حروف باسمة
... وترجّل الفارس
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
مشاهد الفرسان تدعو إلى الإصرار وتعمل على بلوغ الهدف والوصول إلى الغاية السامية مهما اعترت سبيلهم الصعاب والعثرات والأشواك والمخاطر كي يحققوا بغيتهم إلى طريق أفضل من أجل بلوغ النهضة والوصول بالمجتمع إلى سبيل طيب.
من هؤلاء الفرسان الذين غادرونا إلى الله هو النبيل نبيل الفضل هذا الإنسان الذي واجه الفساد بكل صنوفه، وعمل على أن تكون ساحة الوطن هادئة وذلك بالفكر والعمل الدؤوب والتخطيط والتمحيص حتى يبلغ ما يريده من إصلاح.
إذا كان الفارس سلاحه الحُسام والقناة اللذان يشهدان لفعاله فإن نبيل الفضل سلاحه الحجة والبرهان الذي يحتج بهما على خصومه، وهو اذا تخاصم فلا يفجر ولا يبطش واذا أخطأ فلا يُصر على خطئه إنما يأوي إلى الاعتذار من خصمه.
حقا إنه نبيل لذلك أحبه الناس، ومن مشاهد حبهم له أنه نجح في عضوية مجلس الأمة من دون بهرجة إعلامية إنما نجح بفكره وإصراره على اجتثاث الفساد، وسار على هذا الطريق حتى عمل كثيراً من اقتراحات برغبة واقتراحات بقوانين كلها من أجل إسعاد الوطن ومواطنيه.
عجيب!!!
أمر بعض الناس الذين يستخدمون الفجور في الخصومة.
ماذا يريدون من وراء ذلك؟
وما هدفهم؟
وما رأيهم؟
وما سبيلهم؟
عزيزي القارئ لا نملك إلا أن نقول:
إن أبا براك فارس من فرسان الوطن ناضل وجاهد من أجل القضاء على الفساد، ولعل آخر فكرة كان يفكر بها هي وضع قانون مكافحة الفساد، وإن آخر موقف له وهو تحت قبة عبدالله السالم يشير إلى منظر كان لا يعجبه وكان يعتبره مشهداً من مشاهد الفساد.
كل المنصفين والسياسيين والمفكرين نعوا هذا الفارس وابتهلوا له بالرحمة والمغفرة والرضوان، وفد على رب كريم واسع المغفرة لا تعد نعمه ولا تحصى فهو يجزي المخلصين أحسن الجزاء.
اللهم بارك لنبيل الفضل في حلول دار البلاء وطول المقامة بين أطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وأحبائه وأهل وطنه بالصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
ولنقرأ ما قاله زميله الأستاذ فيصل الدويسان في هذا الموقف الحزين:
ألا عيناي للدمع أطيلا
على من كان ذا ود زميلا
وجودا بالبكاء على نبيل
وذي فضل اتخذناه خليلاً
وداعاً وداعاً يا أبا براك
إنا فقدنا الفضل والرجل النبيلا