أقيم في قصر بيان بحضور ولي العهد والغانم وكبار الشيوخ والوزراء والمسؤولين في الدولة

احتفال أميري باليوبيل الذهبي لـ «الهلال الأحمر»

1 يناير 1970 10:35 ص
• هلال الساير: الكويت أصبحت منارة للعمل الإنساني المؤسسي بما قدمته الجمعية من نشاط

• سعد الناهض: لابد من رد الفضل لأهل الفضل المؤسسين الذين بذلوا الجهد والمال لإنجاح فكرة تأسيس الجمعية
كونا- شمل سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد برعايته وحضوره الاحتفالية باليوبيل الذهبي لمرور 50 عاما على انشاء جمعية الهلال الاحمر الكويتية التي أقيمت أمس في مسرح قصر بيان.

ووصل سموه الى مكان الحفل، واستقبل بكل حفاوة وترحيب من قبل رئيس مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر الدكتور هلال الساير، والعضو المؤسس وعضو مجلس ادارة الجمعية سعد الناهض.

وشهد الحفل سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد، ورئيس مجلس الامة مرزوق الغانم، وكبار الشيوخ وسمو الشيخ ناصر المحمد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، والنائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ علي الجراح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح، وكبار المسؤولين بالدولة.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم تلاوة آيات من الذكر الحكيم بعدها ألقى رئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور هلال الساير كلمة تقدم في بدايتها باسمه واسم جميع العاملين في جمعيه الهلال الاحمر لمقام سمو الأمير السامي بجزيل الشكر والعرفان لتفضله برعاية وحضور احتفالية الجمعية بمناسبة مرور خمسين عاما على إنشائها.

وأضاف الساير: لقد طوقتم أعناقنا بحضوركم وجميل صنعكم ودعمكم السخي للعمل الانساني والاغاثي ومؤسساته وفي مقدمتها جمعية الهلال الاحمر الكويتية ما يعجز اللسان عن وصفه وهذا بفضل الله عهدنا بكم ونستذكر بكل معاني الوفاء والعرفان أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد وأخاه الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله اللذين سطرا تاريخا ناصعا ومشرفا في دعم العمل الانساني والاغاثي نسأل الله سبحانه وتعالى لهما الرحمة والمغفرة. لافتا إلى ان الجمعية وهي تعيش هذه الأيام الذكرى الخمسين لإنشائها، وضعت لها بصمات واضحة خلال فترتها القصيرة مقارنة بأي منظمة انسانية أخرى على مستوى العالم، و ان مرور 50 عاما على إنشاء الجمعية يستوجب تقديم الشكر لجميع العالمين فيها بدءا من أعضاء مجلس الادارة ومرورا بجميع العاملين والمتطوعين في جميع الادارات واللجان متمنين لها المزيد من التطور والازدهار لخدمة الكويت جيلا بعد جيل. مؤكدا أنه «في هذه المناسبة العظيمة أقول ان الكويت أثبتت بإنشائها جمعية الهلال الاحمر الكويتية اصبحت منارة للعمل الانساني المؤسسي خاصة وان العمل الانساني العالمي في حاجة ماسة الى وجود مثل هذه المؤسسات التي تنتهج العمل الخيري بكل أشكاله. لقد بنيت جمعية الهلال الاحمر على أكتاف رجال أفاضل وهبوا حياتهم وأوقاتهم لهذا العمل بجد ونشاط لنشر الفكر الخيري الاغاثي فجزاهم الله عنا وعن المسلمين خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتهم».

ونوه الساير بأن «التوجيهات السامية لجمعية الهلال الاحمر بإغاثة ضحايا النكبات والنوازل والفيضانات تثلج صدورنا وتحملنا مسؤوليات كبيرة وفي هذا الإطار أقامت الجمعية عددا من برامج الإغاثة بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية في المناطق التي تعرضت للنكبات والكوارث. ومنها السودان واندونيسيا وباكستان وبنغلاديش والعراق واليمن والصومال ولبنان وفلسطين ومصر والبوسنة والهرسك وكوسوفا وتركيا وسورية والفيليبين وليبيا وغيرها وكان لهذه البرامج اكبر الاثر في تخفيف حدة المعاناة عن المتضررين».

واستطرد «مما لا شك فيه ان جهود الكويت بقيادة سمو الأمير لفتت اهتمام دول العالم والمنظمات العالمية إلى الدور القوى للديبلوماسية الإنسانية وتكللت تلك الجهود بمنح صاحب السمو لقب قائد للعمل الإنساني وتسمية الكويت مركزا للعمل الإنساني عرفانا بالدعم المتواصل لهذا البلد وقائده للعمليات الإنسانية للأمم المتحدة الهادفة إلى الحفاظ على الأرواح وتخفيف المعاناة حول العالم».

وذكر الساير أن أعضاء جمعية الهلال الاحمر رفعوا راية الكويت خفاقة عالية فكانوا لها خير سفراء وقدموا نموذجا يحتذى في العمل الانساني، ونجحوا بفضل الله في تجسيد صورة من صور التعاطف البشري والتكامل الانساني في مختلف مناشط الحياة ومجالاتها المادية والمعنوية والنفسية. مضيفا «جمعية الهلال الاحمر ستواصل جهودها الإنسانية والاغاثية في المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية والتربوية والتنموية والتي بدأتها منذ 50 عاما في أكثر من 68 دولة حول العالم، بفضل جهود من مؤسسيها ومواصلة من ابنائها الى الآن بتقديم العون لكل محتاج ومتضرر سواء من الكوارث الطبيعية او من صنع الانسان». وأشار إلى أن «التوجيهات السامية للعاملين في الحقل الانساني والاغاثي تنزل على قلوبنا بردا وسلاما، فكم كان لهذه التوجيهات السامية في مناسبات كثيرة الأثر البالغ في انطلاق الحملات الخيرية وتسيير الوفود الاغاثية واقامة الجسور الانسانية بالتعاون مع سفاراتنا في الخارج. وبالتوجيهات السامية ستستمر الجمعية في النشاط الانساني والاجتماعي والتنموي والصحي والتعليمي عبر مشاريع بناء المدارس والمستشفيات وحفر الآبار وتدشين المشاريع الموسمية كإفطار الصائم والأضاحي واقامة مشاريع التنمية المجتمعية في العديد من الدول بغية تخفيف معاناة المحتاجين والفقراء».

وقال الساير في كلمته إن «جمعية الهلال الاحمر اصبحت بفضل الدعم السخي من قبل القيادة السياسية ودعم سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح عالمية رائدة في العمل الانساني والاغاثي وتعدت في أعمالها الإغاثية الى برامج التنمية المجتمعية. وبإدراكنا المسبق أن التنمية في المجتمع لم تكن لتتحقق إلا بالحرص على التنمية البشرية وعليه يأتي اهتمامنا بتدريب وتطوير كفاءة موظفينا ومتطوعينا واستقطاب الكوادر الشابة للعمل في هذه الجمعية الواعدة». وتابع «وادراكا للاوضاع الانسانية الصعبة في سورية فان جمعية الهلال الاحمر الكويتية تعلن عن تنظيم حملة تبرعات بمقر الجمعية لإغاثة أهالي بلدة مضايا السورية المنكوبة التي تعيش كارثة إنسانية بسبب الحصار المطبق. لا شك انها مأساة ومجاعة حقيقية يعيشها 42 الف انسان محاصر بمدينة مضايا السورية فأهلها يأكلون الماء والملح واوراق الشجر واطفالها يموتون من الجوع والبرد بسبب حصار نظام ظالم. وهناك الكثير من اهالي بلدة مضايا فقدوا أرواحهم بسبب النقص الشديد في التغذية ومعظمهم من المسنين والأطفال في الوقت الذي لايزال يعيش فيه العشرات على حافة الموت مع حالة من سوء التغذية الحادة».

وختم الساير كلمته بالقول «انني من هذا المقام وفي ختام كلمتي اشيد بالعمل الخيري الكويتي وبجميع مؤسساته والقائمين عليه لدورهم التنموي الرائد في جميع مجالات الاغاثة والطبابة والتعليم والتدريب وايجاد فرص العمل ومعالجة الفقر وبناء المستشفيات ومساعدة المحتاجين في المأكل والمشرب والملبس والغذاء والدواء وتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وكفالة الايتام ورعاية المسنين وتحقيق الأمن المجتمعي ناهيكم عن دوره الفعال في اوقات الكوارث والحوادث والزلازل والعواصف والسيول وغيرها».

ثم ألقى عضو مجلس ادارة جمعية الهلال الاحمر سعد الناهض كلمة نيابة عن المؤسسين مؤكدا أن الجمعية حظيت بدعم ومساعدة الحكومة في مجالات العمل الانساني ومساعدة المنكوبين في عدة دول والتي يزيد عددها على 86 دولة في كافة قارات العالم. وأضاف «نحن اليوم نجتمع لنرد الفضل لاهل الفضل من المؤسسين الذين بذلوا الجهد والمال في سبيل انجاح فكرة تأسيس الجمعية فبعد اشهار الجمعية بالمرسوم الأميري الصادر في عام 1966 تداعى عدد من المؤسسين لاستكمال الخطوات المطلوبة، ولعل ابرزهم العم عبدالعزيز حمد الصقر والعم المرحوم يوسف عبدالعزيز الفليج والعم المرحوم محمد يوسف النصف والمرحوم يوسف ابراهيم الغانم والاخ الفاضل عبدالعزيز الشايع والاخ الفاضل الدكتور عبدالرحمن العوضي والاخ الفاضل يوسف الحجي وغيرهم من المؤسسين كل ساهم بقدر استطاعته دون تمييز».

وذكر الناهض أن للجمعية وضعا خاصا يختلف عن بقية مؤسسات النفع العام، فالمادة الأولى من النظام الاساسي تنص على مبدأ التطوع بحيث تعمل الجمعية كهيئة مساعدة للسلطات الرسمية وعلى الاخص في ما يتعلق بنص المادة 26 من اتفاقية جنيف الاولى لعام 1949 وبقية المبادئ التي اقرتها مؤتمرات الهلال الاحمر والصليب الاحمر الدولية وتتمتع الجمعية بجميع المزايا والحصانات المبينة في اتفاقيات جنيف الدولية وهي عضو فاعل في الصليب والهلال الاحمر الدولي والاتحاد الدولي. ونحن اليوم اذ نحتفل بالعيد الخمسيني للجمعية لابد لي ان اشيد بالتبرعات الاهلية المستمرة في كل مناسبة من شركات ومؤسسات مالية وافراد وحتى المدارس اصبح لها دور بارز في تقديم الدعم والعون للجمعية في كل مناسبة وهذا يدل على توارث حب فعل الخير عن اهل الكويت.

وتابع «ان تتويج صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بأعلى وسام يمنح من الأمم المتحدة كقائد للانسانية وتسمية الكويت مركزا للعمل الانساني لهو فخر للكويت واهل الكويت».

ثم تم عرض فيلم وثائقي يحكي مسيرة الهلال الاحمر الكويتي على مدى 50 عاما بعدها تفضل حضرة صاحب السمو امير البلاد حفظه الله ورعاه بتكريم مؤسسي جمعية الهلال الاحمر الكويتية. وقد تم تقديم هدية تذكارية لسمو الأمير بهذه المناسبة.

المكرمون: الكويتيون جبلوا على عمل الخير



كونا- أعرب عدد من المكرمين والمشاركين في حفل اليوبيل الذهبي ومرور 50 عاما على انشاء الجمعية عن السعادة بهذا التكريم مؤكدين اهمية العمل الخيري الذي جبل عليه اهل الكويت منذ الصغر.

وعبر الدكتور عبدالرحمن العوضي وهو احد مؤسسي الجمعية عن سعادته بهذا التكريم من قبل سمو الأمير وهو ما يعكس اهتمام سموه بالعمل الخيري والقائمين عليه ودعم سموه اللا محدود لكل عمل انساني. وأكد تمدد مساعدات الكويت ومنذ إنشاء الجمعية في ستينات القرن الماضي اذ دأبت على نجدة المحتاجين في شتى بقاع العالم دون تمييز بين عرق او ديانة.

واضاف العوضي ان العمل الخيري من اهم الاعمال التي ساهمت في ابراز دور الكويت على مستوى العالم وان الانسان الكويتي معطاء بطبيعته مشددا على اهمية تطوع الشباب في العمل الخيري.

من جهتها قالت منيرة المطوع التي تسلمت درع التكريم عن والدها خالد المطوع، وهو من مؤسسي وداعمي جمعية الهلال الاحمر، ان هذا التكريم هو شرف وشهادة تقدير لكل ما قدمه الوالد من اسهامات امتدت لخارج الكويت والجمعية الكويتية لرعاية المعاقين الكويتية.

واوضحت المطوع انها كانت عضوا في جمعية الهلال الاحمر الكويتية وعاصرت عهد رئيس الجمعية السابق الراحل برجس البرجس ولكنها تفرغت بعد ذلك للجمعية الكويتية لرعاية المعاقين والتي تستقبل اعاقات ذهنية شديدة،مشيرة الى ان العمل التطوعي الخيري من اهم القيم التي غرسها الوالد في نفوسهم.

واكدت ان تكريم اليوم هو «شرف عظيم» اذ تمت مباشرة من يد كريمة وهي يد صاحب السمو امير البلاد قائد العمل الانساني «الذي نهلنا منه حب العمل الخيري والانساني».

واضافت ان صاحب السمو هو الداعم الاساسي للجمعية والعمل الخيري وهو من رفع اسم الكويت عاليا وجعلها رمزا للعمل الانساني يحتذى به عالميا.

بدوره اكد مدير جمعية الهلال الاحمر ورئيس اللجنة المنظمة للاحتفال عبدالرحمن محمد العون ان الدعم السامي يشكل العامل الاهم في عمل الجمعية وفي قدرتها على مساعدة الآخرين. واعرب عن سعادته بحضور سمو الأمير وتكريمه 18 شخصية من مؤسسي هذه الجمعية الخيرية.

ونوه بدور وسائل الاعلام المختلفة في ابراز الدور الانساني والاغاثي الذي تقوم به جمعية الهلال الاحمر مؤكدا ان الاعلام شريك في نجاح عمل الجمعية وهو القناة التي توصل ما نقوم به من اعمال للناس.