الفرقة الكورية قدَّمت عرضها ضمن فعاليات مهرجان «القرين الثقافي 22»

«Cookin Nanata»... تُبدع الموسيقى بأدوات المطبخ !

1 يناير 1970 01:47 م
السكاكين والملاعق أُخرجت من المطبخ إلى الإبداع!
«أدوات المطبخ لها وظيفة واحدة، هي الطهو»!

هذا ما كان يعرفه الجميع بصورة بديهية قبل أن تكشف فرقة «Cookin Nanata» للجمهور في قاعة مسرح ‏عبدالحسين عبدالرضا، أن لهذه الأدوات «مآرب أخرى»، ويا لدهشة الجمهور عندما استمتع بأدوات الطهو كمصدر جديد للموسيقى!

العرض المسرحي الحركي الذي قدمته الفرقة الكورية، مساء أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 22، استغرق نحو 60 دقيقة، واجهت خلالها الفرقة، المكونة من ثلاثة رجال وامرأة واحدة، جمهور القاعة الغفير الذي جاء ليشاهد كيف تتحول أدوات الطبخ إلى آلات للإبداع في أرقى مستوياته!

أعضاء الفرقة جسدوا جميعاً شخصية الطهاة، بينما ظهر المطبخ في الخلفية كإطار مكاني للأحداث، حيث تتحول في ما بعد أدوات المطبخ إلى آلات موسيقية أحدثت إيقاعاً حاداً يُعرف بإيقاع «ساميلنوري»، وهو أحد أنواع الموسيقى الفولكلورية في كوريا، حيث مزج في آن واحد ما بين ألحان الفولكلور الكوري الموسيقي الحديثة. حيث اعتمد العرض في كامل مشاهده على السرعة والخفة في الحركة، وهو أسلوب تعبيري كان الهدف منه تجسيد فكرة التحرر من الضغوط اليومية وتجديد حبّ الحياة من خلال تصور كوميدي خال من الكلمات ومفعم بالحركات.

لم تعتمد الفرقة الكورية في عرضها على التكاليف العالية من حيث الديكور أو حتى الآلات، كما لم تكن هناك حاجة إلى عدد كبير كي يقوموا به، أكثر من الطهاة الأربعة الذين ظهروا على المسرح!

واستمتع الجمهور بعرض فني موسيقي يصحبه الرقص التمثيلي المفعم بالضحك والحيوية العالية التي انتقلت عبْر القاعة إلى الجمهور الذي شاركهم في إحدى لوحاتهم، عندما اختارت الفرقة اثنين من الجمهور، فصعدا خشبة المسرح، تاركين خلفهم بقية جمهور الصالة في تصفيق حار ومتواصل طوال الساعة، انبهاراً بالعرض الاستثنائي الذي ربما لم يمر مثيل له بالكويت!

فمن البصل والخيار والجزر والملفوف، وعدد من السكاكين والطناجر بدأت الموسيقى تتناثر في الأرجاء وفق نوتة موسيقية مدروسة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل رافق ذلك كله لوحات بصرية أدائية رائعة.

يُذكر أن هذا العرض قُدم لأول مرة في أكتوبر 1997 فحقق أكبر نسبة مشاهدة في تاريخ المسرح الكوري، وفي العام 1999 فاز بجائزة أفضل عرض في «أدنبرة فرنج فستيفال»، كما أنه تجول في معظم بلدان العالم ملتقياً مع مختلف الثقافات واللغات والأمم، كما يُعتبر العرض الآسيوي الأول الذي له مقره الخاص في «برودواي»، وكأنه يلفت بموسيقاه «المطبخية» أنظار الناس إلى أن الموسيقى مهمة للإنسان، كما هو الطعام!