تورط رئيس مجلس إدارتها بمقتل تميم يهز البورصة المصرية

أسهم «طلعت مصطفى» تفقد 18 مليار جنيه من قيمتها السوقية

1 يناير 1970 04:54 م
| القاهرة - من محسن محمود |
«لم نكن في حاجة إلى مثل هذه الكارثة في هذا الوقت بالذات، فالبورصة المصرية في انهيار منذ أكثر من أربعة أشهر حتى أصبحت غير قادرة على تحمل أي صدمات ».
هكذا عبر أحد المستثمرين بالبورصة المصرية، عقب الإعلان الرسمي عن تورط رجل الأعمال أو من يطلق عليه هنا في مصر إمبراطور العقارات هشام طلعت مصطفى في مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.
حالة من الاستياء والفزع.. انتابت جموع المستثمرين بالبورصة المصرية عقب إعلان النائب العام المصري عن إحالة رجل الأعمال والبرلماني الشهير هشام طلعت مصطفى وحارس الأمن في فندقه محسن السكري إلى محكمة الجنايات بتهمة التحريض والقتل، للفنانة اللبنانية سوزان تميم.
ووصف خبراء ووسطاء ومستثمرون بالبورصة المصرية هذا الخبر بالصاعقة التي حلت بأسماعهم ليس حزناً على رجل الأعمال الكبير، ولكن نظراً للتأثير السلبي الذي انتقل إلى أجواء المتعاملين بالبورصة المصرية بعد الانهيار الحاد الذي مني به سهم مجموعة طلعت مصطفى أكبر شركة من حيث رأس المال المدفوع بالبورصة المصرية.
وقال وسطاء التقتهم «الراي»: إن سهم طلعت مصطفى يعد من الأسهم القائدة بالبورصة المصرية نظراً للوزن الكبير الذي يشكله السهم في حركة مؤشرات السوق عامة لافتين إلى أنه السهم الأكبر بين أسهم القطاع العقاري الذي يقود البورصة المصرية في السنوات الأربع الأخيرة.
أسامة المصري أحد المستثمرين بالبورصة قال لـ «الراي»: «دي آخرة المشي ورا النسوان والمشي البطال، هو يتسجن وأنا اتخرب بيتي».
وأضاف: «اشتريت السهم بـ «11» جنية وهو أقل من سعر الاكتتاب الذي طرح به السهم، واعتقدت أنها فرصة ذهبية للشـراء عند هذا السعر ولكن لم أعلم ما يخفيه علي القدر ليهبط السهم إلى أقل من مستوى 5 جنيهات في أيام معدودة منذ بدء مسلسل إشاعات تورط رئيس الشركة في مقتل الفنانة اللبنانية».
وقال: لم نر يوماً جيداً مع سهم طلعت مصطفى منذ إدراجه بالبورصة في فبراير الماضي حيث إن السهم منذ بدء تداوله وهو في نزول بعد أن جمعت الشركة 5 مليارات جنيه من «فلوس الغلابة» من أفراد الشعب.
وخسرت شركة طلعت مصطفى القابضة أكثر من 18 مليار جنيه منذ أول يوم تداولت فيه أسهمها في فبراير الماضي عندما بلغت قيمتها السوقية أكثر من 28 مليار جنيه لتهبط حاليا إلى نحو 10 مليارات جنيه فقط.
وكان لتسريب أنباء عن تورط رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، الذي كان يشغل رئاسة مجلس إدارة الشركة - قبل إقالته أمس وتعيين شقيقه البرلماني طارق طلعت مصطفى بدلاً منه - أكبر الأثر في هبوط سهم المجموعة بأكثر من 65 في المئة من قيمته في أسابيع قليلة.
يقول خبير أسواق المال صلاح عبدالله: إن الحالة النفسية السلبية للمستثمرين امتدت إلى المستثمرين العرب والأجانب منذ بدء الإعلان عن الأزمة حيث ظهرت عمليات بيع مكثفة من قبل المستثمرين العرب والأجانب الذين كانوا أقبلوا على شراء سهم الشركة في الفترات الأخيرة أو حتى في الاكتتاب الأول.
وأشار إلى أن أنباء عن تذمر وقلق انتابت شركاء عرب وأجانب في مشروعات المجموعة بدأت تسود السوق، منها وجود خلافات مع رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال فيما يتعلق بمشروع فنادق الفورسيزون، على نيل القاهرة وأخرى مع مستثمرين أميركيين فيما يخص مشروع مدينتي وغيرها مع شركائه السعوديين في مدينة الرحاب بالسعودية التي كانت المجموعة تعتزم إقامتها. وأوضح أنه لا يوجد تأكيد لكل هذه الاشاعات لكنها أثرت سلبياً على الحالة النفسية للمستثمرين تجاه سهم المجموعة بالبورصة المصرية ليستمر في مسلسل هبوطه إلى أدنى مستويات في تاريخه.
ويؤكد محلل أسواق المال محمد عبدالقوي، أن ما حدث لسهم طلعت مصطفى بالبورصة المصرية وهبوطه لأدنى مستوياته لم يكن بمعزل عن التأثير في مجريات البورصة المصرية ككل.
وقال: إن الهبوط الحاد الذي انتاب البورصة المصرية خاصة في الشهر الأخير كان سببه الرئيسي انهيار سهم طلعت مصطفى، واشاعات تورط رئيس الشركة في مقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.
وأضاف: إنه كان يجب على الشركة سرعة المبادرة بعزل رئيس الشركة - حتى لو كان صاحب النسبة الأكبر من رأسمالها - وذلك حفاظا على حقوق بقية المساهمين وحقوقه هو نفسه.
وتساءل: ماذا استفادت الشركة الآن من التأخير في هذه الخطوة، والتي باتت تهدد مشروعات الشركة على أرض الواقع وماذا بعد الانهيار الحاد لسهم الشركة في البورصة والذي هبط إلى أقل من ثلث قيمته الحقيقية؟!
وأشار، إلى أنه كان يجب على الشركة التحجج بأي شيء وإخراجه من مجلس الإدارة حتى نبعد السوق عنه وعن الاشاعات وكان ذلك سيقلل من تأثير الصدمة.
وقال: أين حقوق المساهمين في الشركة ومن وثقوا فيها من مصريين وعرب وأجانب وصناديق استثمارية؟ أين حقوق من وثقوا في مشروعات الشركة وحجزوا في وحداتها السكنية المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية؟.
ورأى المحلل المالي بإحدى شركات الوساطة في الأوراق المالية بالبورصة محمود معاطي، أن الانهيار الذي أصاب سهم طلعت مصطفى خلال الأسابيع الأخيرة انعكس سلبا على جميع أسهم قطاع العقارات بالبورصة حيث هبطت جميعها بنسب تتراوح ما بين 40 - 60 في المئة القوي منها والضعيف وعلى رأسها بالم هيلز للتعمير والسادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار ومصر الجديدة للإسكان ومدينة نصر للإسكان وغيرها من بقية أسهم القطاع.
وأشار، إلى أن الأزمة تتمثل في انعكاس ذلك على أداء السوق ككل خاصة أن أسهم القطاع تشكل النسبة الأكبر لعدد الأسهم المكونة لمؤشر البورصة المصرية الرئيسي والتي يصل عددها إلى نحو 9 أسهم من بين 30 سهما، وهو الأمر الذي شكل خطورة كبيرة وأدى إلى انهيار الأداء العام للسوق.
وقال: إن مؤشرات البورصة المصرية فقدت أكثر من 35 في المئة من قيمتها منذ بدء الأزمة قبل أسابيع وأصبح مؤشرها الرئيسي على موعد مع خسارة يومية تتراوح ما بين 2 - 5 في المئة بسبب الاشاعات التي دارت حول مصير رجل الأعمال الشهير.

سعر السهم  يعاود الارتفاع

ارتفع سعر سهم مجموعة طلعت مصطفى الى 6.65 جنيه، وذلك بعد ان هوى السهم 16 في المئة اثر اعتقال رئيس المجموعة هشام طلعت مصطفى.

طارق طلعت مصطفى: جميع المشروعات ستسلم في الموعد

القاهرة- رويترز - اعلن الرئيس الجديد العضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى ان جميع مشروعات المجموعة القائمة ستسلم في الموعد المحدد.
وقال طارق طلعت مصطفى لقناة «العربية» التلفزيونية ومقرها دبي عبر الهاتف ان مواعيد تسليم المشروعات لا تزال كما هي وان ما حدث لن يكون له أي تأثير.
ودافع الرئيس الجديد عن شقيقه قائلا ان المحاكمة ستظهر براءته.
وتعكف مجموعة طلعت مصطفى على تطوير مشروعات من بينها مشروع «مدينتي» وهي مدينة سكنية وتجارية كبيرة بضواحي القاهرة. وتقول ان المدينة ستكون قادرة على استيعاب 80 ألف شخص.