«صدى الصمت» خطفت جائزة القاسمي بعد منافسة شرسة في المهرجان العربي
كعب الكويت عالٍ... في المسرح
| متابعة حمود العنزي |
1 يناير 1970
07:07 ص
عربياً، وليس خليجياً فقط... كعب مسرح الكويت عالٍ.
فقد جاءت جائزة عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي حصلت عليها مسرحية «صدى الصمت»، من تأليف الراحل قاسم مطرود وإخراج فيصل العميري، وتمثيل سماح وعبدالله التركماني وفيصل العميري من مهرجان المسرح العربي في نسخته الثامنة، بمثابة شهادة جديدة للمسرح والمسرحيين الكويتيين، خصوصاً وأن المنافسة على الجائزة كانت شديدة مع المسرح التونسي والمغربي والمصري والأردني والعراقي. كما شكلت الجائزة مسك ختام الدورة الثامنة للمهرجان والتي احتضنتها الكويت وأقيمت برعاية سامية من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.
وكان مسرح الدسمة شهد مساء أول من أمس حفل ختام المهرجان بحضور كوكبة من المسرحيين العرب، وبدأ الحفل الذي أخرجه الفنان خالد أمين بمسرحية قصيرة، وأبيات شعرية عن الكويت والإمارات، من ثم اعتلى خشبة المسرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله الذي وجه التحية من وإلى الكويت بلد الجمال والأمان، معتبراً أن «المسرح هو مبعث الفرح الذي يريد بعض أعداء الجمال أن يطفئوا نوره بنارهم، لكنهم نسوا أن عنترة ما زال يقول الشعر في بيداء العرب، والمهلهل ينشد كليباً، والمتنبي يواجه قاتليه وهو يقول الخيل والليل، والجازية تعبر المخاضة نحو مجدها، والأراجوز يوجه سهام نقده في عين جلاده، وخيال الظل يفتح في العتمة نوافذ السخرية اللاذعة». وقال: «أنتم أيها المسرحيون أبناء التراجيديات الكبرى، يحيا بها البطل حين يموت، أبناء المسرح الذي يخاف العتمة إن غادره عاشقوه، يخاف برودة أوصاله إن خبت أنفاسهم، وها هي ردهات مسارح الدسمة وكيفان والشامية والمعهد العالي للفنون المسرحية وعبدالحسين عبدالرضا في السالمية تتنفس أرواحكم، وتردد صدى حواراتكم وتحمل إيقاع خطواتكم، تركتم على جدرانها أثر أكفكم المقدسات المغموسات بعرق التجربة، هذه المسارح سوف تذكركم طويلاً، حين يرى الناس كيف تنار ردهاتها بترديد أصواتكم، فإن جاءت سيدة الحكاية تسألها ما الخبر؟ سيكون الجواب بكل وضوح مهرجان المسرح العربي مر من هنا، وغنى قصائد مع فهد العسكر وأسكن ليلى الحكاية في معنى القصيدة». واستطرد عبدالله قائلاً: «ها هو أسبوع من الجمال يمضي، ولكن لا إلى انتهاء، إنه يمضي ولا يكون وراءنا، إنه يمضي بنا و نمضي به، إنه إيذان بعام من العمل الدؤوب، من المراجعات والمبادرات، عام يذهب بنا ونذهب به إلى الجديد، فأمامنا وقت ومواعيد لمسابقات التأليف وتنمية المسرح المدرسي والتأهيل والتدريب والنشر والتوثيق وأسواق الدمى والعرائس، ونقول تعالوا معنا لنطور من عملنا ونتاجنا، تعالوا معنا لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية».
وأعقب ذلك عرض فيلم وثائقي قدم «ريبورتاجاً» للعروض والفرق المشاركة، ثم ألقى رئيس لجنة التحكيم المسرحي الأردني الدكتور مخلد الزيود كلمة اللجنة، معتبراً أن تأهل العروض المسرحية للمشاركة في المهرجان في هذه الدورة هو بحد ذاته إنجاز وإضافة نوعية للمشهد المسرحي العربي، ومنوهاً إلى عروض المسابقة التي رشحتها لجنة التحكيم للفوز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ومعلناً فوز عرض الكويت «صدى الصمت» بالجائزة بإجماع أعضاء اللجنة، متوجها بالشكر إلى الهيئة العربية للمسرح على ثقتها، ومثمناً روح الحرية والشفافية التي تميزت بها على امتداد عملها في إعداد المهرجان.
بعد ذلك، صعد ممثل سمو الأمير، وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة وعبدالله العويس وبدر الدويش لتكريم فناني الكويت عبدالحسين عبدالرضا، سعد الفرج، حياة الفهد التي أنابت عنها الفنانة زهرة الخرجي في تسلم درع التكريم، سعاد عبدالله، إبراهيم الصلال، خالد العبيد، جاسم النبهان، سليمان الحزامي، سليمان الياسين، عبدالرحمن العقل، عبدالعزيز الحداد، عبدالعزيز السريع، عبدالله الحبيل الذي ناب عنه ابنه، عواطف البدر وناب عنها الفنان أحمد السلمان، فؤاد الشطي، محمد المنصور، محمد المنيع، محمد جابر، مريم الصالح وهيفاء عادل. ثم تم تسليم جائزة أفضل عرض للعرض الكويتي «صدى الصمت».