ولي رأي
كونوا لنا قدوة
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
11:19 ص
بداية أهنئ كل من على هذه الأرض الطيبة بالسنة الميلادية الجديدة، آملاً أن تكون سنة خير وسعادة على المسلمين والعرب أجمعين، ونتقدم بشكر خاص للعاملين في جريدة «الراي» الغراء التي استمرت على مدى 365 يوماً تضع أخبار العالم بين أيدينا بالكلمة والصورة، ونشر الرأي السديد دون توقف، ودون بخل من ملاكها، أو تكاسل من العاملين بها.
ومن الكويت أبدأ مقالي الأول هذا العام بالكتابة عن موضوع الساعة، حديث التقشف وربط الأحزمة بدعم ميزانية الدولة التي بدأت تعاني من تهاوي أسعار النفط، والأحداث الأمنية المتصاعدة في دول الجوار، وما لها من انعكاس علينا كدولة صغيرة، ودورنا الإنساني في مساعدة ودعم وتمويل البرامج الإغاثية لإخواننا العرب.
فعلى مجلسي الوزراء والأمة أن يكونا لنا قدوة بالترشيد وخفض الإنفاق قبل دعوتنا بذلك، فالرواتب والمميزات والحوافز والرحلات الخارجية والمؤتمرات الداخلية، بتكاليف تعدت مصاريفها المعقولة، ويجب أن تخفض، وتقليل عدد المشاركات في هذه المؤتمرات والأفراد المشاركين بها، فعلى ما سمعنا أن الوفود الكويتية أكثر الوفود المشاركة أعضاء، ممن فيها من إعلاميين وسكرتارية فوق الحاجة.
أما جيش المستشارين الذين تجاوزت أعمارهم وخبراتهم الزمن لتقديم أي استشارة، وإن استشيروا لا يؤخذ بمشورتهم، فيجب تسريحه، والاعتماد على المكاتب الاستشارية الخاصة عند الحاجة لأي أمر طارئ.
أما الـ 18 لجنة الاستشارية، التي لا تجتمع إلا كل عام مرة، فما هي إلا نوع من تنفيع موظفين كبار سابقين ويجب أن تُحل، وعلى الدولة أن تحصّل ديونها على الدول الأخرى وخصوصاً الاستثمارات التجارية والاقتصادية التي بدأت تعطي أرباحاً وفوائد دون أن يكون لنا نصيب من ذلك، والديون الداخلية التي على المواطنين الذين مضت سنوات دون أن يسددوا شيئاً منها، لكسل في الوزارات المختصة لتحصيل تلك الديون، ورفع الإيجارات على الحيازات العقارية بأنواعها وخصوصاً تلك التي تخالف الهدف من تخصيصها، والترخيص الصادر بها، كالورش الصناعية التي تحولت إلى أسواق شعبية، والمزارع التي أصبحت أماكن تسلية وترفيه، لا تزرع فيها إلا ورود الزينة.
وإن كان لابد من زيادة أسعار الخدمات التي تقدمها الدولة، أو رفع الدعم عن السلع الغذائية التي تقدم حسب البطاقة التموينية، فيجب أن تكون بالتدرج وعلى شرائح معينة، والابتعاد عن مسّ المتقاعدين ذوي المعاشات المتدنية، التي بالكاد تكفيهم هذه الأيام.
أما ما يثير السخط والغضب على حكومتنا هو ما نسمعه عن الهبات المليارية لبعض البلدان والمنظمات الدولية، التي عادة ما تتنكر لجمائلنا وما نقدمه لها، وتصفنا بالعنصرية وعدم احترام حقوق الإنسان، وتتدخل في شؤوننا الداخلية، وتفرض علينا بعض الشروط والعقوبات.
قال سراقة بن مالك لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بعد فتح فارس وفخره بأمانة جيش الفتح: «لقد عففت يا أمير المؤمنين فعفّوا، ولو رتعت لرتعوا».