العقل المطمور تعد من العمليات الصغرى ويقوم الأخصائي بعملها في العيادة، تحت المخدر الموضعي، عبر فتح اللثة بالكامل أو جزئياً بسبب وضعية الضرس داخل العظم ويتم إغلاق الجرح بعد عملية الإزالة بالغرز الجراحية و يعطى المريض الارشادات والتعليمات اللازمة، لتجاوز مرحلة ما بعد العملية، كما يعطى المريض المضادات الحيوية والمسكنات والمضامض.

• ما الأضرار التي يمكن ان تترتب على انطمار ضرس العقل ؟

- من الممكن أن يسبب انطمار ضرس العقل آلاماً والتهابات وأوراماً في الفم، كما يمكن أن يسبب أضراراً دائمة في اللثة والعظم والأسنان المجاورة، كما يمكن لضرس العقل المنطمر أن يتسبب في تكوين أورام حميدة أو خبيثة يمكن أن تسبب تدمير الفك، لذا ينصح طبيب الأسنان بخلع ضرس العقل المنطمر جراحياً.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ضرس العقل لا يعد السن الوحيدة الذي يمكن أن يكون منطمراً، فقد يحدث الانطمار في أسنان أخرى كالأنياب العلوية ويمكن أن يسبب الانطمار الأضرار نفسها التي يسببها انطمار ضرس العقل.

• ماذا عن متطلبات إجراء جراحة أو زراعة أسنان ناجحة ؟

- هناك عدد من المتطلبات أهمها استعمال أدوات ومواد ذات جودة عالية، إجراء عملية التعقيم بما يتوافق مع المعايير العالمية، اجراء جميع الفحوصات الأولية قبل الجراحة، إعلام المريض وشرح له عن متطلبات الجراحة و وجوب اتباع التعليمات بعد الجراحة.

في سطور

أخصائي جراحة الفم والأسنان والفكين.

أخصائي زراعة الأسنان في مركز اللؤلؤة لطب الأسنان.

عضو الفريق العالمي لزراعة الأسنان.