الألبومات والكليبات والحفلات تراجعت... والقرصنة تواصل ضربها
الأغنية المصرية في 2015... إلى «الخلف دُر»
| القاهرة - من عماد إيهاب |
1 يناير 1970
06:12 ص
باستثناء عدد محدود من الألبومات التي تخطت الأزمات، واصلت الأغنية المصرية المعاناة في 2015، وفشلت معظم الألبومات التي طرحت في إنعاش مبيعات سوق الكاسيت، وهو ما يبدو معه أن صناعة الغناء المصري مازال أمامها بعض الوقت لتنهض، وتحتاج إلى اجراءات صعبة في مواجهة القرصنة لتنتعش من جديد.
وتعتبر أزمة المطرب عمرو دياب مع شركة روتانا هي الحدث الأهم في العام 2015، خاصة أن العلاقة بينهما كانت على ما يرام خلال السنوات الماضية، التي قدم فيها ألبومات كثيرة منها «شفت الأيام»، «الليلة»، «بناديك تعال»، «الليلادي»، «كمل كلامك»، «ليلي نهاري»، ورغم النزاع القضائي بين دياب وروتانا فإن الموقف النهائي للأزمة لن يتحدد خلال وقت قريب، وسيظل مستقبل ألبوم عمرو دياب الجديد غير معروف حتى الساعات الأولى من العام 2016.
وحدها، ألبومات محمد حماقي وسميرة سعيد وأنغام ورامي صبري وآمال ماهر هي التي أنقذت سوق الكاسيت من أزمة الركود التي لاحقته في معظم فترات العام 2015، بعد تراجع الإنتاج الغنائي بشكل لافت، ولم يتجاوز عدد الألبومات الجديدة 15 ألبوماً، وهو رقم ضئيل للغاية على سوق غنائي كبير مثل مصر.
وتراجع عدد الحفلات الغنائية بشكل كبير، حيث لم تتجاوز الـ 35 حفلة، وهذا العدد قليل للغاية قياسا بما قدم من حفلات في العام 2010، حيث وصل عددها لـ 85 حفلا غنائيا قدمه عدد من النجوم المصريين والعرب، وكانت حفلات الدورة رقم 24 لمهرجان الموسيقى العربية هي الجاذبة للجمهور، بسبب نوعية الأغاني التي تقدم فيها ووجود عدد من النجوم مثل صابر الرباعي وأنغام ومدحت صالح وأحمد جمال وعلي الحجار وغيرهم.
ولم يكن حال «الفيديو كليب» أفضل حظاً من الحفلات والألبومات خلال العام 2015 لأسباب عديدة، منها عدم قدرة الفضائيات الغنائية على إنتاج كليبات جديدة، حيث الأغنية المصورة الواحدة تصل ميزانيتها ما يقرب من 40 ألف دولار، ولم تعد عائدات الـ sms تمنح الفضائيات الأموال اللازمة لتعويض نفقاتها، كما أن الكليبات تجري أيضا قرصنتها بشكل كبير، ووصل حجم قرصنة الكليبات عبر مواقع الإنترنت في العام الماضي إلى درجة كبيرة، مما كبد صناعها ما يقرب من 250 مليون جنيه حسب تأكيدات عدد من جهات الإنتاج المتخصصة في صناعة الكليبات.
المطربة سوما قالت: «الفيديو كليب لا يمكن الاستغناء عنه في مجال الغناء، لأنه أصبح ضروريا في الترويج للألبومات وللأغاني المميزة في عصر الصورة الذي نعيشه والتطور التكنولوجي الرهيب، وبالتالي لابد من دعمه بالشكل الإيجابي، مع ضرورة التوظيف السليم للتكنولوجيا لخدمة الفن، ومع ذلك فهي تشعر بإحباط في ظل تكاثر الكليبات الفاسدة والأغاني الهابطة، وتطالب شركات الإعلانات بمقاطعة هذه الكليبات المبتذلة التي تعتمد على العري والأغاني الرخيصة». المطرب مصطفى قمر، شدد أيضا على أن صناعة الألبومات تأثرت بشكل سلبي بسبب القرصنة وسرقة الأغاني من خلال مواقع الإنترنت وصناعة الفيديو كليب تراجعت في العام 2015 وفي الأعوام الأربعة الأخيرة لأنها مكلفة والفضائيات الغنائية لا تقبل على إنتاج كليبات حصرية.
والأمر نفسه بالنسبة إلى شركات الإنتاج والمطربين، وبالتالي فإن ما يحدث من تراجع في عدد الكليبات المنتجة ليس سوى حصاد طبيعي لتراجع صناعة الكاسيت بشكل عام، ولا يمكن لجهة إنتاج أن تتقبل خسائر بالملايين من أجل إنتاج ألبومات وكليبات لا تحقق العائد المادي الذي يعوض نفقاتها بسبب ظاهرة القرصنة.
ووافق المنتج الغنائي محسن جابر على ما قاله مصطفى قمر، وأوضح أن ظروف الإنتاج الصعبة التي تعيشها معظم شركات الإنتاج قللت من عددالألبومات والكليبات، وهذا الأمر طبيعي، لأنه ليس منطقيا أن تدفع شركات الإنتاج والفضائيات الخاصة الملايين في أغنيات مصورة لن تحقق المردود المادي المتوقع بل ولن تستطيع تعويض تكاليف إنتاجها رغم أن الفيديو كليب أحد أبرز وسائل الدعاية التصويرية للمطرب، والتي يحرص على وجودها.
وأشار إلى أنه كان من أوائل المطالبين بإيجاد حلول لمواجهة ظاهرة القرصنة التي أنهت نشاط العديد من شركات الإنتاج، وحتى الآن لم يجد التحرك المناسب من قبل الجهات المعنية بالأمر لمواجهة هذه الظاهرة، كما أن الساحة الغنائية تضررت سلبيا من هذا الكساد الغنائي ورغم كل ذلك فإنه مصمم كمنتج على مواجهة كل التحديات ودعم الفن الراقي والمواهب الجديدة.
المطربة شذى التي فشلت في طرح ألبومها الجديد خلال العام 2015 رغم جهوزيته بسبب عدم توافر الظروف المناسبة لطرحه حسبما ترى، أكدت أن الفضائيات الغنائية ستتجاهل في العام 2016 إنتاج كليبات حصرية تعرضها على شاشاتها، وبالتالي سيجد المطربون أنفسهم يتجهون لإنتاج كليباتهم على نفقتهم الخاصة وهذا الأمر بالنسبة لهم صعب للغاية. وتوقعت شذى أن تكون الكليبات رخيصة التكلفة هي البديل في الفترة المقبلة، حيث ستتجاهل الفضائيات وشركات الإنتاج الكليبات ذات الإنتاج الضخم. ورغم الصعوبات التي تواجه صناعة الغناء المصري في الوقت الراهن، فإن نجوم حقبة التسعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حاولوا في العام 2015 تكرار نجاحاتهم مجددا، من خلال إعادة توزيع أشهر أغنياتهم القديمة بقالب موسيقي يتماشى مع متغيرات العصر، كما حاول البعض إحياء عدد من الحفلات لتعريف الجيل الحالي بأهم أعمالهم، ولذلك لم يكن غريبا أن يتواجد الفنان علاء عبدالخالق في حفلات «ساقية الصاوي» وتقديم عدد من أشهر أغانيه مثل «الحب ليه صاحب»، «بحبك باستمرار»، «داري رموشك»، «مكتوب»، «قلبي طيارة ورق»، «علشانك» وغيرها.
أما الفنان علي حميدة أحد أهم نجوم هذه الحقبة باعتباره مطرب الأغنية الشهيرة «لولاكي»، التي حققت انتشارا واسعا وقت صدورها، فعاد للغناء بدويتو بعنوان «ما فيش أحلى من بنت بلادي» مع مصطفى كامل في ألبومه الأخير إلى جانب أغنيه أخرى بعنوان «لو بس ليلة» من إنتاج مزيكا. والفنان حسام حسني صاحب عدد من الأغاني الشهيرة قدمها قبل نحو ربع قرن ومنها «كل البنات بتحبك»، «ساعتي مش مظبوطة»، «الدنيا حر»، «لولاش»، «تتجوزيني»، سجل في العام 2015 برنامجا بعنوان «عودة أخطر رجال التسعينات» استعرض من خلاله أهم المحطات في حياة بعض نجوم الغناء في فترة التسعينيات من القرن الماضي. أما الفنانة سيمون فعادت بعد غياب من خلال أغنية جديدة بعنوان «اسهر بقى لوحدك»، من كلمات محمد ناصر وألحان وجيه عزيز وتوزيع باسم منير. ويجهز المطرب محمد محيي لألبوم جديد سييصدر في العام 2016 وسبقه بأغنية دويتو صدرت في عيد الحب الماضي بعنوان «إنت الوحيد» مع المطربة الشابه أسما، كما فرض محمد محيي نفسه على الساحة الغنائية من خلال النجاح الكبير الذي حققه في نهاية العام 2015 بأغنية «خايف من اللي جاي».
كما عادت أيضا المطربة حنان ماضي لتفاجئ جمهورها بأغنية جديدة بعنوان «البنت السهرانة»، والتي شاركها في غنائها الفنان الشاب علي الألفي، كما قامت حنان بتسجيل أوبريت وطني يجمعها بعدد من النجوم، منهم إيهاب توفيق وكارمن سليمان ومحمد رشاد ورحاب مطاوع، ومن كلمات بهاء الدين محمد وألحان مدين. كما عاد الفنان فارس لجمهوره بعد غياب سبع سنوات منذ آخر ألبوماته «حبيتك أوي»، وذلك من خلال أغنية بعنوان «ست البنات» كلمات الشاعر أحمد سامي، ومن ألحان محمد النادي، وتوزيع طارق توكل.