ولي رأي
هل غابت الضمائر أم عميت الأبصار؟!
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
02:39 م
أنا لن أتكلم عن نيرون الشام، وتدميره لسورية، ببراميله المتفجرة، ولا عن هولاكو القرن الحادي والعشرين، الذي قتلت ذخيرته المحرمة دولياً جميع البشر دون تمييز فيها، لأنهما وحشان دمويان في صورة بشرية.
ولا حتى تلك الميليشيات المملوءة حقداً التي تدعي بأنها جهادية وتسعى لتحرير القدس بينما هي تمهد الدرب لعودة الاستعمار الفارسي على الأراضي العربية، فهي مرتزقة تعودت القتل على الهوية، ولكنني أسأل بعض من يعيشون بيننا، ويصفون نيرون بالولي الصالح وهولاكو بمحرر الشعوب، ويدّعون أن ضحاياهم المدنيين الأبرياء العُزَّل إرهابيون، ويشمتون لمقتلهم، ويوزعون الحلوى لذلك، أسأل الكتاب والصحافيين ومقدمي البرامج التلفزيونية: هل شاهدتم صور المجاعة المرعبة التي يعاني منها أربعون ألف سوري مسلم نتيجة حصار شديد ظالم كطوق من الفولاذ يلتف على المعصم تجاوز المئتي يوم يقوم به النظام ومعاونوه؟ هل سرّتكم الهياكل العظمية المتحركة التي أضناها الجوع؟
فـ «مضايا» بلدة سورية من ريف دمشق وليست تل أبيب، ومن فيها ليسوا بصهاينة بل عرب مسلمون، أمر يعلمه وليّكم الصالح وسيّده الشيوعي، ويعرف ذلك أيضاً قائد الحزب الذي يشارك ويدعم الحصار.
ولكني أسأل هؤلاء الكتّاب: هل ترضون بما يحصل للسوريين الأبرياء وما زلتم على رأيكم بنيرون وهولاكو؟ أم أنكم لا ترون ولا تسمعون ولا تهتمون لأنكم أناس على دين قادتكم؟
إنَّ الشعب السوري الأبيَّ لن ينسى أو يغفر لجلاديه مهما طال الزمن، وسينجب خالداً يحرر أراضيه، وبطلاً من نسل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه سيأتي ليحفر أخدوداً آخر يحرق فيه العفالقة، وستتجدد فزعة المعتصم فالظلم لا يدوم، والشعوب لا تموت، وعندئد يفرح المؤمنون بنصر الله الحقيقي.