«العدل» كرّمت الرئيس السابق لمحكمتي التمييز والدستورية والمجلس الأعلى للقضاء
فيصل المرشد... شموخ التواضع
| كتب نواف نايف |
1 يناير 1970
09:48 ص
• الصانع: اتخذ من العدالة الناجزة شرعة ومنهاجا فعليا قبل ان تكون رمزاً وشعاراً
• المطاوعة: أكد دائما على سيادة القانون ما انعكس على المجتمع أمنا واستقرارا
• المحتفى به: مهما ضحى الإنسان من أجل وطنه فلن يوفيه حقه ولن يبلغ بره
وفاء لرجل أمضى ما يربو على نصف القرن في العمل القضائي، ثمنت قيادات وزارة العدل ما قام به الرئيس السابق لمحكمة التمييز والمحكمة الدستورية والمجلس الأعلى للقضاء المستشار فيصل المرشد من تأكيد على سيادة القانون طوال فترة عمله ما انعكس على المجتمع أمنا واطمئنانا.
وفي هذا السياق، قال وزير العدل وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع خلال حفل تكريم المرشد بحضور حشد كبير من أعضاء السلك القضائي والمحامين، في فندق «شيراتون» مساء اول من امس إن المستشار المرشد، «أدى رسالته في القضاء بأرفع مستويات الدقة والأصالة وبما يقتضيه المقام من تحري العدل وتحقيق الموازنة بين المصالح الفردية والمصلحة العامة»، مشيرا إلى أن تكريمه «لسان صدق على وفاء الكويت لابنائها المخلصين».
وذكر أنه «اتخذ من العدالة الناجزة شرعة ومنهاجا فعليا، قبل ان تكون رمزا وشعارا فنهض بواجبه الفصل في القضايا بغير تؤدة او إبطاء، ودفعا بسرعة الاجراءات في إطار عدم المساس بضمانات التقاضي».
ودعا الصانع إلى ان «تترابط حلقات السلسلة بين فكر الشيوخ الأجلاء وفكر الشباب القوي الأمين لنستفيد من عمل سلفنا واجتهاداتهم مضيفين اليه ما يسد الاحتياجات المستجدة ويحقق الطموحات المستهدفة».
وقال الصانع «إن المستشار المرشد ترك بصمة ليست على مستوى القضاء الكويتي فقط وانما على مستوى القضاء في العالم العربي»، مبينا ان «أحكامه اصبحت سوابق قضائية».
وأعرب الصانع عن شعوره بأنه لم يعط المرشد حقه في التكريم «فهو قامة علمية وقانونية، والسلطة القضائية ستفقد مثل هذا الرجل»، متمنيا أن يكون له «مكان بارز في اي موقع آخر».
و ألقى رئيس محكمة الاستئناف عضو المجلس الأعلى للقضاء المستشار محمد جاسم بن ناجي كلمة نيابة عن رئيس المجلس الأعلى للقضاء المستشار يوسف المطاوعة الذي اعتذر بسبب عارض صحي، حيث بين أن المستشار المرشد «بلغ مكانا عليا جعل منه نموذجا يحتذى به من قوة التصميم والارادة والبذل والصبر والمثابرة والسعي الدؤوب الى ارساء مبادئ العدالة القانونية والدستورية بين الناس كافة طيلة ما يقرب من 43 عاما في محراب القضاء وخدمة العدالة، واعلاء شأن السلطة القضائية واستقرارها».
ولفت إلى انه «كان دائم التأكيد من واقع منصبه كشيخ للقضاة على سيادة القانون والقضاء، ما انعكس اثره على المجتمع بأسره في استقراره على نحو ينعم به المتقاضون بالعدالة والطمأنينة، وترك بصماته باعتباره قاضيا مشهودا له بالكفاءة والنزاهة، ورجلا قل نظيره في حنكته وفطنته، متمتعا بحصانة الضمير المخلص لولاية القضاء، متفانيا في خدمته».
من جهته، أبى المستشار فيصل المرشد إلا أن يختم رسالته السامية التي قدمها على مدى أربعين عاما من العمل بإخلاص، بحب الجميع، وبابتسامة أبوية ملأت قاعة الاحتفال فرحا، إذ وقف شامخا مرحبا بالجميع، متجولا بينهم، متواضعا كعادته، وهو ما قابله المدعوون بالشكر والعرفان، وفاء لرجل أخلص وقدم الكثير خلال سنوات عملة.
ورأى المستشار المرشد في هذ التكريم «تكريماً للقضاء الكويتي وليس لشخص فيصل المرشد نفسه بل للمكان الذي شغله طيلة أعوام مديدة وهو تكريم لمن أسسوا القضاء في الكويت ولهذا الصرح العالي الذين نهلنا منهم الحكمة والقيم والمبادئ وكتبت اسماؤهم بأحرف من نور مترجمين رسائل الهدي النبوي في اشاعة العدل والانصاف والحق».
وقال: «مهما قدم الانسان لوطنه وضحى من اجله فإنه لن يوفيه حقه ولن يكافئه بما عليه من حق ولن يبلغ بره»، معتبرا أن ما ناله من تكريم انما هو «اهتمام ورعاية كريمة توليها الدولة لكوادرها ممثلة اليوم بوزارة العدل وعلى رأسها وزيرها الشاب يعقوب الصانع الذي قطع العهود على نفسه ان يجعل من وزارتي العدل والأوقاف منارة يهتدى بها عملاً وتنظيماً وانجازاً».
وذكر المرشد في كلمة موجهة الى الوزير الصانع ان «على الجميع مواصلة الجهد من اجل تطوير اجهزة العدالة والارتقاء بها تحقيقا للعدالة الناجزة وتكريس العمل لتحقيق شعار الوسطية الذي رفع في وزارة الاوقاف وبث روح التسامح والمودة»، لافتا إلى ان «ثمة املا يرجو تحقيقه وهو انجاز مشروع استقلال القضاء ليتناسب مع ما وصل اليه قضاؤنا من رفعة شأن وتاريخ عتيد ».
إشادة بالقضاة المصريين
أثنى المستشار المرشد على جهود رجال القضاء سفراء العدالة من جمهورية مصر العربية «الذين كان لهم دور جوهري لا ينسى ولا يمحى في تأسيس القضاء الكويتي في عهد الدولة الحديثة، والذين نذروا انفسهم لرفعة شأن القضاء والعدالة».