قبل الجراحة
عقاب المهملين
| بقلم: الدكتور وليد التنيب |
1 يناير 1970
08:27 م
كانت أسعار النفط متدهورة، وعندما حصل الغزو العراقي للبلد كانت إحدى الذرائع التي ساقها قادة العراق أن الكويت والإمارات كانتا تساعدان على هبوط أسعار النفط الخام ما يؤدي إلى تدهور اقتصاد العراق!
وتم التحرير، وعاشت الكويت أياماً جميلة وعاش العراق وما زال يعيش أياماً صعبة لا ندري إلى متى ستمتد...
وارتفعت أسعار النفط أخيراً لأسعار قياسية لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعها، وازدهرت الدول النفطية.
ولكن القيادة النفطية في البلد كان لها رأي صريح.
يجب عدم الاعتماد على النفط، إنما المقبل من الأيام بحاجة إلى تفكير جديد، أي يجب أن نكون من الدول السباقة ببناء المصانع لتصنيع المشتقات النفطية، فتقلّب أسعار المشتقات النفطية في السوق العالمية، ليس له تأثير مثل أسعار النفط الخام.
قدمت القيادات النفطية المشروع، يتبعه المشروع، ولكن أهل الحل والعقد.
من يشرّع لهذا البلد، وضعوا العراقيل أمام معظم مشاريع القطاع النفطي.
يقول الأستاذ محسن عبدالحافظ (أحد الرجال الأكفاء الذي ساعد في وضع الدستور) ما معناه «أن من أهم عيوب الانتخابات، أنها قد لا تأتي بالكفاءات المتخصصة»، وكان من أشد الناصحين بأن يتم تدعيم المجلس بتعيين أعضاء أصحاب خبرة وكفاءة.
افتحوا أرشيف تصريحات الأعضاء وتمعّنوا بتصريحاتهم عن أن في البلد وفرة مالية كبيرة.
ارجعوا إلى اقتراحاتهم المتهوّرة للعبث بالمال العام.
ستعرفون لماذا قال الأستاذ محسن عبدالحافظ هذه الحكمة التي للأسف لم يقتنع بها الأجداد.
نعم، لم يقتنع بها الأجداد حباً بالديموقراطية والحرية.