فيلم وثائقي للمخرج رشيد مشهراوي
«أرض الحكاية»... فلسطين الماضي والحاضر
| كتب علاء محمود |
1 يناير 1970
12:55 م
ضمن أنشطة مهرجان «القرين الثقافي» بدورته الثانية والعشرين، تمّ عرض الفيلم الفلسطيني «أرض الحكاية» للمخرج رشيد مشهراوي في صالة سينما «ليلى غاليري»، حضره عدد من أعضاء السلك الديبلوماسي في السفارة الفلسطينية بالكويت إلى جانب عدد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية.
«أرض الحكاية» ليس فيلماً وثقائقياً بحتاً، لأنه لم يعتمد في طريقة طرحه على التوثيق إلا في دقيقيتن تم من خلالهما التطرق إلى احتلال القدس في العام 1967، وأيضاً إلى العام 2012 الذي يعكس ما حدث في القدس من تغييرات. أما بقية دقائق الفيلم الذي قاربت مدته الساعة، فكانت أحداثاً تم تصويرها من واقع الحياة التي تدبّ في أرجاء القدس، لذلك فهو يدرج تحت باب الأفلام التسجيلية الطويلة.
مشهراوي ابن فلسطين، أراد أن يقدّم للعالم حقيقة ما يحصل ويدور في شوارع القدس، لذلك استعان بأحد المصورين - فلسطيني أرمني الأصل - الذين يمتلكون تصريحاً بالتجول في الشوراع والتصوير من دون أي مشاكل، وهو ابن لأب وجدّ امتهنوا التصوير منذ زمن طويل فوثّقوا بالصور كل الأحداث التي مرّت بها القدس منذ العام 1920 إلى يومنا الحالي، وهو الأمر الذي استفاد منه مشهراوي في فيلمه الذي رصد من خلاله ملامح التغيير والتدمير الذي لحق بمدينة القدس القديمة جرّاء سياسة الاحتلال الإسرائيلي، والتي تشجع على طرد السكان الفلسطينيين من منازلهم القديمة في القدس واحتلالها تمهيداً لتهويد المدينة بأسرها. وكانت هذه الصورة التي أشار إليها واضحة للجمهور من خلال المشاهد التي عرضها المخرج مشهراوي عندما تحدّث مع عدد من سكان القدس القديمة عن كمّ وحجم الإغراءات الهائلة التي يتعرضون لها يومياً من جانب اليهود الإسرائيليين، للتخلي عن منازلهم سواء كانت من مبالغ مالية كبيرة أو منزل آخر في أرقى شوارع القدس خارج نطاق القدس القديمة، وأيضاً كان ذلك واضحاً من خلال تصويره وعرضه لما يتعرض له هؤلاء السكان الفلسطينيون من تهديدات واستفزازات ومضايقات يومية قد تصل إلى حد الاعتداءات بشتّى أشكالها.
وما شدّ الانتباه، وجود لحظات يتوقف فيها الأشخاص عن الحركة أو الحديث أو التعليق، كأنما المخرج يريد من كل من يشاهد عمله أن يواصل مع نفسه في سير الأحداث من خلال التأمل والتفكير والإحساس بما تراه عيناه، فاصلاً دينه أو تفكيره أو انتماءه السياسي والاجتماعي، إذ في تلك اللحظة تكون الصورة أبلغ من أي كلمة.
استطاع المخرج من خلال فيلمه تقديم نظرة شاملة لطبيعة الوضع الفلسطيني، وعكس حياة الإنسان الفلسطيني ومعاناته داخل القدس، وتقديم القوانين التي تعتمدها إسرائيل في تهجيرها لفلسطيني القدس، الذي اعتبره استيطاناً على الهوية وليس حجارة البيت فقط.
وفور انتهاء الفيلم، أقيمت ندوة نقاشية تحدث فيها مدير عام إدارة الإعلام الخارجي في وزارة الإعلام الفلسطينية ماهر سعيد، إلى جانب الناقد السينمائي عماد النويري .