سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «ارمضان بوالقرع والبيديان»

1 يناير 1970 04:35 ص
شهر فضيل قدم الينا، وللناس استعدادات في استقباله، واحتفال في كل يوم من أيامه، ترى الناس يقبلون عليه بسرور واستبشار يجعلون من الطعام وسيلة للنشاط والجد في أعمالهم ويكونون أنشط في أيام هذا الشهر الفضيل من خلال العبادة كما أنهم ينجزون أعمال الناس بسرعة واتقان، لانهم يعتقدون بأن خير الناس من نفع الناس. كذلك تجدهم ينفقون من أجل الخير في هذا الشهر المبارك من دون سمعة او رياء، وكذلك نرى البعض يجعل من هذا الشهر الفضيل مجالا للركون والخمول فهو يأتي إلى عمله متأخرا ويصرف أوقاته ليلا بأحوال التسلية، ثم يفكر طوال اليوم ماذا سيأكل في وجبتي الافطار والسحور ولا يدري ان ما ابطن قوم حتى ضلت عقولهم فاذا ما حل وقت صلاة الظهر فانه يسعى الى أداء الصلاة وينهي عمله حتى ولو انه لم ينته.
صورتان متناقضتان، والخير يثري في شهر الخير، كذلك أطلق عليه في لهجتنا الحبيبة «بو القرع والبيدنجان» لما يتناوله الناس من التشريب كوجبة رئيسية في الافطار ومن أهم مستلزمات التشريب «القرع» و«البيدنجان».
وعندما يحل وقت قبيل ان تثور الواردة ترى الأطعمة تتداول بين البيوت، كل يقدم لجاره وقريبه طبقا من الهريس او الجريش او المحلبية او الماغوطة كلها من طبخ حصة ومريم وبيبي وأمينة ولا يوجد لجاكوب أو اكرستينا او كومار نفس في مطابخهم.
رمضان مبارك على أهل هذه الديرة الحبيبة وكما تقول والدتي رحمها الله: «أهلا ارمضان بوالقرع والبيديان».
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي